السيّد حسن نصر الله: سنُقاتل بلا أسقف وضوابط حال فُرضت علينا الحرب
السيد نصر الله: اقتحام الجليل لا يزال حاضراً.. ولا مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا الدقيقة
وأكّد أنّ “هذه أعظم معركة تخوضها الأمة منذ 1948 ولها أفق واضح ومشرق وستغيّر وجه المنطقة وستصنع مستقبلها”.
الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يردّ على تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع الحرب على لبنان، ويتطرّق إلى إنجازات المقاومة الميدانية دعماً لقطاع غزة، وإلى ما تحضّره من مفاجآت للاحتلال.
بعث الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله برسائل واضحة إلى قيادة الاحتلال و”جيشه”، وأكد أنّ التهديد بتوسيع الحرب على مدى 8 أشهر “لا يخيفنا”، لافتاً إلى أنّ “العدو يعلم وسيده الأميركي، أنّ شنّ الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم”.
وخلال الاحتفال التأبيني الذي يُقام تكريماً للشهيد القائد طالب عبد الله “أبو طالب” ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد أنّ المقاومة حضّرت نفسها “لأسوأ الأيام، والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعاً”.
وقال إنّ كيان الاحتلال يعلم أنه لن يبقى مكاناً في الكيان سالمًا من صواريخ المقاومة ومُسيّراتها الدقيقة، التي لن تقصف أهدافها “بشكل عشوائي”.
وتوجّه إلى من يهوّل على لبنان بالقول: “إنّ أميركا خائفة على كيان العدو، وعلى العدو أن يخاف أيضاً، أمّا نحن، فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزة، وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات، ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا”، مؤكّداً أنّ “الحل بسيط، وهو وقف الحرب على قطاع غزة”.
البحر الأبيض المتوسط تحت النار
وأكد السيد نصر الله أنّ الاحتلال يعرف، أنّ ما ينتظره أيضاً في البحر المتوسط “كبير جداً”، إذ إنّ “كل سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف”.
وتوجّه إلى الاحتلال بشكل واضح: “عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً، وإذا فرضت الحرب، فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف”، وهي “لديها بنك أهداف كامل وحقيقي ولديها القدرة على الوصول إلى كل الأهداف مما يزعزع أسس الكيان”.
كما لفت إلى أنّ الاحتلال يعلم أنّه ليس قادراً على الدفاع عن كيانه، “والدليل عملية الوعد الصادق من جانب الجمهورية الإسلامية في إيران” التي وصلت صواريخها ومسيّراتها إلى الكيان “رغم الدعم الدولي”، وعليه، “كيف سيكون حاله إذا كانت المعركة مع المقاومة على بُعد كيلومترات”، وفق السيد نصر الله.
وأوضح أنّ “ما يقوله العدو ويأتي به الوسطاء من تهديد وتحذير، وما يقال إعلامياً عن حرب، لا يخيفنا ويجب ألّا يخيفنا”.
كذلك، حرص السيد نصر الله على تحذير الحكومة القبرصية من أنّ تفتح مطاراتها وقواعدها لـ”إسرائيل” لاستهداف لبنان، لأن ذلك يعني رسمياً “أنها أصبحت جزءاً من الحرب”.
الجبهة اللبنانية وتأثيرها
وفي السياق، أكّد السيد نصر الله أنّ (المعركة في جبهتها اللبنانية قامت بدور كبير جداً، وتلحق الخسائر المادية والمعنوية والنفسية بالعدو “الإسرائيلي”).
وأضاف أنّ “من أوضح الأدلة على قوة تأثير جبهة لبنان، هو الصراخ الذي يُسمع من قادة العدو ومستوطنيه، فلو كان الذي يجري أمراً عادياً، لماذا السعي إلى إيقافها؟ ولماذا الصراخ والتهويل والعويل والتهديد؟”.
وفي هذا السياق، أشار السيد نصر الله إلى “عمل ماكينة إعلامية ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبية وجبهات الإسناد، منذ بداية المعركة في جبهة لبنان لإسناد غزة”.
ونقل قادة الاحتلال قولهم إنّ “جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جندي في قوات الجيش، وعدة فرق، ولولاها لكانت قد توفّرت القوات الكافية لهزيمة غزة”.
وأوضح السيد نصر الله أنّ “جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة، وجزء منها قوات نخبة، لأنّ هناك خوفاً لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل، الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطوّر المواجهة”.
وبيّن أنّ “الاحتلال يُخفي خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط”، ولكنه “لم يستطع أن يخفي عدد الذين أخلوا المستوطنات”، إذ “بلغ عدد المستعمرات التي جرى إخلاؤها 42 مستعمرة، فيما هناك مستعمرات تعطّلت الحياة فيها”.
وتابع أنّ جبهة لبنان، وإلى جانب استنزافها للاحتلال، فإنها “هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين، إضافةً إلى تكبيدها إياه خسائر اقتصادية وسياحية، حتى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمالي فلسطين المحتلة”.
وأكّد أنّ “هذه أعظم معركة تخوضها الأمة منذ 1948 ولها أفق واضح ومشرق وستغيّر وجه المنطقة وستصنع مستقبلها”.
كما أكّد “صلابة موقف المقاومة والاستعداد لمواصلة هذا الموقف التاريخي الإنساني الأخلاقي حتى النصر” .
ما بعد حيفا
وعليه، أكّد السيد نصر الله أنّ المقاومة “مستمرة في ضرب مواقع العدو ضمن برنامج معيّن ومحدّد”.
وفي هذا السياق، علّق على إصدار فيديو “الهدهد” بالأمس، مشدداً على أنّ “لدى المقاومة كم كبير جداً من المعلومات”، إذ إنّ “إصدار الهدهد هو منتخب من ساعات طويلة فوق حيفا”.
وأردف: “لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا”.
ولفت إلى حديث البعض في كيان العدو عن أنّ “حزب الله لديه جواسيس في حيفا حصل من خلالها على المشاهد المصوّرة”، متسائلاً: “ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقاً حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة”.
وإذ أشار السيد نصر الله إلى امتلاك المقاومة للمعلومات، أوضح أنّ المقاومة “تملك بالتفصيل الممل المعلومات حول المواقع الأمامية، وتعرف تفاصيل كثيرة عنها. والعدو يعلم ذلك، وقام بإخلائها، ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها”.
وتابع: “العدو اضطر لإخلاء قواعده وذهب لإنشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال، ولم يحسب حساباً للمسيّرات”، مضيفاً: “هُدهدنا يأتينا بالمعلومات ونستهدف قواعده بالطيور الصافات”.
استراتيجية الإعماء
وفي هذا الإطار، أوضح السيد نصر الله أنّ “المقاومة اتّبعت استراتيجية إعماء العدو وصمّ آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد وغيرها”.
وبيّن أنّه “لا توجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على حدود لنبان وغزة، ولذلك عملت المقاومة في لبنان، خلال 4 أشهر، على إعماء العدو وإغلاق آذانه، وبات بمقدورها ضرب قاعدة ميرون ساعة تشاء”.
وأردف بالقول: “قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان، وطوّرنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة، ولدينا عدد كبير وفير من المُسيّرات لأننا نصنعها”.
وأوضح السيد نصر الله أنّ “العدو قام بمعركة بين الحروب في سوريا، وفشل فيها”، مؤكّداً أنّ “كل ما يجب أن يصل إلى لبنان وصل”.
ومن ناحية القدرات البشرية، أكّد السيد نصر الله أنّ لدى المقاومة “القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة، التي تجاوزت الـ100 ألف مقاتل بكثير”، وبات لديها في لبنان “فوق حاجة الجبهة، حتى في أسوأ ظروف الحرب” .
فشل استراتيجي لأكبر أسطولين في العالم
وفي إطار حديثه عن تعدّد الجبهات المساندة لغزة، أكّد السيد نصر الله أنّ “الضغط من جبهة لبنان والجبهات الأخرى والصمود الأسطوري في غزة، يؤثر على مسار المفاوضات، إذ إنّ الجبهات حاضرة فيها بقوة”.
كما شدّد على أنّ “صورة العدو العسكرية الأمنية الردعية، تنهار عند شعبه ومجتمعه والعالم، ويبدو جيشه مهزوماً منهاراً تعباً، ومنهكاً”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “العدو يتحدث، بعد 8 أشهر من المعركة، عن الفشل الأميركي والبريطاني في منع المجاهدين المقاومين اليمنيين عن حماية السُفن المُتجهة إلى الكيان، وهذا فشل استراتيجي لأكبر أسطولين في العالم”.
ولفت إلى أنّ “الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تكلّفتا بجبهة اليمن، التي أظهرت فشل واشنطن ولندن في وقف العمليات، وعجز العدو عن مواجهتها بسبب عدم قدرته على المواجهة في جبهات متعددة”.
مقاومة أسطورية في غزة
وفيما يتعلّق بمقاومة قطاع غزة، أكّد السيد نصر الله أنّ الاحتلال “عجز عن إنهاء معركة رفح المُحاصرة، وفشل أمام صمود المقاومة والقتال الأسطوري في غزة، على الرغم من استمرار القصف، ومشاركة عدة فرق من جيش الاحتلال في العملية”.
وأردف أنّ “العدو يزعم قضاءه على 20 كتيبة من حركة حماس، وأنّه بقي 4 كتائب في رفح يعمل للقضاء عليها، لكن ذلك كذبٌ يُظهر هشاشة العدو الذي يلهث لتقديم نصر وهمي لمستوطنيه”.
وأشار إلى أنّ “جيش العدو خرج، وقال إنّ المقاومة الفلسطينية استعادت عافيتها في كامل القطاع، ما أطاح برواية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو”.
وذكر أنّ “هناك خسائر هائلة لحقت بكيان العدو بشرياً واستراتيجياً، ولن يستطيع إخفاء الأمر في نهاية المطاف، إذ بات يوجد “8636 معوّقاً وفق إحصاءات رسمية، فكم عدد القتلى والجرحى؟”.
وقال السيد نصر الله في ختام كلمته عن غزة إننا “أمام حقيقة مهمة جداً تسطّرها غزة والضفة”.
“أبو طالب”.. الشهيد النموذج
وفي معرض الحديث عن سيرة الشهيد القائد طالب عبد الله “أبو طالب”، أشار السيد نصر الله إلى أنّ الشهيد أبو طالب “التحق بصفوف المقاومة من عمر الـ15 عاماً، وكان كغيره من القادة مجاهداً عادياً، وبدأ يتقدّم بشدّة، حيث تقلّد مناصب عديدة وهو في مقتبل العمر”.
وأضاف السيد نصر الله أنّ الشهيد أبو طالب “كان ضمن مجموعة من كوادر حزب الله التي دافعت عن أهالي البوسنة، والتي مكثت هناك لسنوات”.
وذكر أنّ الشهيد أبو طالب “كان معروفاً أيضاً بتديّنه وإيمانه وخلقه والعشرة الحسنة والتواضع”، وأنّه “كان كثير التفكير بآخرته ويعمل لها، فبشره في وجهه، وحزنه في قلبه، وكثير المعونة ومفيد جداً لأهله وشعبه ومقاومته”.
كما لفت إلى أنّ الشهيد القائد “كان معروفاً بُحسن الإدارة، وذا كفاءة عالية، حيث جمع العلم والعمل والتجربة والخبرة”، وأنّه “كان صاحب معنويات عالية حتى في أوقات الشدّة، وكان يستصغر الصعاب مهما كَبُرت ولا يستسلم أمامها”.
وبحسب السيد نصر الله، فإنّ الشهيد أبو طالب “هو بحق رجل الميدان والخطوط الأمامية حتى الشهادة، وأينما وُجد يملأ قلبك ثقة وطمأنينة ويقيناً بأنّ لديك جبلاً شامخاً تستند إليه، وتثق بتشخيصه وشجاعته وبالنصر الذي سيتحقّق على يديه”.
وأردف بالقول: “مسيرتنا تملك هذه القدرة على التحمّل، فلا تسقط لنا راية ولا يتسلل إلينا ضعف”.
وشدّد على أنّ “البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوة في تجربة المقاومة، وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة”، مضيفاً أنّ “هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز “.
المصدر: almayadeen.net