الفتنة المذهبية والطائفية – نضال حمد
تعيش بلادنا العربية حالة تمزق وصراع وانقسام لا مثيل له إلا في زمن آخر ملوك الأندلس أبو عبد الله الصغير. ففي هذا الزمن الذي يكرر مأساة الملوك الصغار نهايات الحكم العربي الإسلامي في الأندلس، لم يعد هناك بد من مناقشة الأمر إلا بمنظار الحرص على وحدة هذه الأمة والحفاظ على مقاومتها، ومعرفة معسكر أعداءها ومعسكر أصدقاءها. نقول ذلك لان كثيرين من أبناء وبنات الأمة ضيعوا البوصلة وحادوا عن الهدف ولم يعد يميزوا بين العدو والصديق، لا بل أكثر من ذلك صار الصديق عدوا والعدو صديقا. فنرى في هذه الزمن شخص فلسطيني يفجر نفسه في ضاحية بيروت الجنوبية أو الهرمل، وفلسطيني آخر يأتي من قلب فلسطين المحتلة في الجليل أو الضفة أو غزة ليقاتل الشعب والجيش العربي السوري باسم جهاد جهنمي يظنون انه جهاد في سبيل الله ورسوله. مع ان الله ورسوله والإسلام أبرياء من هؤلاء القتلة، سواء كانوا فلسطينيين او لبنانيين او سوريين او سعوديين او تونسييين او شيشانيين او من أية جنسيات أخرى. ولكي لا يذهب تفكير القارئ بعيدا نطمئنه الى إن أعداد هؤلاء الإرهابيين الفلسطينيين قليلة جدا وهم أصلا قلة ومحدودي العدد في صفوف شعب فلسطين. وفي ردها على قولي ان أعدادهم قليلة جدا كتبت معلقة من لبنان تقول : “استاذنا الكريم.. كيف لك ان تعرف عدد الانتحاريين؟ وما هي الإثباتات معك؟ إن كانوا قلة او كثرة.. طيب بلغ عن العدد وأنقذ أرواح أبرياء.”.
يعني السذاجة او الضحالة الفكرية او كرهها للفلسطينيين أوصلت هذه المعلقة بالفيسبوك الى هذه النقطة وطرح مثل هذا السؤال. ومن ثم اضافة تعليقات اخرى مثل هذا :
كلنا منعرف المخيمات شو فيها وعلى كل حال هذه القلة اللي متخباية داخل المخيمات مين مخبيها عندو؟
من يحمي ويحتضن الإرهابيين في المخيمات طالما هي ممسوكة امنيا..على كل حال اللي بياكل العصي مش متل اللي بعدها من برا,,,,
واضح من التعليق ان المعلقة لا تعرف كثيرا عن المخيمات إلا ما تسمعه وتشاهده بوسائل الإعلام اللبنانية التي بدورها تسيء للمخيمات بمناسبة وبدون مناسبة. وتتهمها دائما بالمسؤولية عن تحويل لبنان من جنة الطوائف والمذاهب الى جهنم الصراعات المذهبية والطائفية. وسائل إعلام تابعة وكاذبة وتقدم أخبارها حسب الدفع.
صديقتنا المعلقة قد تكون ضحية من ضحايا هذا الوحش الإعلامي الذي يشوه صورة الفلسطينيين ويستغل اي غلطة من اي شخص فلسطيني ليهولها ويضخمها ويحمل المسؤولية للفلسطينيين كلهم. لو ان كان بقدور المعلقة زيارة مخيمات الفلسطينيين في لبنان والاطلاع على معاناتهم ومأساتهم وحياتهم في ظل الحصار والمعاملة السيئة، اجزم أنها ستغير موقفها.
في نقاش على الفيسبوك حول عملية الإرهابي الفلسطيني نضال المغير في بئر حسن كتب الصديق عفيف العلي : “لماذا دائما الإصرار على الزج ببعض الفلسطينيين في العمليات الانتحارية الإرهابية و قتل إخوة لنا ؟؟؟,و لماذا لم يتحرك عقلاؤنا حتى الآن و بقوة ضد هؤلاء المتخلفين القتلة و تنظيف بيئتنا الفلسطينية منهم؟؟؟…”.
رددت على الزميل عفيف بالتالي:
للتطرف أسباب عديدة منها التخلف والجهل والفهم المغلوط للإسلام. غياب دور المؤسسات والفصائل والمرجعية والأندية الثقافية والاجتماعية والتربوية، تراجع العلم والمدارس، المد الإسلامي السلفي التكفيري، التفريط، الفقر، الظلم، الإذلال، الامتهان، الحصار والإغلاق والحبس الجماعي في المخيمات المحاصرة، محاولة تنظيم الشباب الفلسطيني للعمل كمحبرين للمخابرات اللبنانية، منع الفلسطيني من العمل، منع التملك والتوريث، التضييق عليه في الحركة ومنعه من الوصول الى أماكن جغرافية عديدة في لبنان، وقوانين لبنان العنصرية ضد الفلسطينيين والمخيمات.
كتبت في الفيسبوك تعليقا على صفحة الزميلة الصديقة ضياء شمس الإعلامية اللبنانية في قناة الميادين، التي تقدم برنامج “آخر طبعة“ وكان تعليقي على مقالة الزميل د. حبيب فياض بعنوان “فلسطيني انتحاري … لماذا؟..“.. المقالة جيدة وفيها أسئلة وأجوبة عن الفلسطينيين ودورهم فيما يدور الآن في سورية ولبنان. وعودة للماضيين القريب والبعيد في التجربة الفلسطينية. اقتطف من المقالة المذكورة آخر فقرة وردت فيها وهي التالية:
خطورة الأمر ان ثمة فلسطينيين، مع انهم قلة، قد استبدلوا الانتماء الوطني والقومي والديني الداعي الى تحرير الأرض الفلسطينية بانتماء “مذهبي” يقوم على تكفير أتباع المذاهب الأخرى وقتلهم . والأخطر أن هؤلاء تراجعوا عن حق العودة الى فلسطين واختاروا بدلا منه وهْمَ الصعود الى السماء ليحلوا ضيوفا على مائدة «النبي»!.
من هؤلاء الفلسطينيين الذين تحدث عنهم د فياض منفذ عملية بئر حسن الإرهابي نضال المغير، ويعتقد كذلك ان منفذ عملية الهرمل ضد حاجز الجيش اللبناني هو أيضا من مجموعة نضال المغير وفلسطيني من بلدة البيسارية اللبنانية الجنوبية حيث كانت تسكن عائلات هؤلاء الانتحاريين التابعين لجماعة الشيخ الصيداوي اللبناني الفار احمد الأسير. وهو صديق نضال المغير ويدعى مروان حمادي.
هؤلاء فلسطينيين لكنهم ليسوا من سكان المخيمات الفلسطينية بل من سكان بلدات لبنانية استطاعت قوى التطرف الإسلامي المذهبية الوصول إليهم وتنظيمهم وتعبئتهم مذهبيا وطائفيا وتجهيزهم لخوض معركة ضد المقاومة في لبنان وضد رأس حربتها حزب الله. الفلسطيني الذي يمارس اي عمل عدائي وإرهابي ضد سورية وحزب الله وإيران ويترك الاحتلال الصهيوني هانئا في فلسطين المحتلة او الاحتلال الأمريكي هانئا في بلاد العرب الأخرى، هذا الفلسطيني او اللبناني وحتى العربي الذي يفعل ذلك ليس أكثر من عدو للأمة ولا يمكن ان تغفر له أفعاله تلك.
ورغم ان نضال المغير وغيره ليسوا من سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان إلا أن البعض يواصل شن حملاته على المخيمات. الشمولية خطأ، والتعميم غلطة شنيعة، لا نقول ان عين الحلوة مثلا لا يأوي بعض المتطرفين المتشددين التكفيريين كما هو الحال فيكل لبنان من البيسارية الى طرابلس و الهرمل وعرسال وصيدا والطريق الجديدة وبيروت ولبنان كله. لكن لغاية اليوم لم يخرج اي متشدد من عين الحلوة وينفذ اية أعمال عسكرية او انتحارية ضد المصالح اللبنانية. على الرغم من اعتقاد البعض بان قادة لهؤلاء التكفيريين الفلسطينيين يتواجدون في عين الحلوة.
في معرض التعليقات على الموضوع عند الصديقة ضياء شمس قرأت تعليقان واضحان، فيهما ريحة عنصرية ومذهبية وطائفية كريهة، وحقد أعمى وكراهية للفلسطينيين ذكرتني بكراهية وحقد المأفون بشير الجميل والعميل أبو أرز. وببعض وسائل الإعلام اللبنانية البغيضة والحاقدة التي تمارس الكذب والتحريض ضد المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني في لبنان.
جاء في التعليق الأول لشخص يدعى محمود شيرازي :
” أستاذ حبيب :أرجوكم جميعاً أي فلسطين، وأي فلسطينيين!!!
إذا كنت تريد أن تقول أن الفلسطيني من يعيد، أو أنه يحب أن يعيد، فهذا لن أصدقه…..هم جماعة مرتزقة على قميص فلسطين..
أما إذا أردت أن تقول أن نعيد حقاً لنا..فسأقول نعم وألف نعم…
فلسطين للأحرار،القدس للشرفاء…فقط..بهذا فأنا معك.ودليلي واضح وجلي.
انظر ماذا فعل (الكفاح المسلح الفلسطيني) في الأردن ولبنان والكويت والعراق وسوريا ومصر وووو. من غدر وخيانة وقلة أصل..كفى…كفى..كفى
هذا الشيرازي يزايد علينا حتى بفلسطيننا وبنضالنا لأجل تحريرها و يسخر حتى من فلسطين وبالفلسطينيين. ويظن ان امثاله سيعلمون شعبنا الفلسطيني الوفاء والأصالة والشرف والنضال,. واهم هذا الشيرازي هو وكل من يفكر مثله لان تفكيره سقيم وعقيم.وهو يذكرني بتعليقات بعض المعارضة العراقية التي أوصلتها دبابات أمريكا والأطلسي والصهاينة للحكم في العراق بعدما باعوه بثرواته وخيراته للعدوان الأطلسي اليانكي.
والتعليق الثاني لشخص يدعى ماجد حمود :
هي ليست المرة الاولى التي يخرج منها هكذا مجرم من حضن الإرهاب بعد ان ترعرع في في ظل دولة سهرت على حياته وعملت على حمايته من خلال ايوائهم من التشرد ان مايفعله هذا المجرم ليعطينا درس في مفهوم الفلسطينيين الذين اخذوا من لبنان وسوريا والعراق مأوى لهم وبالمقابل ماهو ثمن البلدان التي اوت هكذا ناس التفجير وقتل الابرياء والارهاب في البلدان العربية الم يكن من المفترض ان يفجر نفسه في اسرائيل ام ان الحاضنة اليهودية لها وضع خاص وتأتي الايام وتفضح كل متأمر على لبنان وسوريا والعراق
هذان التعليقان الوحيدان اللذان عبرا عن حقد وكراهية وبغض علني للفلسطينيين ليس فقط في لبنان. والتعليق الثاني جاء من مذهبي متطرف مازالت ايدي امثاله ملوثة بدماء الأبرياء الفلسطينيين والعراقيين من المذاهب الأخرى. اما بقية التعليقات فقد كانت عادية وفيها حس مسئول إلا بعضها الذي أراد أن يقول ان المخيمات الفلسطينية أوكار تأوي الإرهابيين. بعض هؤلاء المعلقين اللبنانيين لا يعرف عن المخيمات الفلسطينية اي شيء سوى ما يسمعه في الراديو وما يشاهده في التلفاز وما يطالعه في الجرائد. ومعظم وسائل الإعلام في لبنان ان لم يكن غالبيتها الساحقة ضد الفلسطينيين وتقوم منذ سنوات طويلة بتشويه صورتهم وتصوير المخيمات على أنها بؤر أمنية وخارجة عن القانون وتجمعات للإرهابيين. مع العلم ان مناطق لبنان كلها تعج بالإرهاب والإرهابيين والمذهبيين والطائفيين، ولا تخلو محلة أو منطقة في لبنان الصغير من وجود المسلحين والسلاح الخارج عن القانون. ويكفي النظر لتجربة الشيخ الأسير ومربعه الأمني في عبرا. وللصراع المذهبي المزمن في طرابلس بين باب التبانة وجبل محسن.
كتبت ضياء شمس معلقة : ماجد حمود .. استاذ ماجد كما ندين الارهاب بكل اشكاله وجنسياته وتحديدا الفلسطيني منه ندين عنصرية السلطة اللبنانية مع الفلسطينيين.. وأدعوك إلى تجربة الحياة صيفا وشتاء في احد المخيمات الفلسطينية في لبنان لتفهم معاناة هؤلاء.. واعتقد ان هذه العنصرية شاركت بشكل ما إلى جانب غياب المشروع الوطني الفلسطيني وضياعه بانحراف بوصلة البعض عن فلسطين إلى اولويات تافهة وتبعد الفلسطيني عن ارضه اكثر مما تقربه منها..
واضافت في تعليق آخر :
اصدقائي.. نحن لا نحاكم الفلسطينيين نحن نستغرب من بعض الفلسطينيين الذين انحرفوا عن القضية الام وضلوا عن طريق التحرير والمقاومة.. يعني في حدا يفهمني ليش عبدالله عزام ترك فلسطين وراح يحرر افغانستان؟ كيف فهم معنى التحرير ومغزاه.. ألم يسأل نفسه هذا العبقري ومن يتبعه لماذا يسمحوا له ويعدونه ل”تحرير” افغانستان وسوريا والجهاد في لبنان ويمنعونه عن فلسطين؟ ولصالح من يقوم بذلك؟ لا مبرر لذلك والقانون لا يحمي المغفلين..
كاظم شمس الدين : كلامك جميل ست ضياء .. العنصرية التي تمارس ضد الفلسطيني تجعل كل أبوابه مسكره لا يستطيع العمل لا يستطيع الدخول الى النقابة هيدا قتل منهجي لناس مسالمين. لننظر الى نضال المغير أو غيره ما هي خلفيته الثقافية ماذا تلقى أين عاش هل تعلم .. يعني حرمان الشعب الفلسطيني من العمل في لبنان يدفع بالشباب للاتجاه هذا وتصطادهم المنظمات الأرهابيه لتحقيق مآربها
وكتبت انا بدوري :
شكرا رفيقة ضياء على تعليقاتك الهامة. وهذا ما كنت اريد من المعلقين على موضوع نقاشنا ان يفهموه ويناقشوه, مناقشة موضوع بعض الفلسطينيين الضالعين في الارهاب وليس اتهام ومحاسبة الشعب الفلسطيني على هذا الاساس. وكنت ايضا اطلب منهم تفهم معاناة الفلسطيين في المخيمات. وان استطاعوا القيام بزيارة تفقدية ليروا بأم العين هول المأساة وحجم المعاناة. اللعنة على الارهاب والارهابيين وعلى الظلم والظالمين.
اما عن عبدالله عزام فهذا الشيخ لم يقاتل في فلسطين ولم نسمع به يوم كنا كيساريين ووطنيين وقوميين فلسطينيين نقاتل الصهاينة وعملائهم في المنطقة، ويوم ذهب هو الى افغانستان لمقاتلة رفاقنا السوفييت حلفاء فلسطين والعرب. هذا المشروع التكفيري الذي يجري اليوم في سورية الكبرى والمنطقة هو نفس مشروع التكفير الذي جرى ايام عبدالله عزام واصحابه في افغانستان ضد السوفييت بتمويل سعودي – خليجي وتغطية امريكية غربية اطلسية. اعادوا افغانستان 1000 عام الى الوراء وهذا ما يفعلونه في العراق، وما يريدونه في سورية وبقية دول المنطقة. انها الفوضى الخلاقة ولعن الله كونداليسا رايس المخلوقة الشيطانة التي خططت لذلك. شعب فلسطين شعب مناضل علماني وليس شعبا طائفيا ولا هو بالمذهبي وإن تسللت المذهبية مؤخرا بشكل محدود الى مخيماتنا بحكم الواقع الجغرافي والسياسي في لبنان وسورية .. الشعب الفلسطيني شعب جمع كافة الشرفاء والاحرار والمناضلين من كل العالم في ثورته التحررية.
جواب الأستاذة ضياء : معك حق 100%.. ولكن للأسف مع انهيار الاتحاد السوفياتي وانهيار المعسكر الاشتراكي وغياب المشروع القومي العربي الصحيح وعمالة الانظمة العربية الفاقعة.. صار الشعب العربي كله ليس طائفيا فحسب بل مذهبيا.. وبتنا نسمع فلسطيني يقول.. “اذا الشيعي بدو يحررلي فلسطين بديش اياها لفلسطين”..او مثلا.. “شو عملتلنا سوريا كلو كان مقبوض حقو”.. للأسف البنية العقلية تتغير.. والجهة المقابلة ما بقصروا
نضال : صحيح صار في عندنا طائفيين ومذهبيين خاصة بعد التحولات التي شهدتها الثورة والانخراط من قبل البعض في المقاومة الاسلامية التي اصبحت راس المقاومة في فلسطين، حماس والجهاد، مع حفظ الفارق بينهما. كما حزب الله في لبنان. مشكلة القوى التقدمية والوطنية المقاومة في فلسطين ان سوريا وايران وحتى حزب الله قووا حماس على حسابهم بل اضعفوهم مقابل تقوية حماس القوية اصلا في غزة. والآن هذا الحلف يدفع فاتورة عدم دقة حساباته وعدم تعاطيه مع الفصائل الفلسطينية المقاومة غير الدينية بشكل أفضل. ورغم ذلك يخرج البعض ويتهمنا كفلسطينيين بالخيانة وعدم الوفاء وبالارهاب، ولا يميز بين موقف حماس وموقف الشعب الفلسطيني. الفلسطيني مثل غيره يتأثر بما يدور من حوله في المنطقة ونتيجة وضعه الخاص، والظلم الكبير الذي لحق به من الاعداء والاقارب، وبسبب غياب المرجعية والحياة الحرة الكريمة في المخيمات، او تحت الاحتلال، نجد ان البعض يتحول الى تكفيري وارهابي ومذهبي او طائفي. لكن ونتيجة للرصد والمتابعة استطيع القول ان هذا التلوث المذهبي مازال محدودا ضمن الفلسطينيين. الامثلة التي اوردتيها في تعليقك صحيحة وانا سمعتها من اشخاص فلسطينيين وصدمت من هيك اصوات نشاز. البنية العقلية تتغير والافراد يتغيرون و الخطر يبقى في انتقال العدوى من الأفراد الى الجماعة.
تعليق للاستاذة ضياء : للأسف استاذ نضال كنت أتوقع كل فلسطيني سوري ان يدافع عن سوريا وكأنها الأقصى او القدس او اي قرية لنا هناك.. ولكن ان ينظر البعض لهذا الفكر والنهج أمر غير مقبول .. ليس من اجل سوريا فحسب بل من اجلنا نحن بلاد الشام والعراق.. سوريا خيط السبحة…
أستاذة ضياء .. ما حدث ويحدث في سورية اوجد فرزا بين العربي القومي والعربي بالاسم فقط. فهناك عرب لا يؤمنون بالعروبة بل بالخلافة الإسلامية وغيرهم وان كانوا قلة يؤمنون بالانتماء للغرب المسيحي. وهناك تكفيريون عرب لا يؤمنون الا بأفكارهم هم فقط . والفلسطينيون في سورية جزء من النسيج العربي السوري يتأثرون بما يتأثر به. فعندما انشق الشعب السوري وانجر وراء الفتنة حصل آليا نفس الشيء مع الفلسطينيين في سورية حيث انجر بعضهم لموكب الفتنة. كل من رفع السلاح ويرفعه ضد الجيش العربي السوري مجرم ولا يخدم سوى أعداء العروبة وتحرير فلسطين.
في الختام أقول أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر وغيرها تحفل يوميا وعلى مدار الساعة بمثل هذه النقاشات القيّمة، وأيضا الأقل قيمة أو أكثر قيمة منها، هذا يعود لنوعية المتناقشين والمتناقشات ووعيهم ووعيهن. الهدف من هكذا جدل ونقاش ان نساهم في نقاش واقعنا الحالي المزري، وأن نصحح ونصوب ونعيد للعقل قيمته وللوحدة العربية وهجها وان نبعد الطائفية والمذهبية والأفكار الشريرة التكفيرية والدموية والجهنمية عن شبابنا وشاباتنا في هذا الزمن الملوث.
قريبا الحلقة الثانية من فيسبوكيات ونضاليات الصفصاف