الذكرى ال 38 لإغتيال د فؤاد الخطيب – أبو أمل – نضال حمد
لكي لا ننسى ..
تذكير بجريمة خطيرة لم تلقى ما تستحق من اهتمام… نبذة قصيرة وسريعة عن جريمة قتل الشهيد فؤاد الخطيب، الذي اغتاله زعران وشبيحة من تنظيم حركة فتح في إقليم رومانيا قبل 38 سنة..
أذكر ذلك اليوم جيداً فقد أحدث لدي هزة قوية، يومها سألت نفسي وكررت السؤال عشرات المرات: كيف يمكن لفلسطيني أن يقتل شقيقه الفلسطيني بدم بارد وبطريقة وحشية دموية جهنمية تنم عن حقد دفين على شخص معارض لسياساتهم؟…
غضبت وحزنت كثيراً إذ كنت قبل سنوات قليلة من الجريمة أنا واخوتي ورفاقي من كل الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح، ندافع عن روحنا ووحدتنا ومصيرنا وقضيتنا .. كنا طلبة وغير ذلك نقاتل معاً لأجل حماية شعبنا ومخيماتنا وثورتنا ومنظمتنا.. نقاتل ونتصدى للغزاة في بيروت، وندافع عن أهلنا في مخيمي صبرا وشاتيلا حيث حصلت المجزرة. فاستشهد بعضنا وجرح البعض الآخر واعتقل عدد منا… وتركت ساقي هناك قبل أن أصل الى بولندا للعلاج في مستشفياتها أنا وجرحى كلهم كانوا من فتح باستثنائي أنا، كنا في المستشفى البولندي مثل عائلة واحدة تعمدت علاقتنا بالدم الواحد.
الشهيد فؤاد الخطيب – أبو أمل حاول فقط منع حدوث عراك بين مجموعتين واحدة تابعة لتنظيمه والأخرى تابعة لفتح. تدخل لمنع ذلك فكان نصيبه الطعن حتى الموت من قبل مجرمين وسفاحين فلسطينيين ينتمون للتنظيم الطلابي لحركة فتح في رومانيا. 38 طعنة سكين في جسده.. تصورا مدى الحقد والكراهية والإجرام. اعتبرت تلك الجريمة واحدة من أم الجرائم بحق كادر ومناضل وطالب جامعي في كلية الطب، كان في سنته الأخيرة، وكادر طلابي ووطني فلسطيني محترم…
ماذا فعلت قيادة فتح؟…
لم تقم فتح بمحاسبة أي شخص من المجرمين القتلة كل ما فعلته أنها قامت بترحيلهم من رومانيا ومنحهم منحاً ومقاعد دراسية في بلدان أخرى مجاورة. قمة الاستهتار واللامبالاة من قبلهم .. أما الرفاق في “ج الشعبية” للأسف لم يتعاملوا كما يجب مع تلك الجريمة مما شجع هؤلاء على مواصلة جرائمهم مستقبلاً وبعد سنوات طويلة، من اعتقال سعدات ورفاقه الى اغتيال نزار بنات وغيره من مناضلي شعبنا… هذه الجريمة المسكوت عنها شجعت المجرمين للوصول بقضيتنا وشعبنا ومنظمتنا إلى الواقع المخزي والمعيب الذي نعيشه كفلسطينيين.. فاليوم بالذات قامت أجهزة أمن السلطة في نابلس باعتقال المناضل مزيد سقف الحيط كي تقمع صوته الحر وقد تغتاله كما اغتالت نزار بنات. المزعج فعلاً أن بعضنا الذي له تاريخ وطني مشرف، يقوم تحت شعار الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير بالتعامل مع تلك القيادة التي سرقت وتواصل سرقة القرار والشرعية والتمثيل وتنسق وتتعامل مع العدو وتعتقل وتغتال مناضلي شعبنا الوطنيين الحقيقيين والصلبين.
في ذكرى اغتيال المناضل فؤاد الخطيب أبو أمل كتب الرفيق والصديق عبد الرؤوف الفرا من خان يونس،وهو الرفيق الذي جمعتني به التجربة البولندية:
“الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد القائد الدكتور فؤاد الخطيب – أبو امل، أحد قادة الج بهه برومانيا بعد تخرجة من كلية الطب على يد مجموعة مرتزقة من حركة فتح، ويطعن بثمان وثلاثون طعنة ويلقى به من الطابق الاول من بيت الطلبة بمدينة بتيمشواره الرومانية. الذنب الذي ارتكبه رفيقنا ابو امل أنه منع شجار بين رفاق الج بهة وهذه المجموعة الدخيلة. إن دماؤه الطاهرة تطارد الخونة والمندسين رغم مرور ثمان وثلاثون عام.. لروحك رفيقي أبو أمل المجد والسلام والخلود والخزي والعار للخونة والمندسين الجبناء.”.
أذكر في ذلك الوقت أنه عمت الحركة الطلابية الفلسطينية وبالذات المعارضة لفتح والقيادة التي كنا نطلق عليها المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية وهي قيادة فتح أو “العرفاتيين”، حالة من الغضب والحزن والاستنفار والترقب، خوفاً من تكرار تلك الجريمة في بلدان أخرى مثل بولندا وتشيكسلوفاكيا وبلغاريا والخ. ففي ذلك الوقت كانت تعم بولندا حالة من العراك والاشتباك بين فتح والذين خرجوا عنها مثل فتح الانتفاضة وفتح المجلس الثوري، هذا الأخير كان له وجود قوي وفعال في بولندا. شخصياً وبما أنني في ذلك الوقت كنت من قادة الحركة الطلابية المحسوبين على معسكر الصقور المعارضين لفتح وسياساتها، خشيت أن يتم الاعتداء علي جسدياً من بعض الزعران. لكنني بالرغم من ذلك لم أتراجع عن موقفي قيد أنملة وبقيت مع رفاق آخرين أواصل النضال الطلابي لأجل فلسطين كل فلسطين.
المجد والخلود للشهيد الدكتور أبو أمل الخطيب والخزي والعار لقتلته ومن حماهم واحتضنهم من قبل وفيما بعد حصول الجريمة.
نضال حمد
8-1-2023