العيد فسحة أمل ومحبة وفرح! – حنان النداف
ايّام ويحل عيد الفطر السعيد الذي ارتبط بذاكرةِ كل واحد منّا فرحا وسعادة .. فرحا بحلوله بعد شهر كامل من الصيام عندما كنّا أطفالا نلهو وجلّ اهتمامنا شراء ملابس العيد، عندما كانت “نزلة السوق ” بهجة وفرحة ، في اجتماع العائلة وجمع العيدية وتناول حلوى المعمول وأقراص التمر والملبن ، بلقاء الاقارب والاصدقاء ، بالنزول الى بحر العيد ، مساحة الفرح تلك التي راكمنا فيها اجمل الذكريات بين الاراجيح و” الشقليبة”و “الدويخة” من منا لا يذكر حلوى المعلل و ” المخللات” ” الطرشي” من منا لا يذكر علب الفرح على شكل ألعاب معروضة على البسطات المتناثرة في ارجاء المكان .. من منا لا يذكر أغنية ” يا ولاد الكوشة ” نرددها كلما طارت بِنَا الأرجوحة الى الأعلى فنحلق في بحر من الفرح ، فرح الطفولة الذي لا يتكرر.. من منا لا يذكر تلك السواعد التي كانت تهز الاراجيح وتحرّك ” الشقليبة ” لترتفع بِنَا الى الأعلى ومن ثم تعود بِنَا وكأنها ترمينا في احضان السعادة ببراءة طفولتنا ..
من منا لا يذكر كيف ان ليلة العيد تمر طويلة ونحن نتأبط الملابس الجديدة بانتظار الصباح وسماع تكبيرات العيد لنهرول الى غرفة والدينا ونكون اول المعايدين ..
من منا لا يذكر تلك الاغنية الشهيرة ” العيد فرحة وأجمل فرحة ” ونحن نترجمها بكل تلك العادات والطقوس المقرونة بالفرح والشعور بالامان فكل الناس في عيد ..
نعم العيد هو العيد لم يتغير قد نكون نحن من تغيّر ولكن يبقى العيد فسحة أمل ومحبة وفرح ، فسحة ولو ضيقة نعيش فيها فرح اللقاء بأحبتنا ونعيد وصل ما انقطع ، يرسم العيد تلك البسمة على وجوهنا بالرغم من ضغوط ومشاغل العيش ، يجمعنا بمن نحب ويمتّن لحمتنا العائلية والاجتماعية .
ومع قرب حلول العيد نسأل الله ان يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركات ونرفع أيدينا بالدعاء لأطفال سوريا وفلسطين الذين حرمتهم الحروب من ان يعيشوا معنى العيد على أمل ان نعيش العيد الحقيقي بخلاصهم وعودتهم الى وطنهم سوريا وفلسطين ..
وسنظل نردد بالرغم من كل شيء “يبقى العيد تلك الفسحة من الأمل والفرح ننتظرها من عام الى عام لنحيي إنسانيتنا من جديد ” !!