الصفقة والفصائل وراية “السيد الرئيس”! – عبداللطيف مهنا
وفي هذه المرة أيضاً ظل أبو مازن هو أبو مازن الذي كان وحتى يلاقي وجه ربه.. كنا قلناها إبان همروجة زمجرته الغاضبة المتوعّدة إثر اعلان صفقة ترامب التي عقدها مع نتنياهو.
لم يعجب ما قلناه سحيجته ومعشر الحدَّائين بأن ما بعد الصفقة ليس ماقبلها، لم تطل الدربكة ونفَّس كبير مفاوضيه وصاحب مقولة المفاوضات حياة بالون الغضبة، فصدح في أوج عاصفتها بأن تنفيذ مقررات المجلسين المركزي والوطني يحتاج “تفاهماً مع الإقليم”.
ثم فقأ صاحب الغضبة بنفسه بالونها في حضرة جامعة أبو الغيط حين استحضر في خطابه ذات ثوابته سيئة الصيت إياها ولم يحد عنها قيد أُنملة، وعاد إلى مقاطعته وقد ضيَّع بالون غضبته في الطريق وليخبر رَبْع ما بعد الصفقة وليس ما قبلها، الذين في انتظار أوبته من غزوته بهذا الذي سيضبطون من الآن فصاعداً إيقاع سحجتهم عليه فيما بعدها..
قال: لا يوجد الآن علاقات مع “إسرائيل”، “إلا للأغراض التي يبيعوننا إياها، والتنسيق الأمني”، وعاد لمعزوفة وعيده إياه حين أكمل: ” وسنوقفه (التنسيق الأمني) إذا ما استمروا في هذا الخط”، ويقصد تنفيذ الصفقة التي بدأت في التنفيذ بنقل السفارة وما تبقَّى ولم ينفَّذ كان من نصيب احتفالية اعلانها!
ولا علاقات مع الأمريكان، فالمقاطعة معهم مستمرة منذ إعلانهم القدس عاصمةً “إسرائيل”، “واستمرينا بالتواصل معهم عبر قناة واحدة (ال C.I.A)!
والخلاصة، نحن “لسنا عدميين.. سنرصد المشروع (الصفقة)، ونطلب مفاوضات”!
وإذ أوجز هذا الما بعد الصفقة، التفت لكل الواهمين بأنه سيؤبن أوسلو فطفق يشبب بمحاسن محبوبته واصفاً إياها بأنها “مشروعنا الأول”، و”أهم اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين”، وزاد:
على الرغم من أن “كثير من الناس لا يحبون أوسلو، لكن الحقيقة لا مجال للمقارنه” بينها وبين الصفقة.. وهنا تكرَّم فأفشى لهم سراً زاعماً:
لقد “نجحنا في إبرامها” من وراء ظهر الأميركان، وعليه، ونظراً لهذا الإنجاز،
“فوجئوا كالزوج المخدوع”!!!
.. وبعد، إن تراجيديا هذه الكوميديا الأبا مازنية السوداء المستمرة هي برسم معشر الفصائل ” الوطنية والإسلامية”، وفق تصنيفها لنفسها، والتي، مقاومة، ومعارضة، وديكورية، هبت كلها هبة رجل واحد تعزف نشيد الوحدة الوطنية على قيثارة إنهاء الإنقسام لأسقاط الصفقة تحت راية لم تتغير ولم تتبدل هي راية أباها “السيد الرئيس”!!!!