الثبات والشتات:كتلتان وهويتان – عادل سماره
- التقدم إلى الأعلى
- والانحطاط إلى القاع.
تكاد تقول بأن كل بضعة فلسطينيين يطرحون مشروعا ما، وتكاد تقول، أن لا رابط بين أيٍّ منها والآخر! ولعل هذه سمة خاصة بالشعب الفلسطيني دعوني اسمها الحالة الزّلِقة. نعم زلقة طالما أنت لا تقف على التراب.
في مسرحيته “شجرة الجوز” يقول ناظم حكمتي:
” وحين تنزلق الأرض من تحت قدميك، فإنك تصبح ذئباً”
ولكن هناك من ينخُّ ويُكابر ليبدو بطلاً، فإذا به قد تذوَّت الهزيمة أي غدت ذاته مهزومة أو الهزيمة جزءاً من ذاته ، وهذا هو إستدخال الهزيمة. ومشكلة هذا لأنه اعتاد على امتطاء القضية، ثم فاته قطار العطاء، فلم يختر الانزواء!
هذا التقوُّل هنا من جانبي، ليس عرضاً ولا رداً على ما يروج ويُراجُ له في السوق الفلسطينية التي هي ايضا، كي لا أضللكم/ن السوق الوحيدة التي ليست على أرض. محزن هذا، فالسوق نفسها كسوق هي أمر سيء وعلاقة اجتماعية طفيلية ، هي عريضة بحيث تلتقي فيهاالناس ليسرق أحدهم الآخر بشكل شرعي، فكيف حين يحصل كل هذا في سوق بلا أرض!
أمَّا والسوق مشرعة هكذا، فل باس أن يكن للمرء مساحة هواء لقدمه.
رؤية
بناءً على ما جرى، وما وصلت إليه القضية الفلسطينية/العربية، يرى المرء وجوب أن يكن لهذا الشعب قيادة واحدة خارج مظلة الاحتلال تماما ونقصد هنا خارج بالمعنى الجغرافي ايضا. وتكون مهمتها الأولى هي الشغل على أن يدعم كل فرد في الشتات فردا في الثبات.
وعليه، تكون للشعب هويتان
· وطنية
· وعروبية
وكلتيهما في تواصل شعبي اساساً.
ليس اسهل على المرء من القول ، وخاصة اليوم” تباً ل م.ت.ف أقوا بها في سلة المهملات، واخلقوا غيرها”.
من حيث القول، هي تهرّأت كثوب لا مجال لرثيه ولا رتقه، ومن يرتكز على التاريخ يفهم أنه “لا يمكن إعادة ما حلَّفه التاريخ إلى ناصية التاريخ” التاريخ زمن نصنعه، ولا يتكرر الزمن ولكن من حيث الفعل، ما هو مشروع التخطي والتجاوُز. هنا المعضلة.
بوسعك أن تقول: “تسقط منظمة التحرير” ولكن عليك أن تُكمل. أنا بدوري سأثكمل، بطريقة ليست نزِقة. وهذا مفتوح لمن يرفضه بأن يرجمه حتى بالمنطق القاسي ، لا بأس.
أسمح لنفسي بالزعم إلى حد يقارب الافتخار أنني كفرت بهذه المنظمة منذ عام 1976، وقلت بأنها ستنتهي إلى الاستسلام، ولم يترك في حينه من خدموها تماما ويهاجمونها اليوم بشراسة، حجراً إلا وتوجوا جمجمتي به.
حم الإعدام على المنظمة يجب أن يوضع في سياق مسيرتها وتقديم حيثيات الحكم، لا حيثيات القفز والنزق.
هل أقيمت م.ت.ف قبيل هزيمة 1967 كي تتخلص الأنظمة العربية من واجب التحرير وتعبئة جماهيرها للتحرير لأن التعبئة لفلسطين تقود بالضرورة إلى كشف تقصير الأنظمة نفسها ووجوب تغييرها ،على أرضية رسوخ فلسطين في وجدان الأمة. أي هل أقيمت المنظمة هذه لتقويض أمرين اساسيين في الوطن الكبير:
· الانتهاء من القضية المركزية الجامعة للشعب العربي في الوطن الكبير.
· قطع الطريق على وجوب إقامة الدولة المركزية الواحدة أو المتحدة؟
كان النضال الوطني الفلسطيني مفتوحاً للمتطوعين العرب بعيداً عن الأنظمة، وكان التنقل –على تخلف المواصلات- أكثر سهولة قبيل تبلور حدود التجزئة والتنقل بقرار. وبعد اغتصاب معظم الوطن 1948 واصلت القوى والأنظمة القومية تمكين الكفاح المسلح ضد الاحتلال، مصر وسوريا بينما بقي النظام الأردني حارسا لحدود الكيان.
دار جدل واسع بين حركة القوميين العرب ومنظمة فتح ما بين 1964-1967 وتمحور على شعارين مختلفين:
·كان موقف فتح: التوريط، اي الدخول في حرب تحرير تجر الأنظمة وخاصة مصر إلى الحرب ضد الكيان.
·وكان موقف حركة القوميين العرب “ما فوق الصفر وما دون التوريط” لإدراكهم بعلاقتهم بعبد الناصر ولأن مصر لا تستطيع بعد هزيمة الكيان. وهذا يؤكد للتاريخ أن وعي عبد الناصر وجورج حبش لموازين القوى كان دقيقاً.
أنشأ أكثر من فريق مناضل فلسطيني تشكيلات ومنظمات فدائية خارج عباءة المنظمة بالطبع. وتكمن أهمية هذا في الشعور بوجوب النضال كي لا يضيع الوطن، وهذا أمر طبيعي ومفهوم. ولكن كما أشرنا كان الخلاف لو كثَّفناه هو على النحو التالي:
· هل يقوم الفلسطينيون بالنضال الوطني بشكل بعيد عن الأنظمة؟
· أم يجب ان يكون النضال عروبيا وطليعته فلسطيني.
يمكننا القول بأن هذا الجدل حسمته هزيمة 1967 حيث تفوق تيار الإقليمية الفلسطينية على التيار العروبي إلى درجة تفكيك حركة القوميين العرب وتلخيصها في منظمة الجبهة الشعبية بمعنى أن العلاقة بالعرب من قبل م.ت.ف قد أصبح علاقات مع القوى والأنظمة وليس مشروعا موحدا وواجباً برؤية واستراتيجية موحدة تقوم على دور الطبقات الشعبية.
هنا يمكننا القول بأن مسار الأحداث بعد 1967 أوصل المنظمة نفسها إلى هذا الدور المجتزأ عن النضال التحرري العربي وبروز تيار إقليمي فلسطيني تشفى بهزيمة 1967 وتاجر بها حتى اللحظة وأهان الجيوش العربية بأطروحاته وخلط بين موقف الشعب والأنظمة التابعة وكثير منها عدو للشعب والأمة معاً. ومع تطور شكل الصراع واتضاح عجز المنظمة عن حمل مشروع التحرير بدأت مهارة لوي عنق الصراع لتطلع علينا بعض القوى ب:
-إقامة السلطة الوطنية على كل شبر محرر.
-الدولة الديمقراطية العلمانية .
ثم التنازل إلى القرار الوطني المستقل والذي انتهى إلى مستقل عن العرب ومرتبط بالكيان؟ وكانت اتفاقات أوسلو.
ولكي لا نبتعد عن ما نبغيه من هذه العجالة، فسواء كان هذا أو ذاك، صار علينا التفريق بين:
· المنظمة كمحتوى نضالي لتضحيات الشعب والثوريين العرب.
· والمنظمة كنموذج نظام عربي ولكن بلا وطن.
وعليه، فالمنظمة لم تمثل الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي، فلا هي جبهة وطنية ولا هي ثورة بل حركات مقاومة، فَهم َالكثير من قادتها المؤسسين أن باعها أعجز عن التحرير، هذا إذا لم يكن يدرك ذلك سلفا– وهذا ما صرح به عدد من تلك القيادات في مناسبات عديدة -، ليجد هؤلاء أنفسهم بين:
· إما أن يبقوا في الظل في حرب أعصاب العمل السري ومَتاعبه، في نفس الوقت أي الحرب مع مخابرات الأنظمة التابعة، كمناضلين إلى أن تتغير الأحوال عربيا وفلسطينيا وعالميا، اي أن يكونوا جزءا من حال الثورة العالمية.
· أو أن يلجأوا إلى “نضال” المناورات وتطبيع المقاتلين إلى أن تحولت البندقية إلى كرباج والمقاتل إلى شرطي والمثقف إلى مداحة نواحة، فكان الاستسلام عبر الاستدوال سهلاً.
إنتصر تدريجيا التيار الثاني وتمكن من خصي كثير من أفضل المناضلين إلى حد الصمت عشرات السنين عن مأساة وتفريط بالقضية ، بل إن معظمهم لم ينتقد ما كان يحدث سوى بعد تقاعده أو رحيل ياسر عرفات، وهذا أسوأ النقد والقراءة للتاريخ. ذلك لأن المناضل يجب أن يبدأ وطنيا قبل أية إيديولوجية، كي يصمد، وهذا المناضل لا يكذب، بمعنى إن لم يكن بحجم المهمة، يُحيلها لغيره ويمضي إلى مستوى نضالي بوسعه حمله أو إلى حياة وطنية عادية. فليس النضال مشروع ملكية خاصة.
قرر هذا التيار مباشرة، وأخذ معه بدرجات، التخلص من العلاقة الحقة بحركة التحرر العربية وممالئة الأنظمة بطريقة خبيثة بمعنى:
· التركيز أن القضية، فقط فلسطينية
· والتركيز أن على العرب دَعمها حين تشاء، على أن تدير لهم ظهرها متى شاءت.
وذلك لتغطي عجزها بأن العرب لا يحاربون معنا.
لقد قبل الشعب بها كممثل له، وحتى بأكذوبة “الشرعي والوحيد” لإغلاق باب المبادرة الثورية. وكلنا لا ينسى عبارة محمود درويش القطعية الإيمانية :”من يخرج على الشرعية يخرج على الإنسانية”. وقد استغلت قيادة بل قيادات المنظمة ممارسة الكفاح المسلح لتثبيت أنها الممثل الوحيد، كما مارست هي والعجزة العرب تحويل الفدائيين وكافة المناضلين في مختلف المواقع / المجالات ، إلى ” أجراء يقبضون الراتب في آخر الشهر” تمهيدا لتحويل الكفاح المسلح والنضال السياسي والنقابي والشعبي إلى ظاهرة بيروقراطية ذات امتيازات.
ولكن، وقد انتهت هذه المنظمة بلجنتها التنفيذية داخل الأرض المحتلة معترفة بالكيان على ثلاثة أرباع الوطن، بل في الحقيقة كل الوطن حيث أن اتفاقات أوسلو عمليا هي:”قرار من السلطة المركزية في تل أبيب بمنح ترخيص عمل لمنظمة سياسية تعمل في إقليم من اقاليم أرض إسرائيل هو الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل اعتراف هذا التنظيم ب”إسرائيل””.
لسنا بصدد التفصيل في تقويض هذه المنظمة للقضية، بل نوجز بأن الاعتراف بالكيان ودخول قيادة المنظمة للأرض المحتلة بحجة النضال من الداخل هو قرار بالعمل طبقاً لما يمليه العدو. أما الادعاءبأن تهالك وتجاوز المنظمة يقود إلى تفتيت الشخصية الوطنية الفلسطينية، فهذا هراء، بل التسوية والتصفية هي التي تفعل ذلك وأكثر، لأن كل ما أُنجز كان بالتضحيات وليس بالمساومة والمفاوضات، اي باختصار: “الحياة مقاومة وليست مفاوضات”.
يفتح طرحنا هذا على أمرين مركزيين:
· هل تمثل المنظمة اليوم الشعب الفلسطيني كجزء من الأمة، بعد أن اغتصبت حق الأمة في حمل قضيتها المركزية؟
· وما العمل وقد نَصَبَت صفقة القرن مقصلة الموت.
حتى قبل ودون وبعد اتفاقات أوسلو وابتلاعها في جوف السلطة وابتلاع السلطة في جوف العدو، فإن هذه المنظمة بدورها ومكانها وحالها الراهن لا تمثل الشعب والقضية وطموح الأمة.
أمَّا واللحظة تضيق والتحدي على الأبواب، بضعة أسابيع إذا لم يكن بضعة أيام ، ولكي لا تستغل العناصر المستفيدة وتجار سلام رأس المال، ومن لم تبق بهم شحنة نضال، رؤيتنا بزعم أننا ندعو لهدم المعبد المهدوم، فإننا نرى أن حديث السيد إسماعيل هنية بالموافقة مع السيد عباس على كافة خطى الانتخابات داخل وخارج الأرض المحتلة وترحيب عباس بذلك، ولأن هذا سيحصل في ايام كما قيل، بمعنى دعوة مختلف قادة الفصائل للمشاركة في إعداد جدول الانتخابات، فإننا نرى الصورة على النحو التالي:
ينقسم الشعب العربي الفلسطيني اليوم إلى عدة تجمعات يتم الشغل على تحويل كل تجمع إلى هوية منفصلة عن الأخرى حتى لو حملت أو بدأت بإسم فلسطين. أي بعد سحق الحيِّز الجغرافي الفلسطيني سحقا متواصلا متجددا، وتدمير البنية الاقتصادية والطبقية والديمغرافية يتم الآن تدمير المشترك الباقي الوحيد فلسطينيا أي المشروع السياسي الوطني للتحرير والعودة.
اللحظة الحالية فارقة فلسطينيا وعربيا والعدو يشدد هجومه بلا تردد. وهذا يتطلب رفض كافة المشاريع والحلول لصالح مشروع التحرير وفقط، وليكن بكل وسيلة، ولكن التحرير المسلح هو الأساس وبالانخراط في محور المقاومة. ومن يتحدث بغير هذا فهو من نسخة تطبيعية سواء كان بأطروحات دينية، علمانية، يسارية، ثقافوية، ما بعد حداثية، أنجزة…الخ.
ولكن عموما، دعونا نعتبر أن هناك كتلتين لا كتلة، أي تعسفياً تجمعين :
الداخل والخارج. وعليه، فالرد على صفقة القرن والتطبيع وتحوله إلى تخندق مع جيش العدو/الأعداء، يجب أن يكون كما يلي:
o خروج ممثلي اي فصيل يرفض التسوية من الأرض المحتلة للانضمام إلى محور المقاومة في دمشق أو الضاحية الجنوبية. ورفض ومواجهة أية محاولات قيادية خارج هذا المحور. قد يقول البعض، حتى لو خرجوا لن يتغيروا. ولكن، دعوهم يقولون كلمتهم. وأقول بصراحة: دعهم يخرجون، وأغلبهم لن يتغير، وسيجد برميل نفط يتغذى منه، لكن خروجه بحد ذاته مساهمة في تقليص ذل شعبنا بالاعتراف بالكيان. والأهم أن عدم الخروج هو تموضع في التصفية وأما الخروج فهو للاختبار، فمن لن يتموضع في محور المقاومة فليكن له ذلك. إن مفصل الخروج هو تحدٍّ لكافة الفصائل. وإن فعل البعض أم لن يفعل، فذلك فتحاً لباب التخطي وخلق جديد ولكن هذه المرة بشروط غير التي حاولتها جماعة “هيئة الدفاع عن الثوابت الوطنية 2010 حيث كانت صيغة للمنظمة بلا نضال! هذه المرّة لن يخدع أحد أحداً. ثم، من قال بأن أي نضال حقيقي يجب ان يُحصر في الفصائل؟ وما الذي منع الكثيرين من إقامة جسم جديد ما ثوري؟ وما الذي يمنعهم اليوم؟
o من يخرج إلى محور المقاومة فليعلن إعلان رفضه للاعتراف بالكيان وباتفاق أوسلو وبأن السلطة لا تمثل الشعب الفلسطيني قط، وذلك ليس لانتهاء مدة مختلف مؤسساتها بل لأن أية انتخابات تحت احتلال هي غير شرعية وهي إحباطية بالمقصود.
الخارج: الشتات والمغترب:
يجب أن لا تزيد القيادة في الخارج عن 20-25 شخصا يمثلون الفصائل المنخرطة في محور المقاومة والقطاعات الشعبية الطبقية مناصفة بين الجنسين من مختلف مناطق تواجد شعبنا في الوطن والشتات.
تكتسب هذه القيادة كونها توافقية، الثقة بها من التحامها بمحور المقاومة حيث الصراع بالكفاح المسلح أساساً.
ترفض هذه القيادة اتفاقات اوسلو وتقوم بتحريم طرح اية مشاريع سياسية لأن الأمر هو التحرير وفقط بمعنى أن اي طرح خارج هذا السياق هو ضد التحرير والعودة. لا حق لأحد التفاوض قبل التحرير.
الأرض المحتلة 1967:
في الأرض المغتصبة تبقى غزة جزءا من الثبات دون شكل إماراتي ودون تمرير لأجندة قطر وتركيا كأنظمة دين سياسي فليس مفهوما وقوف مقاتل لا ينام ،إلى جانب مبعوث قطر عبر بوابة الكيان، ولا تمركز قيادة المقاتل في أول دولة إسلامية اعترفت بالكيان وتحتل أراض عربية وتطمح في إعادة الاستعمار العثماني ضد الأمة.
وتتشكل في غزة إدارة جماعية من مختلف القوى والقطاعات المجتمعية على اساس تساوي الجنسين ايضا.
في الضفة الغربية:
فلنرمِ حجراً في بئرهم. سيبقى فريق/فرق الحكم الذاتي وسيزعمون تمثيل الشعب باسم المنظمة، وستدعهمهم العديد من الأنظمة الرسمية وقد يغدقون عليهم. وسيكون انقساما. بل هو قائم.
في هذا الحال يكون الخيار أمام السلطة:
· إما لعب دور حكم ذاتي وحسب ،كما نصَّ اتفاق أوسلو، وقد يصفه البعض بالبلديات، لا يهم – وهذا غير مهم – وتقوم بدور إداري خدماتي وتصر على التنسيق الأمني.
· وقد يقرر العدو تصفية هذه السلطة إذا اشتد عود المقاومة أو أبدت شرائح من السلطة مرونة لصالح أن تناضل الناس كما ترى ويُنصِّب العدو سلطة/زمرة عسكرية لتصفيةٍ إباديةٍ لكافة اشكال المقاومة وليس فقط المسلحة.
· تجرى انتخابات بلدية اساسا يشارك فيها الثوريون، أما إنتخابات المجلس المسمى تشريعي فلا.
· المحتل 48:
يكون تمثيل فلسطينيي الاحتلال 1948 كما كافة تجمعات شعبنا بمختلف الحقوق والواجبات. ويمارسون نضالهم كيف يرون ولكن دون عضوية الكنيست الصهيوني.
أي سيكون من دخل الكنيست ومن سيدخل في وضع المطبع الذي في الخارج. ويكون لشعبنا هناك إبداع الأشكال النضالية التي يراها على أن تراعي المنظمة ظروفهم الأمنية.
الوطن العربي
سيكون وضع النضال في الوطن العربي متعدد الأشكال فيما يخص العلاقة بالأنظمة. وستخلق انظمة التطبيع أجساما مشبوهة منظمات ظل وصفراء لصالح العدو بينما ستحاول أنظمة أخرى التمنع الجزئي.
وعموماً، فإن نضالنا في الوطن العربي على مستويين:
الأول: نحن جزء من حركة التحرر العربية وهذا ما يجب ان تقوم به المنظمة الجديدة حيث أمكنه؛ا
والثاني: تقيم المنظمة علاقات مع مختلف الدول التي ترغب بذلك عربية وغير عربية ولا يكن لأحد اثر وتاثير على قراراتها.
الشتات والاغتراب:
لعل اللحظة الحالية هي لحظة اختبار قدرة الشتات على الالتزام الوطني خاصة وأن الشتات هو الأشد حقا في للعودة. ونقصد أن يضغط الشتات لصالح منظمة تحرير في محور المقاومة وفقط وأن تكن على شكل جبهة تحرير وطني.
إن تبعثر الشتات هو أخطر من تشتت الداخل، فالشتات لديه مدى تحرك أفضل، وقدرته على العيش افضل بمعنى انه ليس مضطرا للارتزاق والفساد.
وعليه، فإن:
o كل من يُقيم بنية شتاتية خارج المنظمة المقاوِمة هو مضاد للوطن
o الخارج هو فقط لدعم نضال الداخل
o الخارج يرتبط في مختلف نشاطاته بالمنظمة المقاومة
o إن تشكيل اي بديل او مسار في الخارج بعيدا عن المنظمة/دمشق /الضاحية لا يجد له أي تبرير أو تسويغ منطقي/ موضوعي. فماذا سيعمل؟ هل سيعقد مؤتمرا، زوم، يكتب بيانات، يتحدث بالأعجميات…الخ ؟كل هذا فقط من حق المنظمة، ومن أراد فليذهب هناك ويقيم التنسيق والعمل المباشر. فليس هناك من مكان مأمون لنضال حقيقي سوى محور المقاومة .
في الفترة الأولى لانخراط قيادة المنظمة الجديدة في محور المقاومة، لا داع لأي شكل من الانتخابات لأن البنية مخترقة من مختلف أنظمة ومخابرات العديد من الدول.
لكن هذا لا ينفي استمرار نشاط النقابات والاتحادات والمثقفين وكافة الأنشطة الشعبية.
فإلى أن يتم تثبيت قيادة المنظمة في محور المقاومة يكون شعبنا قادراً على تحديد من يحق له الترشح لأي مستوى مسؤول.
ويجدر التركيز على أن ما يحتاجه شعب ممزق تحت اغتصاب اقتلاعي هو مجلس خبراء ومختصين وممارسي نضال لتوجيه وضبط المنظمة وليس جسما بيروقراطيا مرتزقا ومترهلا ولا صلاحيات لديه.
لا يُقبل في اي مستوى من المبنى التنظيمي الإداري مَنْ مارس:
o عضوية اي مجلس وطني كان ينفذ الأوامر فقط ويتعيَّش
o لا يقبل من ينقد التجربة المهزومة بعد أن خدمها طوال عمره
o لا يقبل اي تطبيعي لا من قريب ولا من بعيد
o لا يقبل من مارس الفساد والارتشاء
o لا تقبل أية شخصية من الأنجزة
o لا يكون أبداً أي عضو في مجلس الحكم الذاتي (المسمى تشريعي) عضو في أية مؤسسة للمنظمة.
o تعيش المنظمة، وهي محدودة العدد والتكاليف من تبرعات الشتات. ومن دعم الأصدقاء والحلفاء بدون أي تدخل ” مباشر أو غير مباشر” في قراراتها وتوجهاتها السيادية .
إن رؤيتنا الموجزة هذه هي لاستعادة المنظمة من جهة واستعادة الشعب العربي للقضية من جهة ثانية.
وهذا لا ينحصر في فريق أو إيديولوجيا، فعلى المنظمة، بما هي ، مشروع نضال وتضحية أن تتسع للمتدين والعلماني، والرجل والمرأة…الخ. لا يوجد وطن يساري ولا وطن يميني ولا وطن لبرالي بل وطن لشعبه .
علينا الاستفادة من التعددية لدى كثير من الشعوب ، فليقل البعض أنه مجاهد أو رفيق، أو غِواري، أو مناضل، فالمهم أنه ضمن المشروع الوطني للتحرير.
المستوى الدولي:
سينقسم العالم بناء على اضطرارنا للانقسام بين المساومة والمقاومة، وهذا اضطرار لامناص منه. ويجب ان لا يقلقنا وقوف الكثير ضدنا. بل إن توجهنا هذا يعيد للعالم حقيقة الصراع بأنه لتحرير فلسطين وليس للاستدوال، وبأن القضية عربية وليست فقط بين الفلسطينيين والكيان بمن خلفه، اي الغرب الإمبريالي باسره.
المستوى العملي الادائي:
تكشف أهداف الاحتلال مخاطر التصفية وتؤشر على استهداف الأردن كما فلسطين لتصبح الأردن ساحة تمرير التطبيع ومحطة تبديل لنشاطات العدو، ولن يكون وضعه افضل من حكم ذاتي. وبغض النظر فيما إذا قررت الأعداء تكوين كونفدرالية ثلاثية، او تقاسم وظيفي أو اية طبعة أخرى، فإن المفروض في القيادة الفلسطينية المقاومة بناء علاقة عمل موحد مع الحركة الوطنية الأردنية.
إن ما يمكننا القيام به في”إشتباك” هو طرح مناخ عمل ثقافي موحد بين القطرين.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع