الشهيد عامر محمد علي اليوسف – عامر نورا – نضال حمد
الشهيد الصفصافي عامر محمد علي اليوسف استشهد بمعارك مغدوشه سنة ١٩٨٧.
استشهد والده في عملية فدائية بمستعمرة المنارة في حرب تشرين أول – أكتوبر 1973 هو والشهيدان علي سليم ايوب ومحمود محمد زبيدات من أبطال مخيم عين الحلوة.
استشهدت والدته سنة 1985 في أول قصف مدفعي، وفي أول قذيفة مدفعية أطلقتها عصابات الارهابي العميل سمير جعجع على حي الصفصاف في مخيم عين الحلوة.
يوم أصيب عامر نورا بجراح في عملية اقتحام بلدة مغدوشة سنة 1987 عير تسلق التلال وعبور الأحراش الكثيفة، كان برفقته الشهيد فيما بعد وليد حوراني، الذي تمكن من سحب وحمل رفيقه عامر من الأعلى الى أسفل التلال، ومن خلال الانسحاب عبرالأحراش، حيث في نهاية المطاف وصل الى الطريق العام، ووجد سيارة وضع فيها صديقه عامر، لكن الأخير في ذلك الوقت وفي تلك الاثناء كان نزف طويلا وكثيراً مما أدى الى استشهاده.
في معرض حديث لإخوته ولرفاقه عن إصابة الشهيد عامر ذكر الشهيد فيما بعد وليد حوراني في معرض حديثه عن إصابة عامر، أن الأخير كان يقول له لا أريد الموت الآن، وطلب منه أن يحاول نقله بسرعة. حاول وليد بكل ما يستطيع وبكل قواه وسرعته وتحت الرصاص والقصف أن يصل بأسرع وقت الى مكان فيه سيارة للتوجه مع صديقه الى أقرب مستشفى. لكن المسألة لم تكن سهلة وأمنيات الشهيد عامر الذي كان يريد مواصلة القتال لأجل شعبه وقضيته وثورته ومخيمه. للأسف لم تتحقق فاستشهد عامر متأثراً بجراحه وبالنزيف الحاد الذي سببته الجراح، ليلتحق بوالديه الشهيدين. وبكوكبة من شهداء الصفصاف ومن شهداء مخيم عين الحلوة.
كانت هناك علاقة أخوية كبيرة ووطيدة تربك وتجمع ما بين الشهيدين عامر محمد علي اليوسف – عامر نورا- وطارق حمد. كما هي علاقة الشهيدين وليد حوراني وعامر نورا. تعاهدوا كلهم على الدفاع عن مخيمهم عين الحلوة وعن شعبهم وقضيتهم ووجودهم ومصيرهم. فتصدوا للمعتدين على المخيم من كل الأشكال والألوان.
استشهد عامر في اقتحام مغدوشة سنة 1987 ثم لحقه بعد سنوات الشهيدان وليد حوراني وطارق حمد اللذان قضيا اغتيالاً في مخيم عين الحلوة. في ذلك الوقت أنهكت الاغتيالات والاستباحات الأمنية والاشتباكات الجانبية مخيم الشهيد ناجي العلي، فأودت بحيوات المئات من الناس. ولأنني على يقين بأن لا شيء يأتي بالصدفة فإن كل ما جرى لمخيم عين الحلوة كان انعكاسا لهزيمة منظمة التحرير الفلسطينية في غزو لبنان 1982. ولعجزها عن مواجهة العدوان منذ بدايته، إذ تقاعست عن ذلك بسبب رهانها على الغرب والأوروبيين والأمريكان والرجعيات العربية وعلى المشاريع السلمية – الاستسلامية. فوصل جيش الغزو الصهيوني بسرعة البرق الى صور والنبطية وصيدا والساحل وطريق بيروت، حاصرمخيم الرشيدية ومخيم برج الشمالي وقلعة الشقيف ومخيم عين الحلوة. ثم واصل وتابع اندفاعه نحو بيروت. بدأت المقاومة الفعلية بالظهور حين أحست قيادة المنظمة المتنفذة بالخازوق الشاروني، فأمرت قواتها بالقتال، بعدما كانت أمرت جنرالها الحاج اسماعيل وأعوانه بالانسحاب أي الفرار من صيدا. بعد ذلك صمدت بيروت المحاصرة طيلة 88 يوماً انتهت بالانسحاب من العاصمة اللبنانية لتحدث بعد ذلك مجازر صبرا وشاتيلا حيث تركت المخيمات عرضة لكل شيء.
ما حصل من خراب ودمار في المخيمات بعد 1982 وبالذات في عين الحلوة كان انعكاسا طبيعياً للهزيمة وللخسارة وكنتيجة منطقية للتغلغل الصهيوني في مجتمعنا وأمتنا. وضعف الثورة الفلسطينية ودخولها مجبرة في معارك جانبية شجع بعض الحركات الطائفية اللبنانية على مهاجمة المخيمات وارتكاب مجازر جديدة فيها، وحصارها وقصفها وتجويعها ودمارها.
عامر محمد علي اليوسف – عامر نورا – وكل شهداء الدفاع عن المخيمات الفلسطينية سوف يبقون رموزا حية في ضمائر شعبنا وأمتنا وعلى طريق العودة والتحرير. فهم الذي أنقذوا مخيم عين الحلوة من مجازر على غرار مجازر صبرا وشاتيلا 1982. طما أنهم هم الذين أذلوا أعداء المخيمات آنذاك ولقنوهم دروساً في التضحية والفداء والنصر العسكري بالرغم من تفوق المعتدين.
المجد والخلود للشهداء ونحن على العهد أوفياء.
نضال حمد في السادس من أيار – مايو 2021