البليد – بقلم : زهير كمال
البليد – بقلم : زهير كمال
البليد في اللغة هو من حرم الذكاء والمضاء في الأمور
وللكلمة تطبيقات في السياسة العربية عامة والفلسطينية خاصة.
البليد هو الزعيم الذي بلغ أرذل العمر ولا يهتم ان كانت زعامته تقوم على جثث أبناء شعبه.
البليد هو الذي لا يرى أبعد من أنفه.
البليد هو الذي رمى مفاتيح بيته القديم في صفد ويريد من حملة المفاتيح أن يحذو حذوه، يريد ان يمحو ذاكرة الناس وماضيهم، يعيش في قصر منيف وينعم برغد الحياة ويطلب من السكان المكدسين في مخيمات اللجوء المنتشرة في فلسطين وحولها أن يأكلوا البسكويت.
البليد هو من يريد حل مشكلة فلسطين فينخرط في إطار يميل الى صالح العدو بالكامل وحجته في ذلك التمدن والإنسانية. ومن يعترض، يطلب من قوات أمنه إطلاق الرصاص عليه.
البليد هو الذي وضع نظرية جديدة في الصراع بين الأمم: ان الإستسلام الكامل للعدو واعتباره على حق يمكن ان يؤدي الى الحصول على بعض الحقوق المسلوبة.
البليد هو الذي يختصر حق شعبه الى أقل من الحد الأدنى حتى يلقى القبول عند عدوه.
البليد هو الذي لا يعتبر العدو عدواً بل مجرد منافس على امتلاك الأرض، ولا يهتم ان ملاكها الأصلييين قد طردوا منها.
البليد هو الذي يوهم شعبه ان المفاوضات، والمفاوضات فقط، هي الوسيلة الوحيدة لتحصيل الحقوق.
البليد هو الذي يفاوض لمدة عشرين عاماً، كانت نتيجة المفاوضات مزيد من الخسارة والتقهقر.
البليد هو الذي لا يعرف أن دق الماء في الهون لا ينتج سوى الماء وأن التكرار يعلم ….
البليد هو الذي لا يهمه ولا يريد ان يعرف ان الأرض تتبخر من حوله وان ما سيبقى له في فلسطين عمارة صغيرة يسمونها المقاطعة ومن الممكن أيضاً ان يتفاوض على نصفها.
البليد هو الذي يوهم الناس أنه يفعل شيئاً لأجلهم فيخبرهم أن القيادة في حالة إجتماع دائم. لا تحتاج القرارات الحاسمة الى إجتماع دائم بل هذا أحد أساليب خداع الجماهير.
البليد هو الذي عندما يزداد الضغط نتيجة تخاذله، يشكل لجنة تحقيق في أي حدث، يهدف الى جعل الناس تنساه مع تقادم الزمن، هل يتذكر أحد (لجنة التحقيق في اغتيال ياسر عرفات أو لجنة التحقيق في التصويت ضد تقرير جولدستون).
البليد هو الذي يوهم نفسه أنه دولة قائمة تنسق أمنياً مع جيرانها بتبادل المعلومات عن الخطرين على الأمن، ولا يملك حتى هذه اللحظة ملف واحد عن فرد اسرائيلي او حتى اردني.
البليد هو الذي يعتبر الأسرى مساجين خطرين وتخونه عباراته فيقول انه يريد تبييض السجون (الإسرائيلية).
البليد هو الذي يرى الناس تطالب بأبنائها الأسرى الذين يذوون في سجون الاحتلال بعد اضطرارهم للإضراب الطويل عن الطعام، حيث لا أحد يعمل على تحريرهم، لا يفعل البليد سوى الهمهمة بكلمات. في التاريخ من يؤمن بالمقاومة السلمية كنهج يبتكر الطرق الكفيلة لتفعيل النضال ولفت أنظار العالم مثلما فعل غاندي الذي كان يضرب عن الطعام حتى يلبي الإحتلال البريطاني بعض مطالبه. ولكن لا داعي للمقارنة بين وزن غاندي ووزن البليد، جسماً وفكراً ومشاعر.
البليد هو الذي يعتبر أن من يخالفه الرأي من أبناء شعبه أخطر من (اسرائيل).
البليد هو الغريق الذي يتعلق بقشة يظن انها ستنقذه وكمثل على ذلك حماس التي حاولت الخلاص من نتائج مغامراتها العربية فارتمت في حضن البليد الكبير .
البليد الكبير سيذهب الى مزبلة التاريخ فقد خان قضية شعبه وأضرها أكبر ضرر
ولكن شعبه الذي تعرض لأكبر ظلم في التاريخ سينتصر مهما طال الزمن لأنه صاحب قضية عادلة.