الذكرى الأولى لاستشهاد “أم نضال” روز ماري
في مثل هذه الأيام الصعبة من العام الماضي استشهدت المناضلة التقدمية روز ماري أم نضال حرم الدكتور غازي حسين الكاتب والباحث الكبير وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.
رحلت أم نضال، وهي تواصل مشوارها الصعب والطويل إلى جانب رفيق عمرها أبو نضال على طريق تحرير فلسطين ،وعودة شعبها إلى وطنه بكرامة وعزة …رحلت أم نضال ،ولكنها حاضرة بيننا لا تغيب، فهي منذ نصف قرن وأكثر تناضل وتعمل من اجل فلسطين ومواجهة الصهيونية في بلادها وفي فلسطين ،لأنها مؤمنة بحتمية انتصار الشعوب على الغزاة والمستعمرين مهما امتلكوا من القوة والإرهاب .
أم نضال الألمانية العربية السورية الشامية الفلسطينية ،كرست حياتها من اجل فلسطين والشام ،ورفضت المغادرة ، وأصرت على البقاء إلى جانب أبو نضال والأصدقاء والأحبة، رغم الأوضاع الصعبة والخطيرة ،وقرب بيتها من مسرح الاشتباكات والمواجهات والمعارك العنيفة مع المجموعات الإرهابية الإجرامية المدعومة من الغرب الاستعماري …بقيت صامدة مؤمنة بانتصار سورية العروبة التي أحبتها وعشقتها منذ أول يوم رأت فيه دمشق أم المدن في العالم .
كم هي قاسية الأيام على رحليها… كانت على الدوام مثل خلية النحل، تتابع وتناقش وتحاور وتكتب وتترجم وتدرّس في المعاهد، وتعمل من اجل القضية التي آمنت بها منذ أوائل الستينيات ،أيام القوى التقدمية المناهضة للغرب الاستعماري .
يا الله … ما أصعب رحيل الكبار والأوفياء في الزمن الصعب ،لا احد يعوض العطاء والصفاء والرعاية والحنان والقيم النبيلة والعظيمة، التي امتلكتها هذه السيدة العظيمة من اجل العزة والكرامة للناس أجمعين.
كأنها كانت هنا قبل الميلاد وأكثر … كأنها كانت في بيت لحم ،بعد أن مّرت على سلمه وبحر يافا في الأيام الخالدات العاليات …ومن بلاد بعيدة جاءت إلى الشام، لتكون قريبة من القيامة والأقصى وستنا مريم … هي شهيدة فلسطين ودمشق … روز ماري الألمانية العربية السورية الفلسطينية حرم المناضل العربي الفلسطيني :
الكاتب والباحث والإعلامي الكبير د. غازي حسين .
هي أم نضال …أيام وسنوات طويلة ، حافلة بالعطاء والمحبة والصداقة والاحترام لكل من عرفها عن قرب وأصدقاء عائلة الدكتور الطيب غازي حسين المناضل الكبير الذي مازال على العهد يواصل الطريق من اجل فلسطين والوطن العربي .
لها الرحمة والمغفرة والذكرى العطرة والطيبة وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان بهذه الخسارة الكبيرة .
الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين
20-2-2018 دمشق