الشهيد أبو هنود
بقلم : نضال حمد
حقيقة لا يسعني القول سوى رحمة ألله على الشهيد أبو هنود والشهيدان حشايكة ويبقى الرد الموعود هو خير وفاء لأبي هنود.
أقول الرد لأن توازن الدم والرعب وحده يعيد العقل للرؤوس الصهيونية التي فقدت العقل والمنطق وأصبحت سائرة على غير هدى وغدت تشكل خطرا على مصير الشعوب في الشرق الأوسط..
هل يعقل الآن وبعد مجزرة خان يونس وعملية القتل في رفح وعملية اغتيال المناضل الفذ محمود أبو هنود ومساعداه أن يخرج أحد من أركان السلطة أو غيرها ليطالب حماس أو الأجنحة العسكرية الأخرى بالامتناع عن الرد والانتقام ..
هذا الكلام غير مقبول فلسطينيا ولا شعبيا ولا فصائليا، فالرد مطلوب والضرب بيد من حديد وبلا هوادة مطلب حثيث ويجب أن نعيد الاعتبار لنهج المقاومة والمواجهة. كما يجب نقل المواجهة إلى قلب الكيان الصهيوني وفي أكبر مدنه وقراه.
يجب أن نضرب نهج شارون- بيريز في الصميم .. فأكثر ما يخيف هؤلاء القتلة ليس التنديد والاستنكار والشجب، انما الرد في العمق الصهيوني، والضرب في مكمن الوجع وموضع الألم ..
كل أعراف الدنيا تكفل لشعبنا هذا الحق المقدس.. خاصة أن شارون ومذ أعلن وقف إطلاق النار وحتى اليوم قام بقتل واغتيال 159 فلسطينيا منهم 13 شهيدا خلال اليومين الأخيرين، ومن بين شهداء يوم أمس 6 أطفال، خمسة منهم من عائلة واحدة ..
أمام هذا الدم الفلسطيني المستباح يخرج بيريز ليبرر لشارون ما يفعله ويقول أن (إسرائيل) باغتيالها المناضلين الفلسطينيين أنما تدافع عن نفسها.. و نحن بدورنا نأمل أن يخرج قادة السلطة بتصريحات وبيانات تلائم المصاب، وتتخذ من الشعب سندا لها في موقفها الذي يجب أن يكون منحازا للشعب، وللنهج الذي اختارته انتفاضة هذا الشعب، وأن يطلقوا سراح المعتقلين السياسيين من مناضلي شعبنا، هؤلاء الذين ساهموا في الدفاع عن أرض فلسطين وشعب فلسطين.
للشهيد أبو هنود تجربة مريرة مع أجهزة أمن السلطة وفي سجونها فكلنا نذكر أيلول ( سبتمبر 2000 ) وبلدة عصيره الشمالية مسقط رأس الشهيد، حيث دارت هناك مواجهة غير متكافئة بين البطل المطارد أبو هنود وبين الوحدة الخاصة من جيش شارون والمعروفة بأسم ( وحدة الدوفدان). كان يومها الشهيد مختبئا في بيت في القرية المذكورة حين حاصرته الوحدة الخاصة، التي بأعجوبة وبقدرة قادر لم تستطع أسره، فبعزيمة أنسان مؤمن ومجاهد يحمل روحه على كفه استطاع هذا الشاب النحيل أن يقتل ثلاثة من الدوفدان وأن يخترق الحصار ويفر من المكان، ومن القرية، لتعتقله فيما بعد مخابرات السلطة الفلسطينية، وليحاكم بعدها من قبل أمن السلطة الفلسطينية، وليحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما بتهمة أولى :
تجنيد وتشكيل مجموعات مسلحة والحكم في الثانية 10 سنوات بتهمة :
الاحتفاظ بسلطة وقيادة عسكرية .
طبعا أثار هذا القرار حينها ردود فعل غاضبة وحالة من السخط والاستياء في صفوف شعبنا وقواه الحية ..
وقال حينها الشيخ (الشهيد فيما بعد) جمال سليم : ( أبو هنود لم يرتكب جرما بحق المصلحة الوطنية وأنما كان يقوم بالدفاع عن النفس وعن الحقوق والمقدسات، وهذا تكفله الدساتير والأعراف الدولية ).
فيما قالت عائلة أبو هنود أن على السلطة تكريم أبنها لا تجريمه وسجنه .
وقالت جموع شعبنا أن أبو هنود شفى قليلا من غيظ هذا الشعب وأنتقم لمقتل المهندس يحيى عياش وغيره من أبناء فلسطين، لذا على السلطة حمايته لا سجنه ومحاكمته .
ولا نريد أن نعيد للأذهان المحاكمات الصورية والسريعة والتي تتم ليلا وليس نهارا وهذا بحد ذاته مخالفا للقوانين المتعامل بها.
بصراحة نقول أن اغتيال أبو هنود لم يكن أول اغتيال ولن يكون الأخير في حملة الدم والموت والتصفيات التي بدأت ولن تتوقف لأن للصهاينة أهدافهم وهي: تدمير وتصفية البنية الكادرية لكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني.
المطلوب من السلطة ( اذا كانت حريصة على فلسطين) والفصائل الوقوف في خندق واحد وهو خندق الانتفاضة والمصلحة الوطنية العليا، وكذلك ردم الهوة التي أحدثتها الأعتقالات التي تمت مؤخرا بحق قادة وكوادر وأعضاء من الجبهة الشعبية وحركة الجهاد على خلفية مقاومة الأحتلال والقيام بأعمال قالت السلطة أنها تضر بالمصلحة الوطنية ..
نقول ونعلن بكل صراحة أن أكبر ضرر يلحق بالمصلحة الوطنية العليا هو استمرار سياسة الاعتقال وغياب المراقبة والمحاسبة داخل أجهزة السلطة .. وبكل وضوح نؤكد أن الأخطر هو ما تسربه أجهزة السلطة من أخبار تشكك بنزاهة ووطنية بعض المناضلين كما حصل مع الجناح العسكري للجبهة الشعبية بعد العملية البطولية التي أدت لمصرع الإرهابي زئيفي.
الواجب والعدل والأنصاف كانوا على المحك لو لم تقم الجبهة الشعبية بالأنتقام لقائدها الراحل الشهيد أبو علي مصطفى ولشهداء شعبنا. حسنا فعلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحسنا سوف تفعل المقاومة ساعة يأتي الرد الصاعق على مذبحة خان يونس وعلى اغتيال البطل أبو هنود ومساعداه.
1-12-2001