الجنس كعميلٍ سريٍّ…. نائبة رئيس الموساد السابقة:- زهير أندراوس
الجنس كعميلٍ سريٍّ…. نائبة رئيس الموساد السابقة: من أجل تجنيد عملاء نستخدم جميع الوسائل وأيضًا النساء وشاركتُ بتصفية قادة “أيلول الأسود”
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
تُحاول (إسرائيل) عبر ماكينتها الإعلاميّة المُتطوعّة دحض التقارير والأنباء في الإعلام الغربيّ حول قيام الموساد باستغلال النساء جنسيًا للحصول على معلوماتٍ وتنفيّ مهمّات سريّةٍ، وفي هذا السياق، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة اعترافات السيّدات المتورطات في أكثر العمليات خطورةً وأهميةً داخل جهاز الموساد الاستخبارات الخارجيّة)، حيث أوضحت إيفرات، وهي واحدة من أهم العميلات في الموساد، أنّ الأمر مقتصر فقط على المغازلة، ومهما كان الأمر فإنّ الموساد لا يسمح بأكثر من ذلك، مؤكّدةً أنّ حياتها ستنتهي إذا تمّ كشف أمرها، ولكنها لا تبالي بذلك من أجل أمن “إسرائيل”، على حد تعبيرها.
أمّا العميلة أيالا، فقالت عن تأثير هذا الأمر على عائلتها إنّها تترك زوجها وأطفالها الثلاثة نائمين في أسرتهم مع دموع في عينيها وغصة في حلقها، ومن ناحيته أكد تامير باردو، قائد الموساد السابق، أنّ النساء عميلات استثنائيات، مشيدًا بقدراتهن وقمعهن للذات من أجل تحقيق الأهداف، موضحًا أنّ قدرات النساء تعلو قدرات الرجال في فهم الإقليم وقراءة المواقف والوعي المكانيّ، على حدّ تعبيره.
وغنيٌ عن القول إنّه منذ تأسيس الموساد، خدمت النساء فيه، شاركت في عمليات في دولٍ لا تربطها علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل) في العالم وخاطرن بحياتهن كثيرًا، وشاركن أيضًا في عمليات اغتيال نسبت للموساد وفق تقارير أجنبية في العقود الأخيرة.
وفي هذا السياق، يكفي النظر إلى صور قاتلي محمود المبحوح في دبي في عام 2012، تلك العملية التي نُسبت في العالم إلى الموساد، لمعرفة الدور الكبير الذي تلعبه النساء في عمليات الاغتيال الجريئة، وتُعتبر عليزا ماغين المرأة التي شغلت المنصب الأبرز في الموساد حتى الآن.
وبحسب الإعلام العبريّ فقد خدمت ماغين معظم حياتها في الموساد، وشغلت منصب نائب رئيس الموساد، وهو أهم منصب شغلته امرأة ذات مرّة، ولكنّها لم تعمل في الموساد كسكرتيرة، بل كانت مقاتلة وشاركت في عمليات خاصة كثيرة.
وُلدت عليزا ماغين في القدس لوالدين يهوديين من أصل ألماني، وفي الستينات شاركت للمرة الأولى في عملية للموساد سافرت في إطارها إلى النمسا لتجنيد عالم ألماني للعمل كعميل في الموساد. كان ذلك العالم جزءً من طاقم علماء ألمان عملوا في مصر على برنامج التسلح المصري في عهد جمال عبد الناصر طوّروا في إطاره صواريخ كانت تشكل تهديدًا على (إسرائيل). كانت ماغين في الـ24 من عمرها، ولكنّها نجحت في المهمة، ولم يستكفِ العالِم بالعمل مع الموساد فحسب، بل وافق على القدوم إلى (إسرائيل) واجتياز تحقيق فيها.
منذ تلك اللحظة بدأت ماغين تُشارك في مهامٍ خاصّةٍ خارج البلاد، ليست قادرة على التحدث عنها. ولكنها صرحت في مقابلة معها أنّها ساعدت على التخطيط لاغتيال قادة منظمة “أيلول الأسود”، المسؤولين عن مقتل الرياضيين الإسرائيليين في ميونخ، حيث قام الموساد حينها في سلسلة اغتيالات تحت اسم “عملية غضب الله”. كان الأمير الأحمر، علي حسن سلامة، من أبزر القادة الذين قتلوا في هذه العملية، بعد أنْ اغتالته مقاتلة في الموساد تدعى أريكا تشمبرس في الأراضي اللبنانية.
وفي مقابلةٍ نادرةٍ معها للقناة الإخبارية الإسرائيليّة “مكان” أجابت عن بعض الأسئلة التي أراد الكثيرون معرفة الإجابة عنها ولكنهم لم يجرؤوا على طرحها، مثلاً، كيف يجند الموساد العملاء؟ فأجابت: طريقة التجنيد الأفضل هي “صديق يحضر صديق”، بموجبها يضم الوالدين أولادهم، وأقرباء العائلة. وتابعت: في البداية، نسلط على المرشح الذي يهمنا، ثم نبدأ بمعرفة المعلومات عنه، ونتعلم نقاط قوته، ضعفه. يُطلب من عميل في الموساد بدء التواصل مع المرشح. ثم يبدأ التخطيط لحملة تجنيده، قالت وأضافت: تُجرى عملية تصنيف قاسية. غالبًا من بين 100 مرشح يقبل الموساد مرشحًا واحدًا. لافتةً إلى أنّه من مواصفات العميل الجيد أنْ يتمتع بشخصيةٍ قويةٍ، يعرف طموحاته في الحياة، ويكون قادرًا على التمثيل، المخادعة، والتأثير في الأشخاص.
وزعمت في معرض ردّها على سؤالٍ أنّه لم يُطلب من النساء (الإسرائيليات) إقامة علاقاتٍ جنسيّةٍ لضمّ عميلٍ عربيّ، في مُحاولة يائسةٍ وبائسةٍ لدحض كلّ الآراء المسبقة حول طريقة العمل الخاصة بالموساد. وأوضحت: عندما تعملين على تجنيد مرشح، فأنتِ تستخدمين كلّ الطرق، من بين أمور أخرى يمكن توفير النساء. ولكن ليس بالضروري أنْ تكون تلك النساء عاملات في الموساد، واختتمت قائلةً: استخدمت طرقا أخرى أثناء خدمتي، شغلت فيها عقلي بدلاً من أنوثتي، بحسب تعبيرها.
وكان د. هيثم منّاع، قد كشف النقاب في مقابلةٍ مع كاتب هذه السطور عن أنّ تسيبي ليفني، التي خدمت في الموساد (الإسرائيلي) بين الأعوام 1980-1984 برتبة ضابط، قامت بقتل عالمٍ نوويّ عراقيٍّ في باريس، مُضيفُا أنّ الموساد كلّفها بمهمة تصفية العالم العراقي، فعملت لديه خادمة، ومن ثم قامت بتسميمه وقتله، وبعد ذلك اختفت آثارها من فرنسا.
وعقّبت ليفني، وزيرة الخارجيّة (الإسرائيليّة) السابقة بالقول إنّها لا تتطرّق لا من بعيدٍ ولا من قريبٍ لعملها في الموساد.