الادارة الأمريكية لا تريد وقف الحرب في أوكرانيا
أمريكا وأكرانيا وروسيا – نضال حمد
الادارة الأمريكية لا تريد وقف الحرب في أوكرانيا
أصبح واضحاً أن الادارة الأمريكية تدفع باتجاه استمرار الحرب الروسية الاوكرانية … وكان واضحاً بالنسبة لي وللمراقبين من خارج دائرة الغرب، بأنها كانت تدفع قبل بدء الغزو الروسي باتجاه التصعيد والتحريض على الحرب. مما استفز حتى الرئيس الاوكراني نفسه الذي صرح، موجها كلامه الى السياسيين والقادة الغربيين والأمريكيين، بأن التصريحات الغربية تصعيدية وتخيف شعبه وبأن لا مؤشرات لاندلاع حرب كبيرة. واضح أن زيلينسكي ليس هو من يتخذ القرار لا في السلم ولا في الحرب.
من الطبيعي أن لا تنتهي الحرب بسرعة غلأا ما كانت بدأت. وللاسف فإن
ضحاياها بالمقام الأول هم السكان في اوكرانيا وهؤلاء كما نعلم من عرقيات مختلفة.
الحرب لن تنتهي إلا بتحقيق روسيا لأهدافها أو بهزيمة روسيا وعدم تحقيقها اهدافها.
هزيمة اوكرانيا تعني هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو عندها تتوقف اصوات المدافع وتنتهي الحرب العسكرية وتبدأ الحرب الاقتصادية والاعلامية.
أما في حال تمكنت اوكرانيا ومن خلفها كل الداعمين لها من الحاق الهزيمة بالجيش الروسي إذا كان هذا ممكناً بالفعل، فهو يعني عملياً انتهاء دولة روسيا بوتين أو روسيا العظمى.
الادارة الأمريكية بطبيعة الحال معتادة منذ مئات أوعشرات السنين على التضحية بدول وشعوب أخرى في حروبها الاستعمارية الامبريالية.
تلك الادارة تنظر الى الحرب في اوكرانيا على أنها يجب أن تستمر وتكون حرباً طويلة الأمد. حرباً جهنمية يتوجب على الروس أن يسددوا ثمنها غالياً. يخطط الامريكان لاطالة أمد الحرب قدر الامكان كي تدفع فيها روسيا ثمناً ضخماً ثم تنتهي بسقوط الامبراطورية الروسية.
لكن الأمريكان بنفس الوقت ومقابل هزيمة روسيا أو انهاكها واضعافها يضحون باوكرانيا والشعب الاوكراني، الذي تقوده مجموعة من التابعين للناتو ومن المواطنين اأوكرانيين الصهاينة حاملي الجنسيتين الاوكرانية و”الاسرائيلية”.
الحرب بين الروس والأمريكان والغرب ستكون مكلفة جداً لروسيا ولاوكرانيا وبشكل أقل للغرب وأقل تكلفة للولايات المتحدة الأمريكية. ستستمر الحرب طويلاً كما يخطط لها الأمريكان بغض النظر عن الثمن الباهض الذي يمكن أن يدفعه شعب أوكرانيا.
بغض النظر عن بهلوانيات وسكيتشات رئيسه الموظف لدى الادارة الأمريكية والحكومة “الاسرائيليىة”.
واضح جداً أن التصعيد الأمريكي يهدف الى ديمومة الحرب ومنع أي هدنة أو عودة الى الوراء، فتصريح الرئيس الأمريكي بايدن واتهامه للرئيس الروسي بوتين بأنه مجرم حرب يغلق كب أبواب الحوار مع الروس.
وهو يعني أن ملاحقه الرئيس الروسي واركانه ستستمر حتى لو انتهت الحرب. وهذا الاستعلاء الأمريكي بغض النظر عن الروس وما فعلوه في اوكرانيا يعتبر تصعيداً أمريكياً. فبوتين ليس الرئيس السوداني ولا الرئيس العراقي أو الأفغاني، لأنه بكل بساطة رئيس دولة عظمى تملك الاسلحة النووية وكذلك ما لا نعرفه من الأسلحة.
بالإضافة لذلك فإن التاريخ الامريكي القديم والحديث تاريخ اجرامي وارهابي مغمس بدماء الأبرياء والضحايا في كل العالم. فلو كان العالم ليس تحت نعال الولايات المتحدة وجبروتها لكانت كل الادارت الامريكية ورؤوساء أمريكا موجودن الآن في المحاكم وفي السجون بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية وابادة جماعية للشعوب.
حتى لو انتهت مغامرة الغزو الروسي في اوكرانيا بهزيمة روسيا وهذا شيء مستبعد برأيي، فالروس سوف يرفضون الإملاءات الأمريكية والغربية.
هذه الحرب ليست ككل الحروب بين الدول الأقل حجما وقوة. انها من نوع الحروب الكبيرة التي تشنها قوة عظمى، فهي حرب قد تجرف كل من يقف في طريقها وتحرق الأخضر واليابس وتدمر وتهدم وتنسف كل شيئ، حتى العلاقات بين السكان القاطنون في بناية واحدة فكيف الحال مع السكان المقيمون في مدينة واحدة، وفي بلد واحد، فالتنوع السكاني في اوكرانيا مختلف جداً وهؤلاء الناس حتى قبل سنوات قليلة كانوا يعيشون بسلام، إلى أن برزت جماعات قومية وفاشية نبشت في الماضي والتاريخ، وحولت التعايش الى حالة عداء وكراهية وعنصرية ومن ثم تصفية عرقية وحرب. كل تلك الأسباب مع رغبة توسيع الناتو والاتحاد الاوروبي ومحاصرة روسيا أدت في النهاية الى اندلاع الحربب المباشرة والشاملة في أوكرانيا. الحرب التي قد لا تتوقف هناك في حال عدم ضبط النفس من قبل أي طرف من الأطراف المتصارعة مباشرة وبشكل غير مباشر. والحرب التي ربما تتحول الى حرب عالمية ثالثة في حال فشلت الدبلوماسية والعقلانية في لجمها. لكني لا أتصور وقوع حرب عالمية ثالثة لأنها تعني حرب نووية ونهاية العالم والحضارة الانسانية.
نضال حمد – 21-3-2022