الشهيد صالح عمر البرغوثي منفذ عملية عوفرا – نضال حمد
، استطاع هذا الشاب الفلسطيني ابن قرية كوبر الواقعة قرب رام الله تنفيذ عملية فدائية ناجحة بكل المقاييس. حيث اقتحم مستوطنة عوفرا الحصينة ونفذ عمليته المميزة، التي أسفرت عن جرح 12 جنديا ومستوطنا صهيونيا جراح بعضهم بالغة الخطورة. وكانت مصادر اعلامية صهيونية أكدت إصابة النائب العام العسكري في الجيش الصهيوني بجراح بالغة الصعوبة في العملية.
من هنا نفهم الهستيريا الصهيونية لأن العملية صفعة قوية وجديدة بعد صفعة عملية غزة الاستخبارية الفاشلة. فالعملية داست كبرياء الصهاينة وجيشهم وفضحت ضعفهم. فيما أبرزت قوة المقاومة الفلسطينية وحتمية تصعيد العمل الفلسطيني المقاوم في الضفة الغربية المحتلة والمستباحة.
منذ اللحظات الأولى للعملية فقد الصهاينة صوابهم وأعلنوها حربا شعواء على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة. فاجتاحوا رام الله وقراها وبالذات قرية كوبر، مسقط رأس الشهيد صالح، حيث من المعروف أيضاً نها قرية الفدائيين والمناضلين. فهناك تعيش عائلة البرغوثي، مصنع المقاومين والمناضلين، منهم الأسرى الأبطال نائل وفخري ومروان وعمر البرغوثي الى الشهيد صالح ابن الأسير عمر.
قوات مؤللة وكبيرة ووحدات خاصة ومستعربين وكلاب بوليسية ودبابات وآليات ومجنزرات وعربات صهيونية حاصرت وهاجمت البلدة بحثا عن الشاب صالح البرغوثي وعن آخرين تعتقد قوات الاحتلال الصهيوني أنهم يقفون مع عمر خلف عملية عوفرا. و يقال أن القوة المستعربة من الصهاينة استطاعت رصد الشهيد صالح واغتياله قرب قرية سردا.
دخلوا قرية كوبر واحتجزوا ثمانين شخصا من عائلة البرغوثي في منزل الشخصية الوطنية المحترمة، الأسير المحرر أبو عاطف البرغوثي. وعاثوا خرابا في المنازل التي اقتحموها وقاموا باعتقال العشرات واستجوابهم. ولم يكن دخولهم البلدة مفروشا بالورود كما تفعل أجهزة التنسيق الأمني الفلسطينية السلطوية، التي تختفي من الشوارع وتغلق على نفسها الأبواب والنوافذ في مقراتها حين يتوغل الاحتلال في البلدات الفلسطينية. بل قاومهم أهل كوبر وشبابها وصباياها ونساؤها ورجالها.
القوات الصهيونية التي اجتاحت واستباحت رام الله ومحيطها عاثت أيضا خرابا وارهابا في مؤسسات ووزرات تابعة للسلطة الفلسطينية. واقتحمت مقر وكالة وفا الفلسطينية للأنباء. وشبحت وتمخترت واستباحت شوارع وأمكنة عديدة في المدينة، دون أن يقوم أي رجل أمن أو شرطي فلسطيني بالخروج الى الشوارع. فهؤلاء المنسقون الأمنيون يختفون حين يدخل الاحتلال ويعيث بمدننا وقرانا، لكننا نراهم عناتر وأسود ضد المتظاهرين والمعتقلين من النشطاء الفلسطينيين، ولا يتوانون عن استخدام اسلحتهم، التي من المفترض أنها وجدت لحماية الشعب الفلسطيني لا لحماية الاحتلال الصهويني والمستوطنين.
المضحك المبكي ليلة الأمس كانت تصريحات قرأتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منقولة على لسان عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة وعضو اللجنة المركزية لفتح جاء فيها : ( عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ل “صوت فلسطين” قبل قليل تعقيبا على اقتحام قوات الاحتلال (الإسرائيلي) رام الله:
صبرنا بدأ بالنفاذ، والأجهزة الأمنية تنتظر أوامر القائد العام أبومازن لردع الاحتلال ووقف تجاوزاته.).
عندما قرأت الخبر قلت أن الصهاينة لن يناموا الليلة فعزام امتشق الحسام والقرار سيصدر عن القائد العام.
في الفيسبوك كذلك وجدت تصريحا لأوسلوي آخر، لأبن عطالله عطالله – أبو الزعيم – مسؤول الأمن العسكري لفتح في بيروت حتى الخروج منها سنة 1982 وهو شخص سيء الذكر والسيرة، يعرفه كل من عاش تجربة الثورة الفلسطينية في لبنان والفاكهاني. وهو أيضا المسؤول عن اختطاف القائد السعودي العروبي المعارض ناصر السعيد من بيروت وتسليمه لسفارة آل سعود مقابل ملايين الدولارات.
اللواء حازم عطالله (ابن هذا الشيء الذي يدعى أبو الزعيم)، وهو من قادة الشرطة الفلسطينية والتنسيق الأمني مع الاحتلال. قال في تصريحات قبل أيام قليلة من العملية، والتصريحات كانت لراديو الجيش الصهيوني “جالي تساهل“:
( تواجد الجيش “الإسرائيلى” في محافظة رام الله تم بالتنسيق معنا ودخولهم لداخل المدن يتم ضمن إتفاقيات موقعة بيننا وبينهم، ويخدم المصلحة العامة بين الجانبين.
سنعمل على توفير الأمن ولن ندخر جهداً في كشف منفذ العملية وتسليمه إلى الجانب “الإسرائيلى” لتجنب الصدامات. ).
هذا التصريح لاذاعة الجيش الصهيوني حصل يوم الخامس من الشهر الجاري. ويدل على مدى التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني. وعلى مدى كذب ونفاق عزام الأحمد حين يتطاوس ويتعنتر ويدعي أن الاجهزة الامنية الفلسطينية ستقاوم القوات الصهيونية في رام الله وأنها تنتظر قرار “القائد العام” أي رئيس السلطة أبو مازن.
بما أن قادة السلطة يتبارون في التصريحات وتوجيه الرسائل “للاسرائيلييين” أشرك هنا ثلاث تصريحات على السواء لرئيس السلطة عباس وللرجوب والضميري.
قال محمود عباس قبل أيام : ” لا نؤمن بالسلاح ولا بالصواريخ وعزيت السيد نتنياهو بقتلى إسرائيليين“.
الرجل واضح منذ جاءت به أوسلو وسَلَطَتهُ على رؤوس الفلسطنييين. هو ضد استخدام اي سلاح وضد اية مقاومة ومع الحياة تجارب سلمية ومفاوضات. ولا يخجل من المشاركة في احزان الصهاينة وتشييع موتاهم وقتلاهم، وسبق له وأسس لجنة من قيادات الصف الأول في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح اسمها لجنة التواصل مع المجتمع الصهيوني، يرأسها محمد المدني عضو اللجنة المركزية لفتح. هؤلاء يشاركون بانتظام في جنازات القتلى والضباط الصهاينة، مثلما يشاركون في مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الصهيوني. لكنهم لا يجرئون على المشاركة في جنازة أي مقاوم فلسطيني.
التصريح الثاني لجبريل الرجوب خص به اذاعة “كان” الصهيونية : ” ندين ونستنكر عملية عوفرا وأبلغنا (الإسرائيلين) أنه لا علم لنا بالعملية وسنعمل لفرض الهدوء في مدن الضفة الغربية“.
جبريل الرجوب معروف بتصريحاته الفجة والتي يخجل منها أي فلسطيني. وهو أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح. ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ويعتقد أن الشعب الفلسطيني فريق كورة يقوده كما يريد.
ضمن تسابق التصريحات بين أهل سلطة أوسلوستان قال الناطق بإسم قوات الأمن الفلسطيني اللواء عدنان الضميري:
” الأجهزة الأمنية ستعمل بكل طاقتها لكشف المتورطين في عملية إطلاق النار في عوفرا، ولن تسمح لبعض المأجورين بتخريب الجهود السياسية التي يقوم بها سيادة الرئيس محمود عباس مع الجانب (الإسرائيلي) والعالم”.
يصف أبطال وشهداء شعبنا من المقاومين ” بالمأجورين “، الذين بحسب ادعاءاته يخربون على عباس تفاهماته مع الجانب الصهيوني.
ليس هناك خسة وانحطاط وقذارة سياسية مثلما هي خسة وانحطاط وقذارة قادة السلطة الفلسطينية، الذين ماعادوا يخجلون من أي كلام يقولونه بحق شعبنا ومقاومتنا وشهدائنا وتضحياتنا. فبينما يستشهد صالح البرغوثي في المواجهة ويقبع والده عمر البرغوثي في سجن الصهاينة وكذلك أقاربه ومنهم عميد الاسرى نائل البرغوثي 39 سنة في الأسر، وفخري البرغوثي والمناضل والقائد الفتحاوي المغدور مروان البرغوثي. بينما هؤلاء الشرفاء في الأسر والزنازين نجد زبانية أوسلو والتنسيق الأمني ينعمون بكل الملذات على حساب قضيتنا وشعبنا ومستقبلنا. لكننا نقول لهم أن مستقبل فلسطين وشعبها وقضيتها موجود مع الشهداء باسل الأعرج و أحمد جرار ومهند وعليان وصالح البرغوثي. ومع الشهيدات دلال المغربي، وآيات الأخرس وهنادي جرادات وأشرقت فلسطين وكل شهداء وشهيدات ثورتنا ومقاومتنا. وبالتأكيد لا ولن يكون له وجود مع سلطة العار في أوسلوستان.
نضال حمد 13-12-2018
ملاحظة : بعد الانتهاء من كتابة هذه المقالة قرأت خبرا عاجلا في الفيسبوك يقول :
نقلا عن 0404 العبرية:
قوات خاصه بزي مدني من وحدة اليمام والمستعربين استطاعوا اغتيال منفذ عملية بركان اشرف نعالوة في منطقة عسكر في مدينة نابلس قبل قليل
صورة الشهيد اشرف نعالوة