الفلسطيني الطلياني خالد القيسي المختطف في سجون الاحتلال “الاسرائيلي”:
تعرفوا على أبناء شعبكم الأمميين …
اختطفوه من زوجته وابنه الصغير وهو عائد من إجازته في بيت الأجداد ببيت لحم… فقد كان في طريق عودته مع عائلته من بيت لحم الى الأردن ومن هناك الى روما، حين أوقفه جنود وحرس الحدود من المحتلين “الاسرائيليين”.. كعادتهم في التعامل مع كل انسان ليس مثلهم أو في صفهم، فقد أهانوه واعتدوا عليه وكبلوه واعتقلوه وصادروا كل شيء كان معه وكل شيء كان بحوزة زوجته… حتى ألعاب طفله الصغير كمال (4 أعوام) فتشوها وصادروا كاميرا للأطفال كانت بحوزته وهي هدية عيد ميلاده من خالته…
ربما رأوا في العائلة المسالمة وفي الطفل وألعابه الطفولية خطراً على أمن “اسرائيل” التي تملك أحدث أنظمة الوقاية الأمنية والعسكرية والتكنولوجية العالمية بالإضافة للأسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية المُحرمة دولياً بكل أنواعها…
اعتقلوا خالد بطريقة وحشية لا إنسانية كما جرت العادة في الأدغال “الاسرائيلية” الاحتلالية، وكما هو معروف حين تحيط الضباع المفترسة بضحيتها… ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة… كل ذلك جرى يوم ٣١-٨-٢٠٢٣ ومنذ ذلك الوقت اختفت آثاره.
بنفس الوقت طردوا زوجته وطفله من فلسطين المحتلة إلى الحدود الأردنية وتركوهما هناك بلا جوازي سفرهما وبلا أموال الوالدين وحقائب السفر التي صادروها.
إنها عقلية نازية فاشية استعلائية ارهابية صهيونية، هي تلك العقلية “الاسرائيلية” التي لا تحترم أحداً. كل هذا والحكومة الايطالية صامتة ولا تفعل شيئاً لأجل اطلاق سراح مواطن من مواطنيها مختطف من قبل جيش إرهابي ودولة إرهابية. لكن ما يسر القلب ويفرحنا أن هناك اهتمام شعبي وحقوقي ونقابي بقضية خالد بين الطليان، وقد عقد مؤتمر شعبي ومؤسساتي تضامني معه في روما الأسبوع الماضي. من الضروري أن تصبح قضية خالد قضية وطنية وعالمية.
لولا نساء فلسطينيات كن هناك عند الجسر والحدود مسافرات مثل فرنشيسكا زوجة خالد القيسي وابنه الصغير لواجهتهما متاعب من نوع آخر. الفلسطينيات ساعداهما على الوصول من الحدود الأردنية الفلسطينية إلى العاصمة عمان وإلى السفارة الايطالية هناك. لولاهن النسوة الفلسطينيات اللواتي حرصن على حماية ورعاية الزوجة والابن، لكانت تقطعت بهم السبل في منطقة خالية على الحدود.
صديقنا خالد القيسي، ذات يوم وحين وقعت كتابي (فجر العصافير الطليقة) باللغة الايطالية في روما قام بالترجمة لي وللآخرين من الحضور والجمهور، ترجم من العربية للايطالية والعكس. يومها عرفته شاباً قديراً وفلسطينيا أصيلاً وايطالياً صادقاً وإنساناً يحب الجميع ويحبونه ويحترمونه.
هذا الفتى البشوش خالد القيسي ولد في روما لأبوين من سلام وزعتر، من الزيت و الزيتون، ومن قداسة بيت لحم وعراقة روما… حمل فلسطين في قلبه وعقله وحمل بيت لحم على كتفه مثلما حملها المطران الراحل “كبوتشي” على درب الآلام، درب المسيح، الفلسطيني الناصري، الذي صارع الظلم والطغاة ووقف مدافعاً عن المستضعفين والفقراء.
كبر الفتى خالد في عاصمة التاريخ الأوروبي بعيداً عن عاصمة العالم الروحية والدينية القدس، عاصمة كل فلسطين. هناك بعيداً عن المهد والأقصى وأرض جده في بيت لحم، حيث ولد أجداده ووالده وكل عائلة القيسي من مئات السنين… طبعاً ولدوا جيلاً بعد جيل قبل ولادة الحركة الصهيونية ومؤسسها وقائدها اليهودي الصهيوني المجري ثيودور هرتسل، وقبل ولادة الارهابي اليهودي الصهيوني، قائد إرهابيي “اسرائيل” بنغريون، وقبل ولادة كل يهود “اسرائيل وجيشها ومستوطناتها في فلسطين المحتلة…كما قبل ولادة كل قادة دولة الصهاينة المستوطنين الارهايين والمُحتلين.
الحرية لخالد
الحرية لكل أسرى فلسطين
الحرية لفلسطين ولشعب فلسطين
نضال حمد
٢٤-٩-٢٠٢٣