الرجوب شاهد ما شافش حاجة – احسان الجمل
كنا ننتظر توضيحا، او تصريحا، او موقفا، لا يبرر بشكل سخيف سبب سحب الطلب الفلسطيني بتعليق عضوية دولة الاحتلال في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا. بل ننتظر اعترافا صريحا وواقعيا ومنطقيا يحدد حيثات الفعل الفلسطيني، الذي الهب مشاعر الشارع، ودعمه، وتظاهر داخل قاعة الاجتماع وخارجها بدعم من متضامنين مع الشعب الفلسطيني.
لكنه لم يخذلنا في الانتظار، كما خذلنا في القرار، سارع الى ممارسة عذر اقبح من ذنب. ويا ليته تركنا في الانتظار، علنا نجد نحن له عذرا رأفة بمن خذلهم.
ولا اعرف كيف مارس الرجوب حساباته، وهل المدة التي ترشح بها الامير علي لم تكن كافية لاقناعه، بضرورة التصويت للشقيق، مهما كانت المبررات، وخاصة الاردني الذي له خصوصية معه، كونه يجمل الجنسية الاردنية، فيعتبر التصويت التزام وطني قبل ان يكون اخوي واخلاقي. ولكن الامم اخلاق ان ذهبت…..
والمعركة لم تكن حسابات ارقام في الترشيح، بل اثبات وجود، فرغم فارق الاصوات، ألا ان الامير علي اثبت وجوده كقامة قيادية مرموقة، يبنى على النتيجة التي حققها للمستقبل، ولو اضفنا اصوات العرب المفترض ان يكونوا في كفة الامير علي لضاق الفارق، وحفز الاخرون للالتحاق به. ولكن حسنا ما فعلوه، انهم مارسوا فعل الخيانة والتواطؤ دون اقنعة هذه المرة، مطبقين قول ان لم تستح، افعل ما شئت.
الرجوب هنا لم يكن موهوب، ولا مرعوب، بل كغيره مرتش، وبقناعة ذاتية كاملة، مع سبق الاصرار والتصميم، وكأنه يطبق هنا مقولة الشهيد القائد صلاح خلف ابو اياد( اخاف ان تصبح الخيانة، وجهة نظر)، ووقف الى جانب الفاسدين والمفسدين، من الامة العربية والمجتمع الدولي، ومرجعية الخيانة فيها قطر بامرائها وشيوخها وفاكهة الموز الذين اشتروا استضافة كأس العالم، من رأس الفساد الكروي بلاتر، هؤلاء الذين تولوا عملية الرشوة للرجوب لسحب طلب تعليق عضوية الاحتلال.
الرجوب لم يطلعنا حتى الان، عن سعر المقايضة، وما كسبته فلسطين، مقابل سحب الطلب، هل اخذ رياضيونا حريتهم في التنقل، هل حرم اعتقالهم باعتبارهم رموز عمل وطني، هل سنشهد طفرة رياضية مستقبلية بدعم مفتوح من بلاتر؟ وهل وهل وهل؟؟ عشرات الاسئلة ممكن ان تطرح على قوس محكمة الشعب،الذي عبر عن سخطه، وفجر غضبه على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام.
السؤال المتوجب، هل عاد الرجوب في قراره الى المرجعية القيادية، ام لم يكن لديه الوقت الكافي، امام حجم الرشوة، فمارس حرية مزاجه باتخاذ القرار؟. باعتبار ان سيول اللسان مغري امام المال القطري. ام كنت الشاهد الذي ما شافش حاجة؟
كان ما حصل بالامس، عينة لمستقبل المسار الفلسطيني، واختبار من الشعب للقادة لتعزيز الثقة بها، او سحبها. اذا كنا على مستوى منبررياضي، لا تتدخل السياسة به، لم نستطع ان نكمل خطوة، فما هو الحال غدا، مع المحاكم الدولية، التي تدخل فيها السياسات، وتمارس الضغوط بابشع صورها واساليبها، من بعد اليوم يستطيع اقناع الشارع الفلسطيني، ان هذه الطينة من القيادة ممكن ان تستمر في حمل الراية، وتذهب الى اخر المشوار!!! لقد زادوا الشارع احباطا على احباط.
جبريل الرجوب، افقدتنا الامل، بمستقبل واعد لفلسطين وشعبها، اذا كانت القيادة على شاكلتك، والقرارات المصيرية يتم التلاعب فيها كما حلي لك ان تلعب.
ولا تعتقدن ان ايام الصمت، والخجل امام الانتماء الفصائلي، ستجعلنا نغض الطرف، ونصفق لكم، ونبحث لكم عن الف تبرير وتبرير.
بالفم الملأن، نقول لكم، زمن الماضي ولى، وسنقود الاصلاح ضدكم، ولن نحاف لا من تهمة التجنح، ولا وقف الراتب، لان فلسطين والهم الوطني، اعلى واسمى من هذه التفصيليات. نحن نذرنا انفسنا، واقسمنا العهد والوعد، ان نكون من مدرسة العظماء وعلى رأسهم الخالد ياسر عرفات، الذي لم ترهبه كل التهديدات ولا الاغراءات في كامب ديفيد، ولا الحسابات الصبيانية الضيقة. وقال شهيدا شهيدا شهيدا، عل امثالك يتعظ، ولكن هناك فرق شاسع بين الثرى والثريا.
اذهب وابتسم، وارفع سيفا، ليس في وجه عدو غاصب، بل مذهب هدية الى راس فساد مثلك. وصافح عدوك،وطالب بحذف اغنية طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة والشارع، لانها من تراث الزمن الفلسطيني الجميل، وليس من تراث من باع التراث، ليصبح تراسا يصفق عند الاخرين.
لن اتفاجأ، اذا سمعت غدا انكم اقترحتم دوريا رياضيا مشتركا مع الاحتلال، تحت مسمى تعزيز ثقافة السلام، واي ثقافة تلك، التي اخذت المجتمع الاحتلالي الى اليمين المتطرف، ومجتمعنا الى الاحباط القاتل، الذي رسخ في عقول شبيبتنا، فليبتلعنا البحر، ولا نعش في ظل قيادة اصبحت كلها اسماك قرش في بحر شعبنا.
احسان الجمل
مدير المكتب الصحفي الفلسطيني