الشيخ أحمد ياسين يستشهد شامخا
نضال حمد
أقدمت طيور الظلام المعدنية الصهيونية المفبركة والمصنعة أمريكيا، المدفوعة والممولة من أموال دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي، صباح اليوم الثاني من ربيع العام الحالي بعملية قصف مدبرة استهدفت اغتيال الشيخ أحمد ياسين واخوانه من أبناء شعبنا الفلسطيني المعطاء. حيث صبت الأباتشي جم صواريخها على الشيخ أحمد ياسين المقعد و العاجز جسديا، الذي يتحرك على عربة للمقعدين.
كان الاحتلال الصهيوني يعرف أن لأحمد ياسين مكانته الكبيرة في صفوف الشعب الفلسطيني لأنه شيخ المقاومة وشيخ حماس وشيخ المجاهدين في فلسطين أي شيخ الجهاد والاستشهاد، وأن اغتياله سوف يكون بمثابة اعتداء كبير وصارخ على الشعب الفلسطيني برمته من كل طوائفه وفصائله الوطنية والإسلامية، وأن مثل هذه الخطوة سوف تكون حماقة كبيرة وغباء سياسي يقدم عليه أغبياء ومغرورون يعملون في السياسة، وهذا واقع حال حكومة شارون العنصرية. عندما يستهدفون شخصية كالشيخ ياسين فهم يعرفون أن الرد على هذه الجريمة سوف يكون شاملا وكاملا وعارما وشديدا وغاضبا و كبيرا جدا بحجم المصاب وبحجم الاعتداء وبحجم الجريمة. لذا ففتح الباب ليس كما اغلاقه..
استهداف الشيخ احمد ياسين يعتبر من أهم حلقات الخطة العسكرية الصهيونية التي تستهدف ضرب المقاومة الفلسطينية وتركيع الشعب الفلسطيني لكي يتخلى عن حقوقه الوطنية العادلة. وتعتبر بمثابة النعي المباشر والطويل المدى لأي احتمالات لهدنة قادمة أو هدوء في الوضع. لأنها بكل بساطة دفنت الأمل في احتمال صعود خيار التهدئة. نهج الحكومة الصهيونية المتعطشة للدماء ليس جديدا لكنه انتقائيا لدرجة كبيرة سوف تجعل المنطقة تعيش بانتظار ساعات وأيام قادمة لا بد ان تصبغ باللون الأحمر، لون الدماء التي سوف تسيل على الجانبين. وهنا لا يوجد ما يجعل رد المقاومة الفلسطينية غير الذي يتوقعه العدو بل من الأفضل أن يكون أقوى مما هو متوقع. الرد لا بد ان يكون ردا عمليا فعالا مؤثرا وموجعا ومدويا يستهدف صانعي القرار أو منفذوه في كيان الإرهاب الصهيوني الدخيل. والرد يجب أن يكون قاسيا جدا يجعل من قوته رسالة تقنع شارون ومن معه من العنصريين الذين يحكمون الكيان الصهيوني يفهمون أن هذه الحرب لن تتوقف وأن المقاومة مستمرة مهما خسرت ومهما كانت الضربات مؤلمة، فقبل الشيخ ياسين اغتالت (إسرائيل) عشرات القادة الفلسطينيين من أبناء الحركة الوطنية والفصائل الإسلامية الفلسطينية، لكنها فشلت في اغتيال الروح الجهادية والكفاحية والنضالية لشعب فلسطين، لمقاتليه ولكوادره وقادته.
استهداف الشيخ احمد ياسين الذي يعرف القاصي والداني وضعه الصحي وحالته الجسدية، حيث أن الرجل كان يتصرف ويتحرك بشكل عادي تقريبا بدون احترازات وإجراءات أمنية صارمة، لأنه كان يعرف أن لكل حرب قوانينها وأن قانون حرب الشعب الفلسطينية مع الاحتلال هو قانون العطاء والتضحية والشهادة، لذا استشهد اليوم زعيم حماس وقائدها ومؤسسها بغارة صهيونية، لكن استشهاده لا بد أن يضع المنطقة كلها على شفير التصعيد الخطير واللهب القدسي فلسطينياً، حيث الخسارة الفلسطينية كبيرة والمصاب كبير جدا.
المقاومة الفلسطينية المسلحة بإرادة شعب فلسطين التي لا تتكسر ولا تنحني لأية عواصف سوف ترد وتكون بمستوى الحدث، وسوف تجعل شوارع مستوطنات الذين وقعوا على اغتيال الشيخ ياسين تدفع ويدفعون معها الثمن غاليا جدا. كما وسوف يندمون على فعلتهم الشنيعة. وسوف تجعل ألسنة الخرسان من الإدارة الأمريكية ومعظم الاتحاد الأوروبي تنطق. لأن هذه الألسن لا تنطق بالحق وتنطق فقط عندما تكون الضحية يهودية، لكن الضحايا الفلسطينيين بالعشرات يوميا لا تهمهم كثيرا. فهل نحن بحاجة لتذكيرهم وتذكير العالم ودوله بأن عدد الشهداء الفلسطينيين وصل منذ بداية هذا الشهر (آذار – مارس ) الى حوالي الثمانين شهيدا إضافة لمئات الجرحى؟ هذا العالم منافق بسياسييه وقادته العجزة الذي يرضخون لإدارة مريضة وفاسدة وعنصرية مثلما هي إدارة بوش.
الشعب الفلسطيني مطالب بالوحدة الوطنية وتعزيزها والعمل بعقل وحكمة وتوازن من أجل رص الصفوف وتصعيد العمل المقاوم والزام السلطة الفلسطينية بوقف أي لقاءات مع شارون وحكومته الدموية لأنه لا فائدة من تلك اللقاءات والمستفيد الوحيد منها سيكون الجانب الصهيوني، الذي يعتبرها مكافأة له على جرائمه. يجب أن تتوقف التصريحات واللقاءات شاء من شاء وأبى من أبى.
القضية أصبحت أكثر وأكبر من مجرد اغتيال شخص عادي فإغتيال الشيخ ياسين ينقل المعركة والصراع الى مستويات عالية جدا وقد يكون مقدمة لطرد أو تصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. لأن الذي يغتال الشيخ أحمد ياسين بالرغم من مكانته ووضعه يمكنه اغتيال الرئيس ياسر عرفات.
لقد شاهدنا اليوم كيف خرجت فلسطين كلها لتشارك في تشييع قائد حماس وشيخ المقاومة واخوانه الشهداء، هذا التشييع المهيب الذي يعتبر استفتاءا شعبيا على طريق المقاومة وحجتها القوية يعتبر رسالة واضحة من شعب فلسطين لشارون وحكومته، ولبوش وادارته، ولكل العالم بأن نهج المقاومة سوف يستمر وبأن القضية الفلسطينية ليست قضية أشخاص أو فصائل معينة بل هي قضية شعب وحقوق ووطن.
المصاب الفلسطيني كبير لذا فإن الرد الفلسطيني يجب أن يكون بحجم المصاب وبقوة الجريمة النكراء.. فبحور الجماهير المشيعة تنادي بحياة المقاومة والوحدة والسرعة في الرد.
الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
نضال حمد
2004 / 3 / 23