الحلول في الأردن: – علي حتر
بما أن المسألة تتعلق بمصيرنا ولقمة عيشنا وتعليم أبنائنا واستقلال قرارنا عن إرادة العدو.. تعالوا نفكر بصوت مرتفع.. لأننا معنيون أكثر من أغنياء القوم (ذوي الأرصدة في الخارج بالعملة الصعبة)..
المسألة نقص عملة.. والعملة مادة.. والمادة لا تفنى ولا تستحدث.. أي أن الرزاز أو غيره لا يستطيع خلق النقود من العدم..
إذن ماذا سيفعل… ومن أين سيوجد النقود؟؟
هناك مصادر محددة ولا يوجد معجزات
- المساعدات
- الديون
- أسترداد بعض المال الذي في جيوب الفاسدين
- جيوب المواطنين.. بطرق مختلفة
- أموال الضمان الاجتماعي
- أما للمستقبل فلا بد من خطط وبرامج مختلفة عن الحالة الحالية
- ساعدوني إذا كان هناك مصادر أخرى
طبعا هناك شد أحزمة المواطنين على بطونهم حتى تنقطع، وتخفيف نفقات الحكومة وهذان أمران يتعلقان بالأيام القادمة ولا يعتبران من المصادر بل من اساليب التوفير، ويكونان عادة على حساب المواطن ومعاناته
ويمكن أيضا استعادة بعض شركات القطاع العام المباعة للمستقبل
طبعا ديوننا حملتنا أقساطا لا يمكن إهمالها..
.
إذا كان الوضع سيئا وثقيلا على المواطنين
والمواطنون غير قادرين على تحمل أعمال الجباية أكثر من الوضع الحالي
لماذا يكون الحوار حول قانون الجباية نفسه؟
الحوار حول شيء يعني الحلول الوسط، والحلول الوسط ستكون أكثر من الوضع الحالي السيء أصلا
المساعدات والديون والتنسيق الأمني مع الأمريكان واليهود ووجود السلطات في يد الملك وحده ومحاصرة الملك من الفاسدين (غير المعنيين بالشعب ومعاناته)
يجب أن يكون هناك حوار حول النهج الحالي والتحالفات الحالية وليس حول القانون
.
وبالإضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي فالعدو الرئيسي (حليف النظام باتفاقية وادي عربة) يتربص بالأردن لتقرير قدرة هذا العدو على التوسع على حساب الأردن وتقرير قدرته على الاعتماد على الأردن في تمزيق سورية رغم انتصارها اليوم، وفي الاعتماد على هذا الأردن في التطبيع مع المحيط
ودفع بعض المتظاهرين لتوجيه المظاهرات لاستعمال العنف (السلاح كما اي الاعتداء على رجل الأمن أمس) برهان على التربص
وفي نفس الوقت، فالسعودية تنسق مع هذا العدو ليكون الأردن طريقا بريا للاتصال بينه وبين العدو (رغم قرب الحدود البحرية بينهما) وخصوصا عسكريا فس ظل طرح إيران كعدو استراتيجي للمنطقة (زعما)
.
نتمنى لك التوفيق حيث فشل الآخرون.. ممن سبقوا زيد الرفاعي ومرورا به حتى هاني الملقي.. ولن يكون هناك أي توفيق إذا كانت الحلول مجرد ردود فعل للتحايل على غضب الشارع..
والشارع يطرح المطالب ولا يطرح الحلول الاستراتيجية التفصيلية.. وخصوصا في ظل غياب القيادات السياسية (لا النقابية)
هل تصدق أن وزيرا يستطيع دون دراسات وتحليل عميق وخاضع لمعاهدات مذلة ومربوط بديون البنوك الدولية والالتزامات السياسية التي تضع سقوفا وشروطا لحلوله ونشأ أصلا لأداء وظيفة محددة.., ووضعه الاقتصادي أصلا يعتمد على مساعدات من لا يريده قويا مستقلا، ومطلوب منه أن يساهم بإضعاف سورية، وخدمة السعودية، ويملؤه الفاسدون..
.
هل يمكن لك أن تقدم حلولا؟
وما هي صلاحياتك؟؟؟
هل تسمح لك صلاحياتك باسترجاع بعض المليارات المنهوبة من الفاسدين؟ ولا أرى إجراءات سريعة للتخفيف من المشكلة غير ذلك، اللهم إلا إذا تبرع رأس النظام وبعض أصحاب المليارات بجزء من أموالهم للإنقاذ، ولا أظن ذلك سيحدث.. رغم أن الديون اقل مما يملكون..
.
صحيح أن كل شعب في العالم يحلم بنظام سياسي منتخب غير وراثي!! ولكن ليس هناك شعب يريد لحراكه أن يفيد العدو.. ولا يمكن أن نقبل أو ندعو لإسقاط النظام في وقت عصيب مثل هذا.. غير مضمون العواقب لمستقبل المنطقة أو لنا.. لأن المستفيد الرئيسي هو العدو.. والاقتتال هو الناتج النهائي والتجربة الليبية خير برهان
.
ماذا يستطيع عمر الرزاز أن يفعل؟؟؟
.
هو ليس منتخبا بل مُعيَّن,, وبالتالي يحق لمن عينه أن يُحيله إلى الاستيداع مثل الذين سبقوه إذا لم يجد حلولا سريعة، في دولة ليس لها حلول سريعة ولا بطيئة ما دامت مرتبطة بتحالفات كمثل تحالفاتها.. وليس لها أصدقاء مبدئيون..