الفنان أسامة دياب:” المرأة هي الموضوع الأجمل للعمل الفني” حوار نبوغ أسعد
حوار نبوغ أسعد
الفنان أسامة دياب فنان مبدع يعكس الواقع بأسلوب مبتكر ولايقف عند حد فهو صاحب خيال جامح وقدرة فائقة على الابتكار وجذبتنا ثقافته التي تعكسها أعماله الفنية ليكون لنا معه هذه الوقفة وهذا الحوار..
– جسد المرأة اكثر ماتتناوله بأعمالك الفنية كيف ترى المرأة في مجتمعنا ؟
المرأة هي الموضوع والمادة الأجمل للعمل الفني من حيث قوة وصدق الرسالة التي تحملها لغة جسدها فهي الأم والبنت والعشيقة والزوجة ورمز الخصوبة والبعث والتجديد ودلالة تناولها ضمن عناصر اللوحة يدعو للتأثر والتفاعل مع اللغة والتعبير المشهدي بتناغم وتوالف الحركة وتأثيرها الجميل وهذه الدلالات هي من الأسباب التي دعتني لاستلهام المواضيع المحملة للعمل الفني ومركزية الانثى فيه.
– هل هناك قناعة لديك بأن للمرأة ذلك الدور الهام في بنية وحركة الثقافة في الفن والآداب في مجتمعنا لإلقاء الضوء على نشاطها وتفاعلها؟ أم أنها كالرجل في ذلك؟
آمل ذلك واتمنى أن يكون للمرأة الدور الأكبر والذي قد يتساوى بأهميته مع الرجل فهناك النساء الأعلام في مجال الفن التشكيلي والشعر والأدب عامة تداول المرأة في الأعمال الفنية ليس له علاقة بكل ماذكرنا فهنا نتكلم عن عنصر من عناصر التشكيل الجميل والمؤثر يستطيع الفنان أن يستثمر هذا الايحاء ويوظف فكرته على صفحة لوحته فيزيدها احساساً وجمالاً وتعبيراً هذا ما قدمته.
في المعرض الأخير والذي حمل عنوان رماد مخصب والذي تناول الأنثى بكل مفاصل مسيرتها الأبدية فكانت المرأة الآلهة والمرأة المعذبة والمرأة الذكية والمرأة العاشقة والمرأة المخادعة والمرأة الحالمة والمرأة العصرية وووو وبكل هذه الحالات كانت جميلة.
– تقنيتك بالألوان تمتاز بالقوة والإبهار اللوني على خامات معالجة بطريقة تزيد من قوة اللمسة ، هل هذه التقنية والمعالجة اللونية الحرة تخدم فكرتك وتحقق لك هذا التميز بالشخصية الخاصة بالفنان أسامة دياب ؟
ان من أهم ما أحرص عليه في إخراجي للعمل التشكيلي هو اختيار الخامة الافضل والتي أستطيع ان اتفاعل معها بحرية وانسجام واعمل على التحضير الجيد والمنفعل في بنية الخامة أولاً ثم اختيار مجموعتي اللونية بعدة تقنيات وأصنع مقولتي وأفرد عناصري الخاصة وأتوحد مع فرشاتي بألفة المُحب وشوق العاشق ولا أغادرها إلا مرغماً لأعود اليها متلهفاً مشتاقاً عطشاً لأطياف اللون ورائحة الصنوبر اللمسة الدسمة والمنفعلة والسطوح اللونية الحرة المتضاربة بحرارتها وبرودتها وأحياناً بهرمونيتها هو ما أدعي أنني أتفرد به الفنان لا ينبغي ان يتوقف عن البحث لما هو جديد ليبدع ويتجدد وإلا فسيبقى أسيراً لنجاح قد مضى ومضى معه.
– أنت أكثر اقتراباً من الفن التعبيري أو أن هناك مزج بسيط بين التعبير والتجريد أين ترى نفسك؟ وماهي رؤيتك الفنية ؟
أرسم بتعبيرية مباشرة وهناك قلة من يرسمون بهذه التعبيرية المباشرة في فكرتها وطرحها للموضوع بحيث يكون المتلقي والقارئ أقرب لفهمه واحساسه على اختلاف مستوى ثقافته البصرية وهذا ما يجعل الفن بمتناول العامة أكثر من الخاصة والأجمل في هذا كله أن يبلغ الفن ذلك التأثير في الجمهور والمجتمع مما يجعله مؤثراً ومساهمة في رفع سوية التذوق البصرية عند الكثير من حيث مباشرة الفكرة بشكل ما واقتراب مدلولاتها للفهم والإحساس.
– هل ترى ان الفن التشكيلي يأخذ حقه من الاهتمام على الساحة الثقافية ؟
الساحة التشكيلية شهدت في سنوات الحرب الأخيرة حراكاً ملحوظا بالكم والنشاطات المتنوعة والقليل من فعاليات هذا الحراك كان نوعياً بإطلالة بعض الفنانين الذين أعطوا أجمل ما لديهم ورصدوا وتأثروا وأثروا في ايصال رسالة الحب والجمال من هذه البلاد التي اثقلتها المحن وتقاذرت عليها أمم الأرض ، فكانوا رسل جمال ومحبة لايمكن تقييم الرعاية والاهتمام بالفن التشكيلي من الجهات الرسمية والمسؤولة خصوصاً في ظل هذه الحرب القذرة فكل ما يتقدم للحركة الفنية حاليا محض نعمة.
– هل هناك أمل في أن جيل الشباب يمكن أن يخلق حالة فنية تدفع الفن للاستمرار نظراً لعراقة الفن عند جيلكم والأجيال السابقة ؟
بلادي أرض الشمس والنور والفن والأبجدية تلد من أرحامها كل صباح والأمل معقود دائماً مادامت لكن النزف المفجع بطاقة الشباب الذي احرقته الحرب ومن بقي حمل الحقيبة وارتحل ما يدعو للحزن دون فقد الأمل بظهور جيل جديد يعطي للعالم درساً بالبقاء للحب والجمال والفن.