الثورة لا تموت وإن مات بعض الثوار .. – نضال حمد
(كل الناس لها أوطان تعيش فيها إلا نحن لنا وطن يعيش فينا)..
وبين كيسنجر ودايتون ماتت حركات وأحزاب وجبهات بالسكتة الاستسلامية الأوسلوية .
بينما مازلنا نحن “العشاق” كما في رواية رشاد أبو شاور ولازلنا في خيمة “أم سعد” و”في عالم ليس لنا” للعظيم غسان كنفاني.. نعيش كيفما اتفق ونناضل بوسائل العصر المابعد أوسلوي…. وفي رعاية فاطمة وحنظلة”ناجي العلي”… وعلى درب الينابيع مازلنا نسير بالرغم من قيام الكثيرين بالبصق في مياه النبع ورمي الحجارة في الينبوع.
مازلنا نبحث في الفاتح من شهر الفتح عن بقايا فتح وعن أحلام الزهرات والأشبال، الذين كان من المفترض أن يرفع واحد أو ترفع واحدة منهم-ن علم فلسطين فوق إسوار المسجد الأقصى وكنيسة القيامة… لكن “قيامة القيامة” الفلسطينية في أيلول الأوسلوي رفعت “الحاج اسماعيل” وأمثاله وأشباهه من ساقطي التجربة الفلسطينية.. ودمرت كل شيء وأظهرت عجز وفشل إخوة السلاح في الحرب والعسكرية وفي السياسة والسلم كما في الشورى والديمقراطية.
في ذكرى وفاة فتح والثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير وانتهاء مرحلة الأبوات وبروز وتعزيز مكانة قادة المصادفة وكلاء الاحتلال، وبينما لازال بعضنا يبحث عن رصيفٍ أخير حلم به صعلوك الشعر الشهيد الشاعر “علي فودة” وسمعناه في ومن ديوانه “عواء الذئب”،هذا يوم كانت “بيروت” مازالت ولازالت عبارة عن ميناء الثوار لتجميع السفن الثورية العالمية.. ضاعت بيروت وأضعنا ما قبلها وما بعدها واغتلنا انتفاضتنا يوم انقلبت قيادتنا واستسلمت للأعداء، كما “استسلمت للزوج ليلى” في “مديح الظل العالي” للراحل “محمود درويش” اثناء حصار بيروت ١٩٨٢. ومن فرط اندفاع قيادة فتح نحو العدو ظن المقبور رابين أن قيادتنا يهودية.
بعد أن شاهدت جنازة فتح ولم أقدم التعازي لأحد لم أعد ألتقي بأمهات الشهداء والجرحى.. لأنني لم أعد أملك الجرأة على النظر في أعينهن. وودت لو جاء من يستطيع إلغاء شارة النصر المعتادة التي رأيناها لا تفارق من فارق السلاح وفارق الحياة بعد أم الهزائم والتنازلات في أوسلو.
في ذكرى الفاتح من كانون الثاني وانطلاق فتح أتمنى أن يزول كابوس مهندس اوسلو ومن معه من قادة المصادفة ولصوص الوطن والمنفى.. مع علمي ويقيني بأنها لاتزول بالتمنيات بل عبر تعزيز النضال والمواجهة وبالتغيير والتضحيات..
أتقدم من عوائل الشهداء والجرحى والأسرى والمناضلين الحقيقيين بأحر التعازي ، وأقول عظم الله أجركم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نضال حمد
٣٠/١٢/٢٠٢٢