الانتحار بالانتظار … والآن؟ – عادل سمارة
حفل صراخ وشتائم واداء وتفاخر وندم وبكاء، ورغمهم جميعا رفض:
هكذا حال الفلسطينيين على حافة فشل ترامب وفوز أخيه. قد لا تكون أشهر ما قبل نهاية ترامب هي الزمان الإنتظاري الأخير لكثير من الفلسطينيين بمن فيهم قيادات الفصائل من خارج فتح وحماس.
بدأ الانتظار منذ 1969 أي مع سنوات رضاعة م.ت.ف. إنتظار دمقرطة م.ت.ف . والطريف أنه لا قيادة المنظمة ديمقراطية ولا المنتظرين كذلك، ولا كل الواقع العربي.
كانت حجة القيادة أنها “ثورة !!!” وبالتالي لا يسهل تطبيق الديمقراطية والشفافية في العمل السري. وهذا صحيح حين يكون العمل سريا وثوريا.
نعم، لأنها كانت شبه ثورة وفي احسن الأحوال حركة مقاومة، والمقاومة دائما مرحلة عابرة وفي حالتنا نحو تحرير واستقلال .
وبقي الحال إلى ان صاغ لنا الأمريكي والكيان كارثة اوسلو. بقيت القيادة نفسها والمطلب الديمقراطي نفسه.
لا ادري إن كان الانتظاريون أدركوا أم لا أن فرصة دمقرطة المنظمة بعد أوسلو هي أبعد منها ما قبلها:
· فالذي تمت ولادته هو شبه دولة لشبه ثورة
· ووالد هذا الوليد هم الأعداء امريكا والكيان بل وكل الغرب ناهيك عن التوابع العرب، وربما ليس بينهم من “رحِم ربي”
فأية ديمقراطية كان يمكن توليدها؟ وحتى لو خلصت نوايا القيادة، فهل يسمح بذلك الأعداء؟ اي خالقوا أوسلو؟
تضمنت لعبة أوسلو أكذوبة اضخم وهي انتخابات “ديمقراطية” تحت الاحتلال ، وكانت النتيجة أن انخرط الجميع قيادة وانتظاريين في اللعبة وساد جو من التكاذب محليا وعالميا. وقاد هذا إلى النتيجة الطبيعية أي: التقاسم تحت غطاء الانقسام. وقد كتبت وقلت من حينها: الانقسام مؤبدا ومن يريد النضال لا يعيقه الانقسام ولا حتى التنسيق الأمني. كان ذلك اول مرة في مركز باسيا شمال حافة مديتة رام الله لصاحبه مهدي عبد الهادي بعد الانقسام ربما بشهر وكنت الوحيد بين الفصائل والعوائل الذي قال: لن ينتهي الانقسام.
ودخل الجميع في مسرحية المصالحة التي كان آخر فصولها هرولة الجميع إلى القيادة التي طالما طالبوها بالديمقراطية.
وها هي القيادة على لسان بعضها تفتح النار على شريكتها في التقاسم والكل يفتح النار على الكل، وهذه دفقة تدفئة للكيان والوحش الأمريكي ودُمى الحكم في الوطن العربي.
وهذا يطرح السؤال: تنتظرون اليوم ماذا؟
هذا السؤال لكل الناس وليس للفصائل وحدها.
الانتحار بالانتظار … والأن؟
عادل سمارة
كنعان