العنصرية في أوروبا وملاعبها وخارج الرياضة أيضاً – نضال حمد
تشهد الملاعب الأوروبية حوادث كثيرة تظهر فيها عنصرية المشجعين وأحياناً عنصرية بعض الحكام (كما حصل مع أحد مدربي الفرق من أصحاب البشرة الداكنة حين وصفه حكم روماني بال “نيغرو” يعني الأسود) على إثر تلك الحادثة تغيرت قوانين وعادات في كرة القدم فأصبحت الفرق تركع على ركبة ونصف قبل بدء المباراة تعبيراً عن رفض العنصرية والكراهية والتمييز.
كما هناك عنصرية من قبل بعض اللاعبين اتجاه اللاعبين من ذوي البشرة الداكنة والأصول الافريقية أو العربية كما حصل مع نجم الكرة الفرنسية والعالمية ذو الأصول الجزائرية زين الدين زيدان في نهائيات كأس العالم قبل اعتزاله كرة القدم كلاعب. فهو منذ سنوات يشغل منصب مدرب فريق ريال مدريد الاسباني.
أذكر أنه قبل سنوات تم معاقبة لاعب من أصول بوسنية ببطاقة حمراء لأنه رفع يديه وصرخ الله أكبر حين سجل هدفاً في الفريق الخصم في الدوري الصربي.
أذكر حوادث كثيرة فيها عنصرية وقحة من قبل بعض اللاعبين وهناك حوادث أكثر وقاحة من قبل كثير من المشجعين العنصريين في أوروبا بالذات. فمثلاً لا أستغرب حين أرى جدران المدن في بولندا أو غيرها من بلدان أوروبا، لا تخلى من شعارات ضد اليهود والمهاجرين والعرب والمسلمين، شعارات غالبيتها مكتوبة من قبل مشجعي كرة قدم عنصريين.
يوم أمس اقترح لاعب ريال مدريد وميلان وأياكس السابق، النجم الهولندي العالمي المعتزل كلارنس سيدورف، أن يعاقب الحكام ببطاقة صفراء، اللاعبين الذين يقومون بتغطية أفواههم بأيديهم، عندما يخاطبون منافساً في الملعب، وذلك في محاولة لتجنب الإهانات العنصرية.
كما اضاف سيدورف وهو يشغل الآن مدرب احدى المنتخبات الافريقية، خلال كلمته في حوار ضد العنصرية وخطاب الكراهية في الفعاليات الرياضية، نظمه مجلس أوروبا “لا يمكننا تغطية أفواهنا إذا تحدثنا إلى منافس، يجب أن تكون هناك بطاقة صفراء” في هذه الحالات.
لم يرد سيدورف أن يتحدث صراحة عن قضية لاعب فالنسيا، الافريقي مختار دياخابي، الذي ادعى مؤخراً أن لاعب فريق قادش الأندلسي، خوان كالا، وجه إليه إهانات عنصرية خلال إحدى مباريات الليجا، الأسبوع الماضي. لكن النجم الهولندي والعالمي سيدورف أشار إلى أن “هناك لاعبين يتحدثون مع بعضهم البعض، وشهدنا مواقف عنصرية في الأسابيع الأخيرة”. وأكد في ختام تصريحاته “يمكننا العمل ضد هذا”، مشددا على أنه “يجب حظره”.
للأسف العنصرية والتمييز والكراهية في أوروبا موجودة في كل مناحي الحياة بالرغم من القوانين التي تجرمها وتمنعها موجودة في كثير من الدول. وهناك أحزاب عنصرية كثيرة في أوروبا تسلمت مقاليد الحكم بالانتخابات، يعني أنتخبها الشعب. أو هي أحزاب كبيرة ولها وزرنها في الشارع وفي البرلمانات وفي المعارضة. مكافحة العنصرية شاملة ولا يمكن أن تقتصر على الملاعب والرياضة. يجب مكافحتها في المدارس والبيوت والشارع وفي كل مكان وزمان. وهي مسؤولية الجميع إن كانواا فعلاً صادقين في قصة مكافحتها ومحاربتها.
نضال حمد
١٤-٤-٢٠٢١