الامارات تتصدر خدمة المصالح الصهيونية والأمريكية الراهنة – مي Hحمد شهابي
الامارات تتصدر خدمة المصالح الصهيونية والأمريكية الراهنة..
بقلم: مي Hحمد شهابي
ما يلفت النظر في إعلان التوصل إلى اتفاق استراتيجي أمني واقتصادي وسياسي بين الإمارات وسلطة الكيان الصهيوني، هو التوقيت الذي جرى فيه الإعلان عن رزمة كاملة من الاتفاقيات، رغم أن القاصي والداني يدرك أن ما جرى يشكل تتويجا لمسار امتد لسنوات كما عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي نفسه.
لاشك أن هذا التوقيت بالذات لم يكن له اي مبرر موضوعي سوى خدمة الرئيس الأمريكي والذي يعاني من انخفاض شعبيته ويبحث عن إنجاز خارجي يعوض به فشله على الصعيد الخارجي، الذي يتحمل مسؤوليته بسياساته الدولية حتى مع أقرب حلفائه. لاسيما أن الانتخابات الامريكية باتت على الأبواب.
وذات الشيء ينطبق على نتنياهو الملاحق بقضايا الفساد والنقمة الشعبية والمظاهرات اليومية التي لازمته حتى في اليوم الذي أعلن فيه التوصل لهذا الاتفاق واستبداله شعار مؤتمر مدريد “الأرض مقابل السلام” بشعار “السلام مقابل السلام” لإرضاء جمهوره. هذا بالنسبة للطرفين الأمريكي والصهيونية.
ولكن ماذا بالنسبة للامارات وماذا ستجني غير رضا الأسياد الذين يدعمون بقاء هذه الزعامات في السلطة ولا شي غير ذلك.
المؤسف إننا نرى بأعيننا مسارا لا يمكن تبريره أو تفسيره بأي شكل من الأشكال، سوى أن القادة الإماراتيون قالوا: “أرضنا لن تكون رأس الحربة في مواجهة الحقوق الوطنية والقومية لفلسطين وشعبها وسوريا وشعبها ولبنان وشعبه على الأقل” بحكم احتلال الكيان الصهيوني لأراض سورية ولبنانية وتسعى لابتلاع واحتلال كامل فلسطين التاريخية، وتشريد ما تبقى من شعبها بإعلان صريح ودون لبس. ليس هذا فقط بل إن الإمارات تتوهم فإنها قادرة على أن تلعب دورا قياديا في اليمن وفلسطين ولبنان والصومال و… فقط كونها دولة نفطية غنية. ولأنها فشلت في كل هذه المواقع فإنها تعتقد أنها بتحالفها مع العدو الصهيوني تستطيع أن تقلب هزائمها والمعادلات الدولية والإقليمية وأن تتولى زعامة الإقليم، وفي المسار الذي تحدده دولة الكيان الصهيوني والتحالف معها لتحقيق هذا الهدف. ناسية أو متناسية عجز دول عظمى عن تحقيق مثل هذا الهدف وفي نهاية المطاف لن تكون أكثر من دمية تحركها أمريكا والعدو الصهيوني. وحين تنتهي مهمتها يرمى بها إلى مزبلة التاريخ. مثلها مثل من حركتهم أمريكا وتخلت عنهم رغم الفرق الكبير بالدور والحجم والأهمية وكمثال فقط _شاه ايران_ ومسرحيات الخليج والدور الذي لعبه فى تأسيس حلف بغداد، ومهمته كانت حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. إلا أن هذا لم يشفع له حين انتصرت الثورة الإيرانية وحتى أنها لم تستقبله لاجئا. أفلا يتعظون من مصير مشابه. رغم كل ما كان يمثله في السياسات الإقليمية والدولية. ورغم عدم جواز هذه المقارنة يبقى السؤال: هل باتت الخيانة العظمى في منطقتنا وجهة نظر . علينا أن ننتظر قليلا لنرى كيف سيكون وأين سيكون موقع هؤلاء في المستقبل القريب وليس البعيد. ذلك أن نضالات الفلسطينيين والسوريون واللبنانيون واحرار العرب _ وهم كثر _ هم من سيرسمون ويعيدون بناء أوطاننا وسيحررون الأراضي المحتلة منها، بمقاومتهم وايمانهم بعدالة قضاياهم. وأما الزبد وأشباه الدول وهكذا زعامات لن يبقى لها أثر.
ومن المفيد التذكير أن هذه الخطوة الإماراتية لن تكون الوحيدة وستتبعها خطوات أخرى كما ذكر نتنياهو وكوشنر في محاولة لتعويم خطوة بن زايد الصهيونية. والمؤسف في الامر كله هو هشاشة وتفاهة الردود الرسمية العربية التي تعكس الواقع الرسمي العربي والذي يتناقض مع واقع ومصالح شعوبنا العربية وهو ما ينبغي التصدي له وفضحه بكل السبل والتركيز على المصالح الحقيقية، والمتمثلة بتحرير الأراضي العربية المحتلة، واعادة تصويب البوصلة العربية باتجاه حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض ومقاومة تحويل المنطقة العربية إلى أدوات لمصالح امريكا والدولة الصهيونية. بالاعتماد على طاقات شعوبنا الخلاقة ومقاومتها والتي تشكل مصدر الخطر الحقيقي لهذه المشاريع وضمان إفشال كل هذه المخططات.
“شدوا الأحزمة.. وانتظروا المفاجآت الجديدة من تسليم يهود العرب القادمين”..