القدس.. وعزَّام الأحمد.. و”التزامات وأولويات” رئيسه! – عبد اللطف مهنا
خطوة أعلى في سياق تنفيذ عملية تهويد الحرم القدسي، يواجهها المقدسيون وظهرهم للحائط مواجهة الكف للمخرز.. خطوة في سياق مخطط بدأ منذ أول يوم احتلوه في العام 1967.. خطوة هي تماماَ على طريقة ما كان للحرم الإبراهيمي يجري الآن تطبيقها في ثالث الحرمين الشريفين، أي التقسيم الزماني والمكاني، إلى أن يحين يوم هدمه وبناء هيكلهم المزعوم مكانه.
العالم، كل العالم، وكما هي عادته، هو ما بين المتواطىء ومن لا يعنيه الأمر، والطرفان قالاها ويقولانها الآن لواهيمينا، فلسطين ليست أوكرانيا.. والعالم الإسلامي أثبت ويثبت الآن للواهمين أيضاً، إنه إن كان حقيقة جغرافية، فهوا أكذوبة سياسية كبرى.. كما لا من حاجة للبكاء على أطلال ما كان يدعى “النظام العربي”، أو جامعة دول أبو الغيط العربية، ناهيك عن عصبة المتعاهدين مع عدوهم على مسالمته حد التحالف والمطبّعين معه حد الاندلاق ومن ينتظر، وما بينهما المنسّقين مقابل البقاء وحسنات المانحين..
.. وإذ الشيء بالشيء يذكر، لا يسعنا هنا إلا التوقُّف قليلاً للإشارة لثالثة الأثافي بالذات، أو هذه التي مثَّلها تبرير عزَّام الأحمد تأجيل ما تدعى انحطاطاً “القيادة الفلسطينية” اجتماعها المقرر لمناقشة ما يجري في القدس وسائر الضفة إلى أجل غير مسمى.. قال في تبريره، لا فض فوه: إنه تأجل نظراً “لوجود التزامات وأولويات” لدى “السيد الرئيس”!!!
في زمن ما درجت مقولة “اعرف عدوك”، على أجيالنا إنقاذها بإعادتها للتداول، وتطبيقها دون تردد على كل من سبقت الإشارة إليهم، أعداء، ومتواطئين معهم، أضف إليهم المتعاهدين والمطبّعين والمنسقين منا معهم.. وألا ننسى، أن الدم الفلسطيني والدم العربي المقاومان وحدهما الآن من يدافعان عن التراب والمقدسات والشرف، بل والوجود، العربي.. وأن لا عتب بعد اليوم إلا على الشارع العربي، ولا انتظار إلا لانتفاضة أمة.. المجد للمقاومة.