العرض العسكري في غزة هذا اليوم
حول العرض العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في قطاع غزة – نضال حمد
أكن كأنسان فلسطيني يؤمن بأن تحرير فلسطين يأتي بالكفاح والتضحيات وباستخدام كل ما شاهدته في العرض المذكور ضد جيش الاحتلال والمستوكنون المجرمون أعداء الأرض والانسان. كإنسان فلسطيني كحد السيف، ولدت في المخيم وغدوت فدائياً ثم أصبحت جريحاً في مسيرة العودة والنضال والتحرير.. كما أنني أيضاً كصحفي واعلامي وناشط سياسي ونقابي فلسطيني أكن احتراماً كبيراً للمواقف المبدئية للحركة الفلسطينية الرائدة، التي إحتفلت اليوم بذكرى تأسيسها ال ٣٦ في قطاع غزة المحاصر… وأعتبرها صمام أمان ومنقذ للنضال الفلسطيني في زمن التيه والعجز والاستسلام والتطبيع والتجوه نحو الذين يدفعون المال مقابل الصمت والتهدئة أو مقابل التنسيق الأمني وخدمة الاحتلال.
في سنة ١٩٨٢ أقامت فتح والثورة الفلسطينية أقامت عرضاً عسكرياً كان الأخير لها في لبنان. فالعرض في غزة ذكرني بعروضنا في ثمانينات القرن الفائت في بيروت ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
لست من مؤيدي العروض والاستعراضات العكسرية في زمن الحصار والحرب الشعبية الطويلة الأمد.. في وقت يمكن للعدو أن ينقض فيه ويغدر بكل من كان في العرض سواء مدنيين أو عسكريين. وهو معتاد على ذلك وله سوابق، كما أن مثل هذه العروض تفيد العدو وتقدم له معلومات مجانية مصورة. لا أعرف إذا كان في الاستعراضات العسكرية فائدة معنوية أو غيرها للطرف الفلسطيني. ربما فيها فائدة وأنا على خطأ ولا أعرف ما هي فائدتها.
كنت في مثل هذه الأيام من سنة ٢٠٠٥ كتبت وانتقدت الحركة الأكبر في غزة وهي بطبيعة الحال حليفة الحركة التي يقودها الأستاذ أبو طارق خلفاً للدكتور الراحل أبو عبدالله … في تلك السنة وفي ذلك التشريني كتبت مقالتي بعنوان ” العروض العسكرية الغزية تذكرنا بعروض بيروت الغربية”.. جاء في مقتطف منها:
( كنت قررت الكتابة عن موضوع العروض العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ قدمت حركة المقاومة الاسلامية حماس عرضها العسكري الضخم.
فالعرض المذكور سرعان ما ذكرني بالعروض العسكرية التي حرصت على إقامتها الفصائل الفلسطينية في زمن الفاكهاني وبيروت الغربية. وبالذات منها آخر عرض أقامته الفصائل وكان مركزيا في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان (01-01-1982)، ثم بعد ذلك احتل الجيش الصهيوني بعد معارك طاحنة في كل لبنان تقريبا أدت الى طرد المقاومة الفلسطينية بعد حصار لبيروت الغربية استمر نحو ثلاثة أشهر…
قاتل خلالها مخيم عين الحلوة الذي شهد العرض العسكري المذكور قتالا ضاريا وصمد بعد أن دمر تماما لأكثر من عشرين يوما..
كما قاتل الفلسطينيون مع حلفائهم من اللبنانيين قتال الأبطال في بيروت المحاصرة. ورغم ان العرض المذكور كان يعني استعراض القوة الفتحاوية والفصائلية الأخرى في مخيم عين الحلوة وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، فان الأمور انتهت بعد العرض بتسعة شهور، بخروج الثورة الفلسطينية من مربع الفاكهاني الثوري إلى شتات قاري متعدد الجهات.)…
المجد والخلود للشهداء .. كل التحية والاحترام والتقدير للذين لازالوا متمسكين بجمر المواقف ومتحصنون بالوفاء، ولازالت لديهم مناعة ضد التراجع والخذلان والاستسلام والحسابات الضيقة. لهم احترامي وتحياتي في عيدهم، عيد وطني شعبي يضاف الى أعياد شعبنا الطامح بالتحرير والعودة والاستقلال وانهاء الاحتلال.
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
الرابع من اكتوبر تشرين الأول ٢٠٢٣