الخلافات الفلسطينية تفجر المصالحة الوطنية وتنسف اعمارغزة – بقلم : اكرم عبيد
من يعتقد البعض ان القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ملك لهذا الفصيل او ذاك فهو واهم لان فلسطين الارض والحقوق والقضية هي ملك للشعب الفلسطيني وما زالت محتلة وما زال معظم شعبنا مشرداً ومن بقي منه تحت الاحتلال يتعرض للعدوان والاجرام الصهيوني وحقوقه الوطنية مغتصبة ومقدساته مدنسة وفي مقدمتها الاقصى والفصائل جزء من الشعب الفلسطيني .
وبالرغم من هذه الماساة ما زال الخلاف بين حماس وفتح سيد الموقف على الساحة الفلسطينية بعد الخطوة الاولى من المصالحة الشكلية التي لم تحقق اي تغييرات نوعية لترجمة الاقوال الى افعال لخدمة مصالح شعبنا الوطنية .
لهذا السبب كانت المصالحة لا تتجاوز حدود المصالح التنظيمية الضيقة لفتح وحماس .
وعندما وقعت التفجيرات الارهابية في غزة في هذه الظروف الصعبة عمقت المازق الفلسطيني وشكلت فرصة ذهبية وفرت للعدو الصهيوني الغطاء لتحقيق ما عجز عن تحقيقه بالحرب والعدوان والفصول الاجرامية الدامية بدءاً من تشديد الحصار من العدو والشقيق المصري المفروض غزة الى العدوان الصهيوني والاستفزازات اليومية في الضفة الغربية المحتلة والمثلث والجليل والنقب وخاصة بعد اعلان الحرب على القدس التي تشهد هبة جماهيرية واسعة لمواجهة ما تخططه سلطات الاحتلال الصهيوني لفرض المزيد من الاستيطان والتهويد والمصادرة والطرد وتهديد المقدسات الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك بشكل جدي وخاصة بعدما تصدرت هذه الهبة وسائل الاعلام العربية والاقليمية والعالمية وفضحت الممارسات الاجرامية لسلطات الاحتلال واحرجتها على الصعيد الاقليمي والدولي ..
لذلك فان تفجيرات غزة الارهابية تطرح على شعبنا وفصائله وقواه المقاومة تساؤلات كبيرة وفي مقدمتها فتح وحماس ومن اهمها ؟؟؟
لماذا هذه التفجيرات في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ شعبنا وحركته الوطنية الفلسطينية !! ومن يقف وراءها ؟
هل هي داعش , ام القاعدة , ام عملاء العدو الصهيوني , ام هي دول واجندات خارجية ؟؟؟ ام من ؟؟؟
هذه اسئلة مشروعة ومطلوب الاجابة عليها باقصى سرعة ممكنة لان هذه التفجيرات الارهابية قد تضع الامن الوطني الفلسطيني امام مخاطر جدية لا بد من الوقوف امامها وعدم التساهل مع منفذيها من خلال تشكيل لجان تحقيق وطنية مشتركة من حماس وفتح وفصائل وطنية اخرى لوضع الحقيقة امام شعينا الذي يدفع ثمن الخلافات كبيراً.
مع العلم ان هذه التفجيرات الارهابية تحمل بصمات اجرامية واحدة هدفها تعميق الخلاف والنفخ في كور الانقسام بعدما حاولت كل من حركة فتح وحماس التقارب لردم هوة الانقسام بعد الخطوة الاولى من المصالحة بعد العدوان الاجرامي الاخير على غزة .
وبصراحة إن تصعيد الخلافات بين فتح وحماس والتراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات قبل وصول التحقيق لنتائج مقنعة وكشف المنفذين ومن خلفهم لان هذه الخلافات ستنعكس تداعياتها السلبية على الحراك الشعبي المنتفض في الارض المحتلة بعد ان اصبحت المصالح التنظيمية الضيقة على حساب الشعب والقضية وخاصة بعدما اصبح تصعيد الانتفاضة الشعبية الثالثة على هامش اهتماتها .
مما شجع سلطات الاحتلال الصهيوني على التهرب من إعمار ما دمرته الحرب الاجرامية في قطاع غزة ورفع الحصار وفتح المعابر والاسوأ ان بعض المواقف الرسمية لبعض المسؤولين الصهاينة اعلنت بوضوح ان بعض المسؤولين الفلسطينيين والعرب يسعى جاهداً لاحتواء التحرك الشعبي الفلسطيني في الاراضي المحتلة الذي يترافق مع سياسة القمع الصهيونية والجرائم اليومية بحق شعبنا المنتفض وخاصة في القدس خوفا من انتفاضة شعبية ثالثة .
في الحقيقة ان هذه التفجيرات الارهابية تعتبر تحديا لشعبنا الفلسطيني وقواة المقاومة واجهزته الامنية في قطاع غزة المقاوم وتحديا للمصالحة وردم هوة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وخاصة بعد الصمود الاسطوري لشعبنا وقواه المقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني وفرض شروط المقاومة بالقوة على العدو الذي لا يفهم الا لغة القوة والمقاومة والصمود هذا الخيار الذي اصبح اليوم الطريق الاساسي لاستعادة حقوق شعبنا المغتصبة بعد فشل المفاوضات العبثية مما جعل خيار الانتفاضة الشعبية الثالثة ضرورة وطنية في ظل الاوضاع العربية والفلسطينية الصعبة .
لكن رهان سلطة رام الله على المفاوضات العبثية والحلول الصهيوامريكية وارتباط سلطة غزة باجندات اقليمية مرجعبتها مخلب القط الصهيوني قطر والنظام العثماني التركي بالإضافة لتوريط الشعب الفلسطيني في لشؤون الداخلية لبعض البلدان العربية وخاصة سورية ومصر، والتخلي عنه، هذه السياسات العبثية لا تخدم في النهاية الا مصالح العدو الصهيوني الرابح الاكبر الذي يتطلع لاضعاف خيارات شعبنا المقاومة ويجهض تحركه وعزل قضيته .
لذلك تعتبر التفجيرات الارهابية رسالة واضحة لشعبنا الفلسطيني المقاوم وحركته الوطنية تستهدف وحدته الوطنية وخياراته المقاومة بعد تعاظم المقاومة الشعبية في مواجهة جرائم الحرب الصهيونية في الاراضي المحتلة التي تعتبر الرد العلمي والعملي على تصريحات كبير المجرمين الصهاينة المجرم نتنياهو الذي ركز في تصريحاته الاخيرة منذ ايام على وحدة القدس كعاصمة ابدية لكيانه الصهيوني المصطنع للحفاظ على مكانته السياسية كزعيم لليمين الصهيوني العنصري المتطرف في الانتخابات المقبلة وخاصة بعد تحريض قطعان المستوطنين على تغيير الوضع القائم في القدس والسماح لهم بالصلاة قي الحرم القدسي .
لكن ردة الفعل الشعبية الفلسطينية المقاومة ارعبت قيادات الاحتلال الصهيوني وهزت كيانهم المحتل بقوة وخاصة في القدس المحتلة التي تحولت لمركز المقاومة والصمود والتي اظهرت زيف ادعاتهم بعدما فشلت الاجهزة الامنية الصهيونية في مواجهة عمليات الدهس لجنود الاحتلال مقطعان مستوطنيه البطولية التي ابدعها الشباب الفلسطيني المقاوم ليثبت للعالم ان الحقوق لا تعود لاصحابها الا بالقوة .
وان العدو سيدفع ثمن المساس بمقدساته الاسلامية والمسيحية لانها جزء لا يتجزأ من حقوق شعبنا غير القابلة للتفريط او التصرف للمساس بها وتهويدها مهما بلغ حجم الارهاب الصهيوني مداه .
مما دفع المجرم نتنياهو التراجع خطوة للوراء بسبب شراسة المقاومة الشعبية التي اجبرته مع معظم اركان قيادته السياسية والعسكرية في تصريحات تؤكد انه لا نية لكيانهم تغيير الوضع القائم في القدس او تقسيم الحرم القدسي لا بل ان تصريحاتهم تجاوزت الخطوط الحمراء لتصف تصريحات بعض الوزراء واعضاء في الكنيست الصهيوني ممن يذهبون للصلاة في الحرم القدسي بالاستفزازيين .
لهذا السبب وصف رئيس السلطة الفلسطينية في خطابه الاخير بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس عرفات ان ممارسات الاحتلال وقطعانه الاستيطانية في القدس بالحروب الدينية المدمرة التي ستقود العالم لكارثة .
وهدد باللجوء لمجلس الامن للمطالبة بانهاء الاحتلال وكرر وعوده بانه سيعمل للانضمام الى المعاهدات اوالمنظمات الدولية لحسم الموقف لكن هذه الوعود مازالت في حدود التصريحات لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الالام الفلسطينية اليومية على امتداد الاراضي الفلسطينية المحتلة .
لذلك ليس المطلوب من هذه القيادة اطلاق الوعود والتصريحات الخلبية بل وضع الخطط لمواجهة الاحتلال وجرائمه ودعم صمود شعبنا المنتفض وليس استجداء الحلول لان القوة وخيار المقاومة اقصر الطرق لكسر ارادة الاحتلال .
وهذا ما يفرض على هذه القوى العظمى في رام الله وغزة العمل الجاد لمراجعة وطنية نقدية شاملة لكل السياسات العبثية السابقة لاستكمال خطوات المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة الوطنية وتغليب مصالح شعبنا وقضيتنا على المصالح التنظيمة الضيقة كمقدمة لاستعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس سياسية وتنظيمة مستمدة من رووح وجوهر الميثاق الوطني الفلسطيني المقاوم لصياغة برنامج اجماع وطني واعادة بناء المرجعية الوطنية الحقيقية لشعبنا داخل وخارج الوطن المحتل بمشاركة كل القوى والفصائل والشخصيات الوطنية لانجاز انتخابات المجلس الوطني على قاعدة التمثيل النسي لقيادة المسيرة الكفاحية لجماهير شعبنا المقاوم لتحقيق كامل اهدافه لوطنية في فلسطين كل فلسطين .