الانسانية الامريكية لا مثيل لها – نضال حمد
تقول إدارة الرئيس الأمريكي ترامب انها تقف مع الشعب الإيراني. لكنها بنفس الوقت ترفض رفع العقوبات عن ايران، بل تقوم بتشديدها، حتى في ظل انتشار وباء فيروس كورونا. فأمريكا لا تسمح برفع الحصار لوصول الامدادات الطبية للشعب الإيراني الذي يعاني من فيروس كورنا والذي تتضامن معه، هذا بحسب زعمها. وعملا بالمثل القائل ” من الحب ما قتل”.
بنفس الوقت وفي تصريح له دلالات عدوانية واضحة ترامب وصف وباء كورونا بالوباء الصيني. مع العلم أن هناك شكوك ولكن ليس هناك أدلة ثابتة على أن الوباء وصل الى الصين ومن ثم الى العالم أجمع عبر الجيش الأمريكي.
أتذكر كيف احتج البولنديون بشدة على تسمية ( إسرائيل) أي دولة الاحتلال الصهيوني وأيضا المنظمات اليهودية المدعومة أمريكيا، لمعسكرات الإبادة النازية بمعسكرات الإبادة البولندية أو معسكرات الإبادة في بولندا. وطالبوا بتسميتها معسكرات الإبادة النازية في بولندا المحتلة.
فنزويلا التي تخضع لعدوان وحصار أمريكي وغربي وكذلك حلفاء أمريكا عموما، تقوم بإرسال اطبائها ومساعداتها الى إيطاليا التي تحكمها حكومة يمينية متطرفة أقرب الى الفاشية. بنفس الوقت صندوق النقد الدولي وهو مؤسسة أمريكية تخضع لهيمنة وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، و تتصرف وفق تعليمات البيت الأبيض والإدارة الأمريكية. هذا الصندوق رفض منح فنزويلا قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار لمواجهة فيروس كورونا بعذر أوقح من ذنب، وهو تبريرهم للرفض بأن المجتمع الدولي لا يعترف بالرئيس مادورو. مع أن الرئيس مادورو منتخب من قبل شعبه في انتخابات ديمقراطية.
كوبا التي حاصرتها أمريكا وبريطانيا وكل حلفاء أمريكا لأكثر من خمسين عاما تسمح لسفينة بريطانية على متنها مسافرين مصابون بفيروس كورونا الرسو في موانئها بعدما رفضت الدول الأخرى السماح لها بذلك. وسوف ينقل الركاب جوا من هافانا الى بريطانيا. هذا في الوقت الذي يدعو فيه رئيس وزراء بريطانيا “الترامبوي ” البريطانيين للتجهز لوداع أحبتهم بسبب الفيروس.
الصين التي لا تفرق بين الشعوب والتي كافحت ولازالت تكافح الفيروس، تقوم بانتظام بأرسال المساعدات والأطقم والمعدات الطبية الى ايران و إيطاليا واسبانيا وفرنسا ودول أخرى تعاني من الفيروس القاتل. كما وتطالب من أمريكا والدول التي تدعي انها دول الحرية والديمقراطية والإنسانية، برفع الحصار فورا عن ايران لتمكينها من مواجهة فيروس كورونا.
أمريكا هي فيروس كورونا وفيروس كورونا هو أمريكا.
نضال حمد 17-3-2020