الأرشيفوقفة عز

الفلسطينية عفاف الخطيب تموت متجمدة في خيمة نازحين في مواصي.

إنها الحرب… إنها الإبادة… إنه البرد، والموت الذي يطال الكبار والصغار، النساء والرجال، العجزة والأطفال، المرضى والجرحى والمعوقين.

عفاف الخطيب، التي قضت متجمدة في خيمة للنازحين بمخيم المواصي قرب خانيونس، قتلتها تداعيات الحصار “الإسرائيلي” على قطاع غزة. البداية كانت بسبب مرضها المزمن، حيث كانت بحاجة إلى غسيل كلى منتظم، لكن الحصار منعها من الحصول على العلاج اللازم. ثم جاءت معاناتها الثانية من بتر ساقها، حيث كان البرد القارص يزيد من شدة الألم في أطرافها المبتورة. أما معاناتها الثالثة فكانت بسبب الحرب التي دمرت منزلها، مما أجبرها على العيش في خيمة في مخيم للنازحين. حياة قاسية في مكان تفتقر فيه أبسط مقومات العيش، فلا كهرباء ولا ماء، ولا أسرة أو أثاث، ولا أدوية أو علاج.

في حديثه لوسائل الإعلام في غزة، قال ابن شقيقها، مهند الخطيب: “عمتي كانت واحدة من ضحايا الظروف القاسية في القطاع المحاصر، لتصبح الشهيدة التاسعة في خيام النازحين بسبب البرد الشديد”. عفاف الخطيب هي إحدى الشهداء الذين قضوا تجمّداً في خيام النزوح بسبب البرد القارص في غزة المحاصرة، حيث يتسبب الحصار في موت المرضى الذين لا يجدون العلاج أو الأدوية أو الأجهزة الطبية بعد تدمير المستشفيات من قبل جيش الاحتلال. والأطفال الذين ماتوا تجمّداً لعدم توفر الحليب والملابس والفراش والدفء.

حتى اليوم، حصدت موجة البرد في غزة أرواح تسعة ضحايا، غالبيتهم من الأطفال. بينما أسفرت قنابل وصواريخ ورصاص جيش الاحتلال عن استشهاد أكثر من 60,000 فلسطيني، وأصيب أكثر من 100,000 آخرين خلال 15 شهراً من الإبادة والدمار والحصار.

فهل سيتحرك العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية للضغط على الحكومات العربية والغربية لوقف الحرب، وفك الحصار، وتقديم المساعدات العاجلة؟ هل سيسعون لتحقيق السلام للفلسطينيين، وضمان حقوقهم، ومحاسبة قادة الاحتلال المسؤولين عن جرائم الحرب؟

من غير المتوقع أن يحدث هذا في الوقت الحالي، في ظل هيمنة الولايات المتحدة على عالمنا، خاصة أن الدول الغربية مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها تعد شركاء في جريمة الحرب والإبادة في غزة، ولو بدرجات متفاوتة.

نضال حمد

موقع الصفصاف – وقفة عز

5 يناير 2025