العرب والقضية الفلسطينية – نضال حمد
كان الوطن العربي كله وقبل تقسيمه تحت السيطرة التركية، يعني استعمار باسم الخلافة العثمانية الاسلامية. بعد سقوط الخلافة العثمانية أصبح الوطن العربي تحت الاستعمارين البريطاني والفرنسي. هذان الاستعماران قسما الدولة العربية الواحدة الى مجموعة دول تحت الاحتلال والاستعمار، وتحت سيطرة بريطانيا وفرنسا. فعلوا ذلك خوفاً من وحدة العرب واعادة بناء دولة عربية قوية. ثم جاءوا بالصهاينة اليهود من كل العالم. وقاموا بزرعهم في قلب فلسطين. فهناك اقاموا ما يسمى دولة “اسرائيل” اليهودية الصهيونية، وفرضوا على العالم من خلال عصبة الأمم والأمم المتحدة الاعتراف بالدولة اليهودية، وتقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية. مع أنه لا حق لليهود بسنتيمتر واحد في فلسطين العربية، لكنه حكم القوي على الضعيف.
في الغرب الاستعماري قدموا ولازالوا يقدمون لدولة الاحتلال الصهيوني كل أشكال الدعم بلا حدود، كي تبقى خنجراً في قلب الوطن العربي. وكي تكون دائما قاعدة أمنية وعسكرية ومستعمرة غربية متقدمة في الشرق العربي. تلك القاعدة المحمية العسكرية القوية، التي سوف تحمي مصالح الغرب الاستعماري في النفط والغاز والسيطرة على الثروات العربية.
الغرب الاستعماري نفسه أوجد أنظمة الحكم العربية العائلية والدينية والطائفية والمذهبية والرجعية والدكتارتورية كي يحافظ على نفوذه وسيطرته من خلال تلك الحكومات والأنظمة والعائلات الحاكمة.
في غالبية الدول العربية هناك حُكَاماً تم إعدادهم وتحضيرهم للحكم في الدول العربية من خلال مخابرات وحكومات دول الغرب الرأسمالي الامبريالي الاستعماري العدواني.
في غالبية الدول العربية هناك أنظمة حكم رجعية تتلقى أوامرها وسياساتها من قبل الاستعمار العالمي وبالذات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأبدي والاستراتيجي لعدو العرب الأول كيان الاحتلال الصهيوني “اسرائيل”.
خطط الغرب الاستعماري بالتعاون مع مجموعات دينية متشددة أو تابعة له ومع جماعات متطرفة وحركات أصولية اسلامية عربية وعالمية لضرب ولتخريب الدول العربية الوطنية والقومية، التي تدعم الفلسطينيين، حيث تعرضت تلك الدول لمؤامرات خطيرة وحروب أهلية وإعتداءات خارجية بغية تدميرها. المقصود هنا دول مثل الجزائر، مصر “جمال عبد الناصر”، اليمن، ليبيا، العراق وسوريا. كذلك الشق المقاوم والعروبي والتقدمي والوطني في لبنان.
الفلسطينيون المقاومون في غزة بالذات، والذين يواجهون العدو والاحتلال “الاسرائيلي” بالسلاح وليس بالتنسيق الأمني والمفاوضات معه كما تفعل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة لهم حلف عربي وعالمي بالرغم تواضعه أمام حلف الأعداء.
لو أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية التي تعمل بالتنسيق مع الاحتلال تسمح للشباب الفلسطينيين بالتحرك ضد المستوطنين والاحتلال لتغيرت الخريطة في فلسطين المحتلة. بالنسبة للفلسطينيين اعتقد أنه لن تقوم لهم قائمة ولن تتم وحدتهم إذا لم يتخلصوا من السلطة الفلسطكينية ويعودوا الى تحالف منظمة التحرير الفلسطينية، الى مبادئها الأساسية التي تنص على تحرير فلسطين كل فلسطين عبر الكفاح المسلح. وعودة كل اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها بالقوة والارهاب والمجازر سنة ١٩٤٨. وعلى رفض الاعتراف بالاحتلال الصهيوني وتجريم وتخوين من يعترف به.
عندما يكون الانسان مقاوماً ومناضلاً وفي موقع قوة ولديه بندقية يدافع بها عن نفسه وعن قضيته، يمكنه حينها التفاوض من موقع القوة، لا من موقع المهزوم والضعيف والمتوسل والمتسول كما تفعل السلطة الفلسظينية في الضفة الغربية المحتلة. التي تنفذ مخططات الدول المانحة مقابل المال.
تذكروا دائماً حتى كل القادة الصهاينة الذين سرقوا واحتلوا وطننا فلسطين. في مذكراتهم يكتبون ويؤكدون أنه لولا السلاح والقوة والنار وحتى الارهاب والمجازر والتصفية والتطهير العرقي لما أقاموا كيان “اسرائيل”. نحن لا نريد ممارسة الارهاب لأننا ضده ولسنا إرهابيين بل مقاتلون لأجل الحرية. لكن علينا الدفاع عن حقنا والنضال بكل الوسائل لأجل تحرير أرضنا، وهذا حق تكفله الأمم المتحدة وقوانينها، وهي نفس الشرائع التي ساعدت على خلق الدولة اليهودية في فلسطين المحتلة.
الحل بأيدينا ونحن من يصنع الحرية من خلال كفاحنا ولن ننال حريتنا بدون سحق الاحتلال وإزالته مرة واحدة والى الأبد.
نضال حمد
التاسع من يونيو ٢٠٢١
ملاحظة: يرجى الأخذ بعين الاعتبار أن المقالة موجهة للأوروبيين وكتبت باللغة البولندية.