التحضير للرحيل عن بيروت المحاصرة في منتصف آب 1982:
في مثل هذا اليوم من هذا الشهر سنة 1982 كان حصار بيروت على وشك الانتهاء بعدما قررت عائلة ليلى أن تخرج من مدينتها وعاصمتها المحاصرة الى فندق سلوى الذي سماه الشاعر الراحل سميح القاسم “جمهورية سلوى” في قرطاج على ساحل تونس… وبعد الرحيل بقليل سمعنا باستسلام ليلى للذئب “استسلمت للزوج ليلى” كما جاء في قصيدة مديح الظل العالي للشاعر الراحل محمود درويش.
في مثل هذا اليوم بدأ العد العكسي للملحمة التي انتهت بخروج الفلسطينيين من بيروت الى المنافي العربية لتنتهي بخروجهم مرحلة الثورة الفلسطينية، التي ثورت الجماهير العربية من المحيط الى الخليج، وصارت في فترة وجيزة ميناءً لتجميع كل السفن العربية المبحرة نحو الكفاح والسلاح.
اليوم ربما فهمت ما جاء في قصيدة الشهيد علي فودة الذي كتب بالدم لفلسطين مجسداً كما غسان كنفاني وكمال ناصر وآخرين شعار اتحاد كتاب فلسطين “بالدم نكتب لأجل فلسطين”..
الآن اعتقد أنني فهمت قصد الشهيد الشاعر الغجري، والفلسطيني كحد السيف علي فودة في قصيدته المنبوذ”. التي نشرت بعد استشهاده وهو الذي استشهد في مثل هذه الأيام في عين المريسة ببيروت المحاصرة.
كتب علي فودة في قصيدته:
“أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
ولكنني…
ترمّلتُ هذا النهار
فهذا الذي أشعل النارَ
ها هو أطفأها
ومضى في الغبار
وهذا الرّصاصُ الذي قد هدأ
سيلقي على البندقيِّة بعضّ الصّدأ
فأينَ العزاءُ العزاء؟؟
أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
وكنّا على موعدٍ وانتظار
فجاء الذي جاءَ
أهلاً بعارٍ قديمٍ وعارٍ جديدٍ وعار
تبوحُ الغريبةُ لي سرّها ثمّ تبكي
تقول: دمي يستباح
وكلّ الأغاني تبدّلت الآنَ صارت نواح
ووحدي أنا الآنَ مثخنةٌ بالجراح
فأيُّ المحبّينَ أنتم؟
دفنتم فلسطين ثمّ استرحتم
أثورُ عليكم جميعاً أثورُ عليكم.”.
نضال حمد
15-8-2023
موقع الصفصاف – وقفة عز