الأستاذ محمود الأسدي – أبو علي- أعداد نضال حمد وموقع الصفصاف
من بلدة دير الأسد في فلسطين المحتلة حيث ولد أستاذنا محمود الأسدي الى بلدة الغازية الجنوبية اللبنانية قرب مدينة صيدا كانت بداية الحكاية وبداية المشوار. من الغازية بعد وقت قصير انتقلت العائلة الى مخيم عين الحلوة، حيث تجمعت الآلاف المؤلفة من لاجئي الجليل وساحل فلسطين… هناك حفروا الصخر واقتلعوا الشوك وطردوا الأفاعلي والثعابين والعقارب، فصارت الأرض البور والخراب مكاناً صالحاً نوعاً ما للسكن. ثم صارت مع مرور الوقت تعرف بالمخيم.
في المخيم الذي أنجب مثقفين ومتعلمين متفوقين ونوعيات مثالية، هناك كبر وشب وتعلم ونما وصار أستاذنا محمود، أستاذاً ومربياً ومعلماً ومدرساً ومفتشاً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
عقب النكبة سنة 1948 بدأت رحلة العذاب في الشتات واللجوء وبعيداً عن الوطن الذي احتلته عصابات اليهود الصهاينة الغازية، بالتعاون المباشر مع الاستعمار البريطاني وبالتواطئ مع النازيين، وبرضى ورغبة شرق وغرب أوروبا. كانوا كلهم متآمرين على فلسطين وبنفس الوقت على يهود بلدانهم من غير الصيونيين، كانوا يريدون طردهم من أوروبا، فوجدوا الملاذ والمصلحة المشتركة في المشروع الصهيوني وهكذا تمت المذبحة الثنائية. أما أكبر المتآمرين على شعب فلسطين فقد كانت الأمم المتحدة التي شرّعت تقسيم فلسطين واحتلالها.
ولد الأستاذ محمود الأسدي فى فلسطين المحتله سنه ١٩٣٩ في قريه دير الأسد على سفح جبل الشاغور والى الشرق من مدينة عكا بالقرب من الطريق المؤدي الى صفد. تجاورها قرى مجد الكروم والبعنة والكرمل حيث مستوطنة كرمئيل. أما معظم سكان دير الأسد فينتمون إلى عشيرة الأسدي، ومن نسل الشيخ محمد الأسد حسبما قرأت في موقع المعرفة. كما أن مجموعة كبيرة من عشيرة الأسدي بقيت في “دير الأسد” وفي بلدة “شعب” بينما القسم الآخر منها لجأ الى مخيم عين الحلوة في لبنان.
درس الأستاذ الأسدي في مدرسة الأمريكان – الفنون الجميلة – والتي تقع على دوار الأمريكان بالقرب من ثكنة الشهيد محمد زغيب في مدينة صيدا اللبنانية. المدرسة في مكان يعتبر على مدخل عين الحلوة، غير بعيدة عن المخيم، وقد تعلم فيها مئات وربما آلاف الفلسطينيين وكانوا من أنجب الطلبة.
بعد اتمام دراسته وتحصيله الجامعي أدب انجليزي في الجامعة اللبنانية عيّن سنة ١٩٦٠ مدرساً في مدرسة بمخيم البداوي. ثم بعد وقت من عمله في البداوي شمالي لبنان، انتقل للعمل مدرساً في مدرسة الفالوجة بمخيم عين الحلوة، تلك المدرسة التي كان مديرها جنرال التعليم الراحل عبد المجيد كريّم.
في وقت لاحق قام بالتعليم والتدريس في مدرسه الشهداء بمدينة صيدا. كما أنه انتقل الى معهد سبلين حيث عمل هناك لعدة سنوات. بعد عمله وخدمته لسنوات في مدارس الانروا ومعهد سبلين تم تعيينه مفتشاً للغة الانكليزية في مدارس الانروا بلبنان. في وقت لاحق تم ارساله في بعثة دراسية الى لندن لمتابعة دراسته بعد أن حصل على المنحة من وكالة الانروا.
في العام 1991 تمت إحالته على التقاعد بعد سنوات حافلة من التعليم في مدارس الوكالة. وفي ذلك الوقت كان متزوجاً من المرحومة مكرم منيب فاعور وله منها ست أولاد، أربع من الإناث وولدين هما علي وحسان. بعد التقاعد قضى ويقضي وقته حتى الآن متنقلاً بين لبنان والولايات المتحدة الأمريكية.
في بداية حياته وصباه بالمخيم انتمى الأستاذ محمود الأسدي للكشافة الفلسطينية التي بحسب الأخ أبو ماجد رباح : “من مؤسسي الحركة الكشفية الفلسطينية في لبنان المرحوم ذياب الفاهوم كان مفتشاً بمدارس الانروا. والمرحوم الأستاذ أحمد اليماني – أبو ماهر- كان مديراً لمدرسة عين الحلوة… فيما بعد سميت مدرسة حطين. والأستاذ محمد علي رباح والمعروف بالمخيم لدى تلاميذه بالأستاذ رباح (أبو نبيل). في عام ١٩٥٣ سافر إلى البحرين وما يزال فيها. بعد سفر الأستاذ رباح استلم الأستاذ سعيد قاسم والأستاذ يحيى عطايا كشافة منطقة صيدا. والأستاذ عبد المجيد كريّم كشافة تلاميذ مدارس منطقة طرابلس… والمرحوم الأستاذ سليم زعيتر تولى مسؤولية كشافة مدارس البقاع. وبعد فترة جاء الاثنان إلى مخيم عين الحلوة”.
فيما بعد الكشافة ومع انطلاقة حركة فتح كما صديقه المرحوم الأستاذ والمربي والمدير الصفصافي عطا دعيبس إنتمى الأستاذ محمود الأسدي الى حركة فتح. وكان عضواً في اتحاد المعلمين الفلسطينيين.
كانت تربطه علاقات حسنة ومتينة وبقيت جيدة مع المعلمين والأساتذة الآخرين كما نلاحظ في هذه الصورة التي تجمعه مع بعض الأساتذة، من فلسطينيي الجنوب اللبناني. فنجد فيها من اليمين الأستاذ المرحوم محمد مفلح نوفل، الأستاذ المرحوم خالد عزام -أبو الوليد- (هو محمود الأسدي-أبوعلي-) والمرحوم الأستاذ نمر الطايع من سكان أبو الأسود، الذي انتقل فيما بعد الى شرق صيدا في عبرا – الهلالية.
كما كانت تربط الأستاذ محمود الأسدي “أبو علي” علاقة صداقة قوية مع عمي الراحل الخياط أبو حسين حمد، فقد كانت مخيطة عمي مقراً وديواناً للمعلمين والأستاذة والمدراء، أذكر منهم فقط صالح وصلاح وأحمد وطالب حمد وحسين ومحمود خليل ومحمد أيوب وعاصم قدورة وسعيد القاسم وعشرات غيرهم… كما كانت المخيطة ديواناً لأهل المخيم ولعدد كبير من الفلسطينيين سكان مدينة صيدا وجوارها.
بنفس الوقت كانت تعج بالمسافرين الفلسطينيين القادمين من دول الخليج الى لبنان لقضاء إجازاتهم. أيضاً للقادمين من أوروبا ومن خلف المحيطات في أمريكا واستراليا. حيث كانوا يقصدونه ويداومون عنده في حلقات وعلى دفعات.
ربما أن أخي حسين الأسدي شقيق الأستاذ محمود الأسدي، الذي زودني مشكوراً ببعض هذه المعلومات والصور، كان أيضاً عندما يأتي الى لبنان من الكويت لقضاء إجازاته السنوية، يقضي بعضاً من الوقت في ديوانية العم أبو حسين حمد رحمه الله.
في الختام أتمنى للأستاذ أبو علي الأسدي حياة سعيدة ومديدة وصحة جيدة وهداة بال وعودة الى بلدته ومسقط رأسه دير الأسد والى كل فلسطين المحررة والحرة.
تعليقات تلامذته وطلابه:
ابو زاهر:
الاستاذ القدير والمربي الفاضل محمود الاسدي/ ابو علي / ابن دير الاسد الحبيبة …الانسان المثقف المحبوب من كل ابناء شعبنا في العديد من مخيمات الشتات في لبنان – للتصحيح اخيه صديقنا الغالي حسن / وليس حسين /
الاستاذ محمود الاسدي كان وما زال منارة للعلم والمعرفة وشعلة مضيىًة انارت للاجيال طريق العلم والخير وحب الانتماء للوطن …
له التحية والاحترام والتقدير مع الدعاء له بدوام الصحه والعمر المديد … وشكراً لك اخي وجاري الغالي ابا يعقوب على هذه المواضيع القيمة في هذه الصفحة الراىًعة
محمد الصقر:
تحية من القلب الى استاذي الفاضل محمود الأسدي (أبو علي) الذي علمني في المرحلة الابتدائية في مدرسة الفالوجة تحت ادارة المدير الراحل الجنرال عبد المجيد كريم رحمه الله . يمتاز المربي و الاستاذ و المشرف محمود الأسدي بدماثة الخلق و رحابة الصدر مع تلامذته و ابتسامته المشرقة الدائمة و الاخلاص في التعليم و الارشاد و التوجيه . وهو محبوب من كل تلامذته و زملائه و ابناء شعبنا في كل المخيمات . نتمنى له دوام الصحة والعافية و السعادة . و الشكر موصول للأخ نضال حمد لهذه النبذة عن الاستاذ المحبوب محمود الاسدي . و رحم الله العم ابو جمال و العم ابو حسين حمد و جميع امواتنا و امواتكم و اموات المسلمين
محمد عطا دعيبس
تحيه من القلب للاستاذ محمود الصديق الصدوق للوالد.
بالاضافه للي انكتب عنه،اود ان اضيف انه كان و لا يزال خير اب و ام لابناءه الذين رباهم خير تربيه بعد وفاه زوجته.و كان ايضا صاحب اجمل ضحكه التي كانت لا تفارقه.
فنعم المربي و الصديق
دياب العلي
امد الله بعمر استاذنا الفاضل ابو علي و الذي علمنا في مدرسة الفالوجه ،فقد كان مربيا و معلما محبوبا من الجميع ،كما كان متمكنا ذو اسلوب متميز في التعليم و ايصال المعلومه الى التلاميذ و بسلاسة السهل الممتنع .
عبدالله سريّة
الاستاذ محمود خلوق متواضع محترم جدا محبوب من الجميع كبيرا وصغيرا.
كان صديقا وفيا لعديلي المرحوم الاستاذ غالب حمادي
وفي بعض الأحيان كنت اتشرف بوجودي بجلستهم مع بقية الأساتذة الكرام أمثال الاستاذ خالد عزام رحمة الله عليه والأستاذ ابواسامة شحادة والأستاذ عبد المعطي والاستاذ عادل اسماعيل.
أعداد نضال حمد وموقع الصفصاف
الخامس من شباط – فبراير 2022