الحركة الأسيرة أمام منعطف خطير
خضر عدنان وسعدات: قنابل الجوع والاضرابات… السلاح الأخير من أجل الكرامة
أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الاسرى والمحررين ان الاسير خضر عدنان المضرب عن الطعام لليوم الخمسين دخل في حالة الخطر الشديد وهو يخوض معركة الاعتقال الاداري التعسفية، وان سقوط الاسير خضر شهيدا سيفجر الاوضاع في السجون وخارجها، وأن جريمة صامتة ترتكب بحق الاسير خضر عدنان وان هناك نوايا مبيتة لقتله من قبل الاجهزة الامنية (الاسرائيلية).
وقال التقرير ان تحريك سياسة الاعتقال الاداري من خلال الاضرابات بدأ يثير القلق لدى السلطات (الاسرائيلية) ويسلط الضوء على انتهاكات لحقوق الاسرى بما يخالف القانون الدولي الانساني.
واعتبر تقرير الهيئة ان خضر عدنان في المرحلة الحاسمة من الاضراب ،وان المفاوضات الجارية معه عبر المحامين واعضاء الكنيست ستكون مفصلية خلال الساعات القادمة.
ويصر عدنان على الافراج الفوري طاعنا بشرعية اعتقاله الاداري، بينما النيابة العسكرية بدأت تساومه على قضاء ما تبقى من حكمه الاداري الاخير وهو مدة شهرين على ان لا يجدد مرة اخرى.
ويعتبر اضراب عدنان الاكثر صعوبة في هذه المرحلة كونه رفض منذ اليوم الاول تناول اية مدعمات او حتى التعاطي مع اطباء ادارة السجون مما ادى الى تدهور حاد وكبير على صحته واصبحت حياته مهددة بالخطر.
وذكر ان الاسرى دخلوا عدة جولات من المواجهات ضد الاعتقال الاداري خلال الخمس سنوات الاخيرة، سواء بالاضرابات الفردية أو الجماعية ولكن حكومة اسرائيل لا زالت تستخدم هذا النوع من الاعتقال بطريقة انتقامية ولأسباب سياسية، ومخالفة بذلك اتفاقيات جنيف التي قيّدت هذا الاعتقال واعتبرت ان اللجوء اليه لا يكون إلا في الحالات الطارئة جدا.
وقد صدر 23 الف امر اعتقال اداري منذ عام 2000 بحق الاسرى واستخدم كعقوبة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
من جهة اخرى هدد الاسير احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية بخوض اضراب مفتوح عن الطعام من اجل وقف سياسة منع زيارات الاهل للاسرى والتي تستخدم كوسيلة عقاب جائرة بحقهم ومخالفة لأبسط مباديء حقوق الانسان.
وقد حرم سعدات من زيارة أولاده وعائلته منذ اكثر من عامين وبقرارمن المخابرات الاسرائيلية كنوع من عزله عن العالم الخارجي.
المحكمة التي ستنظر في السماح او عدم السماح لسعدات بالزيارة والمقرر عقدها هذا اليوم الثلاثاء دون حضور سعدات ستشكل مفصلا اساسيا وانعطافة هامة للحركة الاسيرة اذا ما قرر سعدات خوض الاضراب.
وبرغم كبر سنه ومرضه إلا ان اضرابه عن الطعام سيكون له اثر كبير ، وسيلتحق المئات من الاسرى الى الاضراب وسيترك انعكاسات كبيرة على الرأي العام المحلي والدولي.
إن الاضراب واستخدام سلاح الجوع اصبح الوسيلة الاخيرة للدفاع عن الكرامة الانسانية امام استمرار ممارسات الاحتلال وإجراءاتها التعسفية بحق الاسرى.
ان انفجار الاوضاع في السجون يأتي متزامنا مع مشروع القيادة الفلسطينية في تقديم البلاغ الفلسطيني عن انتهاكات وجرائم (اسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني يوم 25/6/2015 للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي والذي يشمل الاستيطان والعدوان على غزة وتهويد القدس والعدوان على حقوق المعتقلين.
وأخيرا قالت هيئة الاسرى ان خضر عدنان وسعدات اصبحا مشاريع رمزية لمحاكمة إنسانية لحكومة (اسرائيل) على ما ترتكبه من ممارسات قمعية ووحشية لحقوق الاسرى البالغ عددهم 6000 اسير في سجون الاحتلال.
—
عبد الناصر فروانة
أسير محرر، و مختص في شؤون الأسرى
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين
وعضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الهيئة في قطاع غزة