الثائر الزاهد، الشهيد أبو علي مصطفى
أبو علي مصطفى 1938-2001
الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اغتيل في الضفة الغربية المحتلة على يد الاحتلال الصهيوني بتاريخ 27/8/2001. لقد مزج هذا القائد الزاهد، العمل السياسي مع الكفاح المسلح، وكان يردد دائماً أن السبيل الوحيد لتحرير الوطن الفلسطيني كله هو المقاومة بكل أشكالها.
الولادة والنشأة
ولد أبو علي مصطفى الزبري في مدينة (عرابة) (جنين) في فلسطين عام 1938.
التعليم
تلقى أبو علي مصطفى تعليمه الأول في جنين ثم التحق بدورات عسكرية وتدريبية في قاعدة انشاص العسكرية في مصر عام 1965.
خلافة الحكيم في زعامة الجبهة
بعد تنحي الزعيم الحكيم جورج حبش عن قيادة الجبهة انتخب أبو علي مصطفى خليفة له. تولى القيادة في مرحلة عصيبة جداً من مراحل القضية الفلسطينية. حيث في ذلك الوقت من الزمن شهدت مكانة الجبهة الشعبية تراجعاً ملحوظاً لأسباب عديدة. فقرر المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن يتوجه أبو علي الى فلسطين المحتلة لقيادة الجبهة من هناك. بالرغم من أنه كان معارضاً لهذا التوجه إلا أنه التزم بقرار قيادة الجبهة.
عندما عاد الى الوطن المحتل رفع شعاره المعروف (عدنا لنقاوم لا لنساوم). قاوم أبو علي في الضفة الغربية على طريقته لكن الاحتلال الصهيوني كان له بالمرصاد. اغتاله فسارعت الجبهة الشعبية لانتخاب الرفيق أحمد سعدات أمينا عاماً للجبهة. والذي تعهد بدوره على الفور بالرد على اغتيال أبو علي مصطفى، وقال جملته الشهيرة الرأس بالرأس. فطار بعدها رأس الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي.
حسابات صهيونية خاطئة
من الواضح أن القيادة “الإسرائيلية” لم تأخذ بحسبانها أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى الرغم من تراجعها لازالت تنظيما قويا وفاعلا له قيادته وكوادره وقاعدته الصلبة. هذه القاعدة التي سرعان ما توحدت خلف الجبهة وطالبت القيادة برد موجع وقوي يتناسب مع جريمة بحجم اغتيال القائد أبو علي مصطفى.
وهذا ما حصل بالفعل، إذ سرعان ما ترجمت الجبهة تهديداتها القوية بالرد والانتقام لاغتيال زعيمها. فقامت مجموعة من ثوار الجبهة الشعبية بتنفيذ عملية اغتيال الوزير الصهيوني، المجرم زئيفي في قلب القدس المحتلة.
زئيفي كان أحد أقرب المقربين لمجرم الحرب الدولي، الصهيوني ارييل شارون، رئيس وزراء الدولة الصهيونية، والمسؤول عن عشرات المجازر بحق الشعب الفلسطيني ومنها مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت سنة ١٩٨٢
. زئيفي أيضاً كان أحد أهم رموز الإرهاب اليهودي العالمي، تمت تصفيته في فندق في القدس المحتلة حيث قسم الشخصيات الرسمية والوزراء والبرلمانيين.
منذ لحظة الرد العنيف جداً واغتيال زئيفي أكدت الجبهة الشعبية وهي التنظيم الفلسطيني المحترم لدى الفلسطينيين، وصاحب التجربة الثورية الفذة، أن الحل مع الصهاينة الارهابيين لا يمكن أن يكون بدون مقاومة.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مدرسة وطنية، قومية، ثورية أممية رائدة. من قادتها الكبار الشهداء: الدكتور جورج حبش، الدكتور وديع حداد، الأديب الكبير غسان كنفاني، القائد الفدائي جيفارا غزة، المعلم أبو ماهر اليماني وأبو علي مصطفى وماهر اليماني ومئات آخرين …
الجبهة الشعبية باغتيالها زئيفي في ذلك الوقت الحساس جداً تمكنت من اعادة الاعتبار لنهج الكفاح والمقاومة في فلسطين، خاصة في الوقت الذي خرجت فيه السلطة الفلسطينية ومعها منظمة التحرير الفلسطينية من العمل المسلح.
وأثبتت الجبهة الشعبية صحة قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”. وأن شعارها القديم “وراء العدو في كل مكان” يجب أن يعود.
أيها الذين اخترتم أسهل الطرق لاعلان هزيمتكم أقول لكم اليوم ما قاله لكم الزعيم الراحل الدكتور جورج حبش سنة ١٩٧٤: ” من تعب فليسترح”. فشعب فلسطين لازال قادراً على النضال وسوف يبعث الحياة من جديد في مقاومته العظيمة. ولن يكون بعد ذلك مكانا في بلادنا لمن أعلنوا الاستسلام في اتفاقية اوسلو.
نضال حمد
30-8-2020