الاغتيالات سياسة العدو المستمرة والتي لن تتوقف – نضال حمد
في العاشر من نيسان 1973 اغتالت وحدات كوماندوس صهيونية القادة الفلسطينيين “كمال ناصر، كمال عدوان وأبو يوسف النجار” في لبنان. الأول كان عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطنية أما كمال عدوان وأبو يوسف النجار فكانا من مؤسسي حركة فتح وعضوين في اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كان الشاعر الكبير والمثقف والأكاديمي والأستاذ الجامعي كمال ناصر عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما شغل منصب مسؤول الاعلام الموحد ومجلة فلسطين الثورة في منظمة التحرير الفلسطينية. وكان قائدا مثقفاً وحدوياً يؤمن بالعمل المشترك وبالوحدة الوطنية الحقيقية، كما ربطته علاقات صداقة متينة جداً بالمبدع الشهيد غسان كنفاني عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومؤسس ورئيس تحرير مجلة الهدف.
تأثر وحزن كمال ناصر كثيراً على رفيقه غسان، حتى أنه يوم استشهد غسان رثاه بأجمل العبارات وطلب أن يدفن بقربه في مقبرة الشهداء عندما يستشهد. مع أنها مقبرة اسلامية وهو مسيحي الديانة. وكان له ذلك بعد أشهر من استشهاد غسان حيث اغتاله في فردان ببيروت المجرم الارهابي الجنرال يهودا باراك بنفسه، والذي كان على رأس مجموعة الكوماندوس المعادي التي اغتالت القادة الثلاث. فيما بعد تواصلت الاغتيالات فطالت مجموعة من القادة والسفراء والمثقفين وممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في دول العالم مثل الشهداء: عز الدين القلق، محمد أبو الخير، نعيم خضر، حنا مقبل وكثيرين آخرين.
القائد الشهيد الأسطورة وديع حداد – أبو هاني
ثم توالت عمليات الاغتيال فاغتيل الدكتور العظيم وديع حداد – أبو هاني- واغتيل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وزعيم جناح اليسار في الحركة ماجد أبو شرار في روما.. كما اغتالوا القائد الفذ أبو الوليد – سعد صايل في لبنان. وبعدهم واصل العدو عمليات الاغتيال التي طالت قيادات ومثقفين ومبدعين فلسطينيين كثيرين منهم الفنان الكبير ناجي العلي، الذي كان حارس فلسطين وكفاح شعبها، ومراقب أي انحراف فلسطيني وعربي..
الذين أسسوا سنة 1987 لجنة الحوار الفلسطيني مع كيان الاحتلال هم من حرضوا على اغتيال أو حتى هم من اغتالوا ناجي العلي… في سنوات لاحقة اغتال الصهاينة القائد والمثقف والمفكر الفلسطيني فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين اثناء عودته من زيارة الى ليبيا عبر مالطة.
قبل ذلك اغتيل في نيسان 1988 القائد “أبو جهاد – خليل الوزير” في تونس .. وبعده اغتيل أبو أياد وأبو الهول والعمري .. وباغتيال القادة والمثقفين الذين كانوا متمسكين بقوة برفض الاعتراف بالعدو والتفاوض معه وبرفض الحلول الاستسلامية، خلت الساحة في المنظمة رويدا رويدا أمام نهج الدمار والخراب والفساد الشامل، النهج الرخو الذي كان يتمتع بالسيطرة على مقومات المنظمة المالية والتنظيمية، بسبب سذاجة الفصائل الأخرى وتركها له يفعل بالمنظمة كما يحلو له. هذا النهج المتنفذ والرخو هو الذي أوصلنا الى مذبحة أوسلو الانهزامية ومشتقاتها.
بعد عودة سلطة الحكم الذاتي المحدود وغزة واريحا أولاً الى فلسطين المحتلة، وعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قام العدو الصهيوني بعشرات وربما مئات عمليات الاغتيال للقادة والكوادر والمناضلين الفلسطينيين في داخل الوطن المحتل، بالضفة الغربية وقطاع غزة. فأغتال الشهيد ابو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه برام الله. واغتال قيادات وكوادر عديدة من حركة فتح. واغتالوا القائد العسكري الفدائي الميداني جهاد أحمد جبريل في بيروت، وهو الذي كان يشرف على ارسال امدادات السلاح الى فلسطين المحتلة بالتنسيق مع حزب الله.وصولاً الى اغتيتل ابو عمار نفسه في رام الله.
أبو جهاد، أبو عمار وأبو الوليد
كما اغتالوا عشرات القادة والكوادر السياسيين والعسكريين من حركتي حماس والجهاد الاسلامي، اللتان كانت في ذلك الوقت أعادتا الاعتبار لنهج المقاومة الفلسطينية والكفاح المسلح وللعمليات الاستشهادية الموجعة. اغتالوا الشيخ احمد ياسين، عبد العزيز الرنيتسي، ابو شنب، يحيى عياش وعشرات وربما مئات آخرين من قادة وكوادر الحركة ونفيس الشيء طال قيادات وكوادر الجهاد الاسلامي في فلسطين المحتلة.
ايها الفلسطينيون لن ينفعكم غير ايمانكم بانفسكم وبأمتكم وببنادقكم وماعدا ذلك مضيعة للوقت وسقوط في وحل الاستسلام والخيانة. لذا كونوا أوفياء للأوفياء الذين استشهدوا لأجلكم ولأجل تحرير فلسطينكم.
المجد والخلود للشهداء وعلينا الوفاء ومواصلة المشوار وطريق الدم والآلام حتى التحرير والنصر والعودة.
نضال حمد
12-4-2021