السيد نصر الله: نعمل على معادلة “الاعتداء على القدس يعني حرباً إقليمية”
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يُلقي كلمة في مناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة “المنار”، ويؤكد أن القدس المحتلة والمسجد الأقصى هما قضية الأمة كلها، ويتطرّق إلى الحرب الجائرة على اليمن، ويتحدّث عن الأوضاع الداخلية اللبنانية.
أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن المقاومة تعمل بجِد على أن “نصل إلى معادلة مفادها أن الاعتداء على القدس يعني حرباً إقليمية”، مشيراً إلى أن “أول الغيث في المعادلة الجديدة جاء من اليمن العزيز”.
وفي كلمة له في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة “المنار”، قال السيد نصر الله إن “من الواضح أن الفلسطينيين مصمّمون على حماية القدس، ويبقى على الأمة أن تدعمهم”، مشدّداً على أن “القدس والمسجد الأقصى هما قضية الأمة كلّها”.
وأشار إلى أننا “أمام عدوّ حاقد وأحمق ومأزوم، وقد يهرب إلى الأمام من مآزقه الداخلية”، لافتاً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال، المنتهي تكليفه، بنيامين نتنياهو “قد يذهب إلى أيّ خيار أحمق نتيجة أزمته، ويجب متابعة هذا الأمر”.
وتطرّق نصر الله إلى الحرب الجائرة على اليمن، وقال إنه “منذ اليوم الأول للعدوان السعودي على الشعب اليمني، آمنّا بقدرته على الصمود والانتصار”، مشيراً إلى أن ما يعانيه اللبنانيون اليوم “هو بعضُ ما يعانيه اليمنيون منذ سنوات، من أجل إجبارهم على التنازل”.
وأكد أننا”نشهد اليوم فشل العدوان السعودي الأميركي على اليمن”، مشدداً على أن “الولايات المتحدة تمارس الدجل والتضليل حين تقدّم نفسها كساعية لوقف الحرب على اليمن”.
السيد نصر الله: حزب الله ضد اللجوء إلى الانتخابات النيابية المبكّرة
وبشأن الأوضاع الداخلية اللبنانية، والحديث عن انتخابات نيابية مبكّرة في حال عدم تشكيل حكومة جديدة، أكد الأمين العام لحزب الله أنه “يجب أن تُجرى الانتخابات النيابية في موعدها مهما تكن الظروف”.
وأعلن السيد نصر الله أن الحزب ضد اللجوء إلى الانتخابات النيابية المبكّرة، موضحاً أنها “ليست حلاً، بل ملهاة ومضيعة للوقت”، داعياً القوى، التي تتحدّث عن انتخابات نيابية مبكّرة، إلى تأليف حكومة، ومشدّداً على أنه “يجب أن يضع المعنيون بتأليف الحكومة المشهدَ الإنساني أولاً قبل اعتباراتهم”.
وبشأن موضوع الانتخابات، أكد السيد نصر الله أن “حزب الله لم يخطر في باله أصلاً تأجيلُ الانتخابات النيابية، ولم يناقش ذلك مع حلفائه”.
وقال إنه يؤيّد “مواصلة السعي لتأليف الحكومة، وعدم اليأس.. ونحن نساعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مبادرته”، مشيراً إلى أنه “يجب أن يسمع المعنيون بتأليف الحكومة أوجاعَ الناس، وأن يشاهدوا القلق في عيونهم”.
واعتبر السيد نصر الله أن اتهام حزب الله بأنه السببُ في الأزمة، وتجاهُلَ الأسباب الحقيقية، هما “خطاب أميركي إسرائيلي”.
ولفت إلى أن “الأداء الرسمي الحالي ضعيف في مختلف الملفات، على وقع انتظار تأليف الحكومة”، داعياً إلى “معالجة هذا الأداء الرسمي الضعيف، ولاسيما أن أزمة تأليف الحكومة طالت، وقد تطول”.
المحتكرون يحتكرون الدواء والمواد الغذائية
وكشف أن معلومات حزب الله تفيد بأن “الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء، وكذلك المواد الغذائية”، وأن “المحتكرين يسرحون ويمرحون ويحظَون بالتغطية السياسية”.
ودان المحتكرين، وقال إن “المحتكرين اليوم في لبنان خونة وقتلة وفجار”، معلناً أن “حزب الله يعرض تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن “الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي”، منوهاً إلى أن “تأليف حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي لمواجهة أعراض الأزمة، ووضع البلد على طريق الحل”.
وتسائل إن كان أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة “هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية؟”، لافتاً إلى أن “إقرار البطاقة التمويلية في مجلس النواب يساعد على تخفيف معاناة الناس”.
أما عن أزمة المحروقات التي يعاني منها لبنان، قال السيد نصر الله إن “معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة ولكنها تحتاج قراراً سياسياً جريئاً”، مؤكداً أن “العرض الإيراني لإرسال المحروقات إلى لبنان وبالعملة اللبنانية ما زال قائماً”.
وكشف أنه عندما ييأس حزب الله من من تحمل الدولة مسؤوليتها “فإن حزب الله سيشتري بواخر محروقات، وسيدخلها إلى الشعب اللبناني عبر مرفأ بيروت”، موضحاً أنه ” يجب العمل على تخفيف المعاناة وسنقوم بإجراءات تتحدث عن نفسها”.
وبشأن القلق الذي عبّر عنه محبّو السيد نصر الله بعد خطابه الأخير في 25 أيار/مايو الماضي، وبدا خلاله متوعكاً صحياً، قال “أعتزّ بمحبة المحبّين وأطمئنهم إلى أنني معهم وبينهم، وسنواصل الطريق معاً إن شاء الله”، مؤكداً أنه ما زال يحلم، ولديه أمل في “أننا سنصلّي معاً في المسجد الأقصى”.