التزوير الصهيونيّ لأحداث «الفرهود» وتهجير اليهود العراقيّين – علاء اللامي
جاءت تلك الأحداث المؤسفة كردّ فعل على سحق قوات الاحتلال البريطانية للانقلاب العسكري الذي قاده السياسي رشيد عالي الكيلاني وحلفاؤه العسكريون “العقداء الأربعة” الذين سيتمّ إعدامهم بعد سنوات قليلة وإسقاط “حكومة الإنقاذ الوطني” التي شكّلوها. بمعنى أنّ هذه الحوادث وقعت خلال ما يُسمى “الاحتلال البريطاني الثاني لبغداد” في حزيران / يونيو 1941، وليس خلال حكم الكيلاني والعقداء الأربعة. وقبل ذلك بعام ونصف عام، شهدت بغداد تظاهرة صاخبة عام 1939 حمل المشاركون فيها السيوف والخناجر بعد الإعلان عن مقتل الملك ذي النزعة الاستقلالية غازي الأول، والذي اعتبره العراقيون حادثاً مدبّراً واغتيالاً سياسياً من قبل البريطانيين وعملائهم في الحكم الملكي الهاشمي في العراق للملك. وقد وثَّق مصوِّر فوتوغرافي أجنبي هو بيرند لوسي (Bernd lohse) عام 1939 وليس عام 1941، ونُشرت الصورة في جريدة برلين المصوّرة (berliner illustrirte zeitung)، وكّتب عليها التعريف التالي باللغة الإنكليزية «المملكة العراقية: تظاهرة علنية لرجال ضد الدكتاتورية الفرنسية والبريطانية». ولكنّ وزارة الخارجية في الكيان الصهيوني حرَّفت من قبل موضوع الصورة ونشرتها على موقعها على الإنترنت بعدما عرّفتها بالمعلومة الكاذبة التالية: «صورة نادرة للفرهود في بغداد عام 1941… اليهود من فوق بيوتهم ينظرون إلى المسلمين وهم يحملون الخناجر واليرق؟ والعصي التي فتكوا بها باليهود».
من الواضح، لمن زار بغداد أو شاهد صوراً عن شارعها الشهير «شارع الرشيد» أنّ الصورة موضوع الحديث التُقطت في هذا الشارع فعلاً. ولكن اليهود – وهنا ينكشف لنا تزوير الصورة المذكورة – لم يكونوا يسكنون في هذا الشارع أو في المنطقة التي يمر بها أو ينتهي إليها عند ساحة «الميدان»، بل كان لهم شارع تصطف منازلهم على جانبيه يدعى «عقد اليهود» في منطقة البتاويين البعيدة عن «شارع الرشيد». ثمّ إنّ الواقفين على الشرفات في الصورة ومعهم نسوة كثيرات، هم متفرّجون وبعضهم يصفق للمتظاهرين، كما نشاهد رجلاً يضع عمامة سوداء من النوع الذي يضعه رجال الدين المسلمون الشيعة. ومعروف للعراقيين أنّ اليهود سكنوا في حي يدعى «حي التوراة» بالقرب من «شارع الكفاح» في حي «قنبر علي» منذ العهد العثماني. وكانت لليهود مقبرتان: الأولى، وهي القديمة في منطقة «النهضة»، والثانية في أطراف مدينة الثورة – الصدر، وأقيمت كبديل لمقبرة «النهضة» التي داهمها النمو العمراني لبغداد ولإقامة أبراج المواصلات هناك، وتضمّ المقبرة الجديدة زهاء أربعة آلاف قبر لليهود ولها حارس مُعيَّن من الدولة حتى الآن. ونقرأ في تقرير صحافي نُشر في حزيران / يونيو 2017 لقاءً مع حارس المقبرة اليهودية ورد فيه «يقول حارس المقبرة زياد محمد فاضل البياتي: أنا أعمل هنا منذ عام 1980 بعدما ورثت العمل عن والدي، الناس هنا يحترمون هذا المكان وخاصة أنه يضمّ آلاف الأموات، والمسلمون يحترمون كرامة الإنسان في حياته ومماته، ولم يحاول أحد أن يقتحم المقبرة أو يدخلها عنوة، لكنّ الجنود الأميركيين في عام 2003 ضربوا جدار المقبرة بالدبابات وأحدثوا فيه ضرراً بالغاً» (1).
نحن هنا، لا ننفي وقوع حادثة الفرهود المحزنة والمدانة، والتي حرَّضت على القيام بها حكومة النظام الملكي وعملاء «المنظمة الصهيونية العالمية» سلف «الموساد الصهيوني» واندسّ فيها عناصر متطرّفون ومشاغبون ومشبوهون بهدف إرعاب اليهود العراقيين ودفعهم إلى الهجرة الجماعية إلى فلسطين المحتلّة لدعم الوجود الصهيوني الهشّ هناك، وفق خطة صهيونية مسبقة شملت العراق والمغرب واليمن. لنقرأ هذه الخلاصة التي كتبها الروائي اللبناني إلياس خوري في مقالة له بعنوان «من قتل المهدي بن بركة – كيف مهّدت إحدى أكبر الجرائم السياسية للتطبيع المجاني الحاصل حالياً بين دول عربية و(إسرائيل)؟»، كتب «الحكاية بدأت بعد موت الملك محمد الخامس، وتسلم الحسن الثاني العرش عام 1961. ففي الفترة الممتدة بين تشرين الثاني / نوفمبر 1961، وربيع 1964، أُنجزت العملية التي يطلق عليها (الإسرائيليون) اسم «عملية ياخين». وعملية «ياخين» هي جزء من سلسلة عمليات كان هدفها تهجير اليهود العرب: فكانت عملية «بساط الريح» في اليمن 1949 – 1950، وعملية «عزرا ونحميا» في العراق 1950 – 1952، و«ياخين» في المغرب. هذه العمليات الثلاث تمّت بالتواطؤ والتعاون مع حكام هذه الدول، وكان لا بدّ من اليهود العرب لسدّ النقص الديموغرافي اليهودي في (إسرائيل). هذه العمليات الثلاث كانت التطبيع الذي مهّد للتطبيع الحالي، لأنّها كشفت أنّ الأنظمة الاستبدادية ساهمت في تأسيس دولة (إسرائيل)، وكانت شريكاً للصهيونية في طرد الفلسطينيين من أرضهم، وفي تأسيس ثنائية الاستبداد – الاحتلال التي تهيمن على العالم العربي / موقع صحيفة “السفينة” عدد 24 آب / أغسطس 2020). بل نحن نحاول أن نضع أحداث الفرهود والتهجير القسري لليهود العراقيين في سياقها التاريخي الحقيقي لنكشف واحدة من هذه الأكاذيب والمبالغات الكثيرة التي يكرّرها الإعلام الصهيوني والمحازبون له من دون تدقيق. وسيكون من العبث واللاجدوى الوصول إلى أرقام دقيقة أو حتى قريبة من الصحة لعدد القتلى والجرحى، ولكنّنا يمكن أن نقترب من أرقام تقريبية بمقارنة أرقام الطرفين العراقي الحكومي واليهودي العراقي، ونقول إنّ القتلى كانوا بالعشرات. ومن تقرير «لجنة التحقيق بحوادث يومَي 1 و2 حزيران / يونيو من عام 1941 بناءً على قرار مجلس الوزراء الصادر يوم 7 حزيران / يونيو 1941م، وكانت برئاسة السيد محمد توفيق النائب وعضوية كلّ من ممثل وزارة الداخلية السيد عبدالله القصاب، وممثل وزارة المالية السيد سعدي صالح، وعقدت اللجنة اثنتي عشرة جلسة، نعلم أنّ عدد القتلى كان 110 قتلى بينهم بعض المسلمين الذين هبّوا لحماية اليهود، وعدد الجرحى مئتان وأربعة جرحى. ولكن رئيس الطائفة اليهودية – أو الطائفة الموسوية كما تسمّى في العراق- الحاخام ساسون خضوري والذي بقي في العراق حتى وفاته في بغداد عام 1972، فيذكر أنّ عدد القتلى والجرحى أكثر ممّا ذكرته اللجنة التحقيقية الحكومية، ولكنّه لا يقدّم أرقاماً بديلة محدّدة. ومن المرجّح أن تكون الأرقام الحقيقية للقتلى والجرحى أكبر ممّا ذكرته اللجنة، أمّا حالات الاغتصاب فقال الحاخام خضوري إنّها لم تتجاوز الثلاث أو الأربع حالات.
إنّ مأساة اليهود العراقيين جزءٌ لا يتجزّأ من المأساة الأكبر التي تسبّبت بها الحركة الصهيونية العنصرية العالمية ودفع أغلى أثمانها الشعب الفلسطي
إنّ السياق الذي اشتغل عليه الإعلام الصهيوني يحاول أن يجعل هجرة اليهود العراقيين في الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة لعمليات النهب والاعتداء التي تعرّضوا لها خلال «الفرهود»، وهذا غير صحيح تماماً من حيث الدوافع والسياق والتوقيت. فأحداث الفرهود التي بولغ في تفاصيلها وأعداد ضحاياها كانت حملة مخططاً لها مسبقاً من المنظّمة الصهيونية العالمية حيث استغلّت الفورة الشعبية للعراقيين ضد أحداث قمع البريطانيين للانقلاب العسكري الاستقلالي بزعامة الكيلاني ورفاقه، وقام عملاء الصهيونية بعمليات إجرامية كثيرة من تفجيرات وقتل ضد اليهود العراقيين أنفسهم، لكي تتفاقم حالة الفلتان والاضطرابات. ثمّ جاء تعاون السلطات الملكية الجديدة الموالية لبريطانيا مع حكومة بن غوريون بواسطة عميل الموساد شلومو هيلل ليتحقّق الهدف من هذه الفتنة ويتمّ تهجير اليهود وإسقاط جنسيّتهم العراقية بعد سنوات قليلة.
من الكتّاب اليهود الذين تناولوا حدث الفرهود وتهجير اليهود العراقيين بموضوعية وإنصاف، الباحثة إيلا شوحط – الأستاذة في جامعة نيويورك وهي من أصول عراقية يهودية- والتي تساءلتْ في دراسة لها، وكنتُ قد توقّفت عندها مفصّلاً في مقالة أخرى نُشرت في مجلة «الآداب» إصدار كانون الأول / ديسمبر 2020، تساءلت: «حتى لو أنّ أعداداً متزايدةً من اليهود في بلدانٍ كالعراق عبّرتْ عن رغبتها بالذهاب إلى (إسرائيل)، فإنّ السؤالَ هو: لماذا، وبشكلٍ مفاجئ، وبعد ألف عامٍ من غياب مثلِ هذه الرغبة، يريد هؤلاء تركَ حيواتِهم في العراق والمغادرةَ بين عشيّةٍ وضُحاها؟» (2).
وقد سجّلت شوحَط إدانتَها لمحاولات الصهاينة دمجَ «المسألة العربيّة – اليهوديّة بالمحرقة؛ ومثالٌ على ذلك الحملةُ التي أُطلقتْ لإدخال الفرهود ضمن برامج متحف المحرقة التذكاريّ في الولايات المتحدة». وتضيف أنّ إدانةَ العنف الذي مورِس ضدّ اليهود خلال الفرهود يجب ألّا يُستغلَّ «لمساواة العرب بالنازيّين، وتكريسِ السرديّة المزوّرة حول العداء الإسلاميّ الأبديّ للساميّة». وتمضي شوحَط أبعدَ من ذلك، فتتّهم الخطابَ الأورومركزيّ بإسقاط تجربة إبادة اليهود في أوروبا على ما حدث في العراق، مسجّلةً «أنّه خلال أعمال الفرهود حمى بعضُ المسلمين جيرانَهم من اليهود»، وأنّ أقلّيّةً من اليهود بقيتْ رغم الفرهود وبعد التهجير الجماعيّ في وطنهم العراق. ومن أسباب بقاءِ هؤلاء، في رأي شوحَط، «أنّهم اعتبروا أنفسَهم عراقيّين أوّلاً وأساساً، و/أو لأنّهم اعتقدوا بأنّ هذه عاصفةٌ ستمرّ، و/أو لأنّهم، ببساطة، لم يشاؤوا أن ينسلخوا عن حيواتهم».
مقارنة بما كتبته الكاتبة اليهودية شوحط، تبدو محاولة الشيوعي العراقي «السابق» كاظم حبيب، لمقاربة وتحليل حدث الفرهود غير متوازنة وسطحية ولا تخلو من تملّق الكيان الصهيوني ومؤسّساته الإعلامية والسياسية والأمنية، ولهذا السبب بالضبط بادرت وزارة الخارجية الصهيونية فنشرت فقرات إضافية من دراسته ضمن مقالة إطرائية بقلمه أيضاً حول مذكّرات الكاتب (الإسرائيلي) من أصل عراقي شموئيل موريه على موقعها الرسمي بتاريخ 25 نيسان / أبريل 2015، وفيها يؤكّد حبيب أنّ موريه الذي «أُجبر على الهجرة إلى (إسرائيل) يحبّ بلده (إسرائيل) ودولته، سواء أكان موافقاً على سياسات الدولة وحكوماتها المتعاقبة أم اختلف ويختلف في بعض منها ومع هذه الحكومة أو تلك. وهو أمر طبيعي لكي لا يذهب بالبعض منّا تصوّر خاطئ، وأعني بذلك أنّ حبه لبغداد وأهل العراق يجعله ضد (إسرائيل) أو غير محبّ لها»، ولن نجد وصفاً آخر لكلام حبيب هذا غير الترويج للصهيونية والمواطنة (الإسرائيلية).
في مقالته تلك، يبرّئ حبيب أطرافاً أخرى من مسؤولية ما تعرّض له اليهود العراقيون من قمع وتهجير قسري، ومن هذه الأطراف الأحزاب الكردية وزعاماتها التي عُرف كاظم حبيب بارتباطاته النفعية بها، وبدفاعه المستميت عنها في ذروة ارتباطها بإسرائيل خلال محاولتها الانفصالية في أيلول / سبتمبر 2017. عنوان المقالة التي نشرها حبيب يقول كلّ شيء منذ البداية فهو «حركة شباط – مايس 1941 الانقلابية والفرهود ضدّ اليهود) (3).
وكنت قد أوردت فقرة قصيرة من قراءتي النقدية هذه، في الجزء الأول الذي نُشر من هذه الدراسة في موقع مجلة «الآداب»، فردّ حبيب بثلاثة مقالات مطوّلة، أخفق فيها – للأسف – في الرد المباشر على ما أثرته من أسئلة وتساؤلات وأوردته من وقائع وأدلّة واقتباسات من كتب ومقالات ووثائق. أما عن نقدي له بسبب سكوته على دور الأحزاب والزعامات الكردية في تهجير يهود العراق فقد كتب «يبدو أنّ علاء اللامي مولع جداً باتهام الكرد والأحزاب الكردية في المساعدة في تهجير من تبقّى من يهود العراق إلى (إسرائيل)، وهو منطلق قومي، ينسى فيه كلية الدور الأساسي والرئيسي لحزب وحكم البعث، وكذلك القوى القومية اليمينية المتطرّفة ابتداءً من عام 1963 وما بعده»، ولكنّه يعود فيعترف بدور الأحزاب والزعامات الكردية في تهجير اليهود فيكتب «ومع أنّ معلوماتي عن هذا الموضوع شحيحة، ولهذا لا أستبعد صواب ما نقلته الكتب الصادرة في (إسرائيل) عن مشاركة الكرد في تسهيل مهمة نقل اليهود إلى خارج العراق». وعن الوثائق والكتب والمقالات التي كتبها (إسرائيليون) رسميون أو باحثون غير رسميين وأكدوا هذا الدور أو اتهموا الموساد والمنظمة الصهيونية صراحة بالتورّط في مؤامرة تهجير اليهود، فحبيب يشطب عليها جميعاً ويكذّبها كلّها ثم يستدرك ويؤكد صحّة بعضها فيكتب «لا أثق بالمعلومات التي تنشرها (إسرائيل) أو جهاز الموساد، فهم غالباً ما يمنحونه قدرات خارقة ونشر الأساطير عن أفعال هذا الجهاز في الخارج. ولكن ليس كلّ ما ينشرونه من هذا النوع كاذب، فبعضه يتضمّن حقائق، منها ما أشير إليه من أفعال المنظمات الصهيونية الموجهة من الموساد في العراق)، فكيف السبيل لمناقشة نصوص زئبقية كهذه تقول الشيء ونقيضه في عبارة واحدة؟
خلاصة القول هي أنَّ مأساة اليهود العراقيين، جزءٌ لا يتجزّأ من المأساة الأكبر التي تسبّبت بها الحركة الصهيونية العنصرية العالمية، ودفع أغلى أثمانها الشعب الفلسطيني، أما الجزء الخاص بالعراقيين اليهود، واليهود العرب عموماً، فيختلف في التفاصيل والسياق عن الأذى الذي تعرّض له يهود آخرون في بلدان أخرى. إذْ أنَّ حالة اليهود العراقيين، تختلف بعمق عن حالة يهود آخرين أقاموا لزمن معيّن في بلدان أخرى، والسبب هو أنّ اليهود وُجدوا في العراق منذ السبي البابلي قبل أكثر من ألفين وخمسمئة عام، أي أنّهم مواطنون راسخو المواطنة والهوية العراقية، ويختلفون تماماً عن اليهود الآخرين، ربما باستثناء الأقلية اليهودية التي بقيت في فلسطين قبل احتلالها وإنشاء الكيان الأيديولوجي الخرافي “إسرائيل” من قبل الحركة الصهيونية العالمية، والأكيد أنّ تهجير اليهود العراقيين بعد تلك المؤامرة اللاإنسانية قد ترك جرحاً غائراً في أرواح ضحاياها الذين لم يبقَ الكثيرون منهم على قيد الحياة، وفي الوقت ذاته في عمق الهوية الوطنية العراقية القائمة منذ القِدَم على التنوّع والتعدّدية.
*كاتب عراقي
مراجع:
[1] -جريدة «الصباح» العراقية الرسمية عدد 8 تشرين الأول / أكتوبر 2019
[2]- إيلا شوحط، «سبعون سنةً على رحيل يهود العراق»، نقلها من الإنكليزيّة: وفيق قانصوه، موقع مجلّة orientxxi القسم العربيّ، عدد 22 تشرين الأوّل / أكتوبر: https://orientxxi.info/magazine/article4231
[3] -كاظم حبيب – حركة شباط – مايس 1941 الانقلابية والفرهود ضد اليهود – موقع «doxata.com» القسم العربي بتاريخ 2 حزيران / يونيو 2011. يقول الكاتب إنّ هذه الدراسة جزء من كتاب «محنة يهود العراق».
الأخبار اللبنانية 29-1-2021