القرار الوطني السوري المقاوم لحسم معركة الغوطة – اكرم عبيد
القرار الوطني السوري المقاوم
لحسم معركة الغوطة قطع الطريق على اخطر المخططات والمشاريع الصهيوامريكية لاستهداف العاصمة دمشق ..!
بقلم اكرم عبيد
كلنا يعلم ان الحرب الكونية على سوريا دخلت عامها الثامن وفشلت في تحقيق اهدافها بسبب والوحدة الوطنية الصلبة للشعب العربي السوري المقاوم ووحدة قواته المسلحة الباسلة ووحدة قيادته بقيادة الرئيس بشار الاسد الذي تسلح بهذه الوحدة واستطاع ادارة الصراع في مواجهة الحرب الكونية العدوانية بقدرة واقتدار وحكمة وحنكة استثنائية في زمن استثنائي فصمدت سورية بصمود شركائها بالدم في محور المقاومة والصمود وحلفائها على الصعيد الدولي بقيادة روسيا الاتحادية والصين .
ومن يتابع مسلسل الحرب الكونية منذ السنوات السبع الماضية يستنتج ان قرار الحسم في معركة الغوطة لا يختلف عن القرارات الوطنية لحسم المعارك الكبرى على معظم الجغرافية السورية وتحقيق اهم الانتصارات على العدوان الكوني المسلح بأفضل الترسانات العسكرية والخبراء والخبرات الامنية والمعلوماتية والاعلامية وغيرها .
لهذا السبب اجزم بان قرار الحسم في معركة الغوطة قرارا وطنيا سوريا بدعم ومساندة الحلفاء الروس وكل قوى محور المقاومة والصمود والذي جاء في هذا التوقيت بالذات بعد مقدمات مهمة تتلخص فيما يلي :
اولا : اسقاط الطائرة الصهيونية ال ف 16 فخر الصناعات الامريكية من قبل الدفاعات الجوية العربية السورية التي فاجأت العدو قبل الصديق والشقيق واسقطت اهم اوراق القوة الاستراتيجية للعدو الصهيوني التي تتمثل بالتفوق الجوي والتي تعتبر من اهم قواعد الردع الصهيونية في مواجهة سورية وحلفائها في محور المقاومة وبهذه العملية الجريئة والمميزة وضعت سورية بداية النهاية لهذا التفوق الاستراتيجي الجوي الصهيوني بعد امتلاك منظومة الدفاعات الجوية الاستراتيجية الرادعة التي ارعبت سلطات الاحتلال الصهيوني واقلقت شركائه في الادارة الامريكية المتصهينة .
ثانياً : لا شك ان الفوز الكاسح للرئيس الروسي بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية وبسبة كاسحة تجاوزت 76% بعد خاطبه التاريخي للشعب الروسي اولا وحلفائه على الصعيد العالمي ولأعداء روسيا وحلفائها من جانب اخر والذي اكد خلاله ان روسيا تمتك من الاسلحة الاستراتيجية ما يؤهلها للرد على أي عدوان مهما كان مصدره على روسيا وحلفائها .
لاشك ان الانتصارات المهمة للجيش العربي السوري على معظم الجغرافية السورية وهذه العوامل كان لها دور مهم في قرارات الحسم العسكري في معركة الغوطة وتحقيق التقدم المتسارع للجيش وحلفائه في هذه المعركة التي سبقها حالة من الهستيريا لتحالف الشر العدواني العالمي الذي اطلق هجمة اعلامية ودبلوماسية غير عادية ضد سورية وحلفائها كما ترافقت هذه الهجمة مع جملة من التصريحات التي هددت بالتدخل العسكري المباشر في حال قررت سورية وحلفائها حسم معركة الغوطة وهذا يقود المواطن السوري والعربي للتساؤل لماذا كل هذا الصراخ والتباكي على الغوطة وسكانها والتهديد بالتدخل العسكري الغربي بقيادة العدو الصهيوامريكي ؟؟
اولا : كانت الادارة الصهيوامريكية تخطط بالتعاون مع ضباط عسكريين بريطانيين ” واسرائيليين ” ومن غرفة عمليات مشتركة في قاعدة التنف لتقدم وحدات عسكرية تابعة لتحالف الشر العدواني الكوني على سورية بقيادة امريكية نحو الغوطة الشرقية تترافق مع غارات لسلاح الجو الصهيوني على مواقع للجيش العربي السوري وحلفائه لاختراق العاصمة دمشق وفرض المزيد من الضغوط على القيادة السورية وحلفائها لكن المشروع الصهيوامريكي فشل وسقط تحت اقدام الجيش العربي السوري وحلفائه بعد ما قررت القيادة السورية التاريخية بقيادة الرئيس بشار الاسد وحلفائها حسم معركة الغوطة لعدة اسباب من اهمها:
اولا ” ان القرار الوطني السوري وحلفائه بحسم معركة الغوطة عجل بقطع الطريق على المخطط الصهيوامريكي في زمن قياسي في معظم مناطق الغوطة لم يتوقعه العدو الصهيوامريكي بالرغم من سياسة التهديد والوعيد لسورية وحلفائها وبالرغم من استهداف العاصمة السورية بوابل من الصواريخ والقذائف المدفعية بأشراف خبراء عسكريين من تحالف الشر الغربي وسقوط الكثير من الشهداء والجرحى والخسائر الكبيرة في الممتلكات الخاصة لكن المعركة حسمت ولم يبقى سوى مدينة دوما التي يسيطر عليها ارهابيي ما يسمى جيش الاسلام الذين انذرهم الجيش العربي السوري لأيام قليلة للاستسلام وتسوية اوضاع من يرغب من العناصر الارهابية وخروج من لا يرغب بالتسوية الى ادلب او الحسم العسكري واستعادة المدينة لحضن الوطن بالقوة كما استعيدت مناطق الغوطة الاخرى ولاستعداد لحسم الوضع في جنوب العاصمة دمشق والتخلص من العصابات الاجرامية من مخيم اليرموك الى الحجر الاسود الى القدم لتعود العاصمة وريفها امانا مئة بالمئة .
ثانياً ” ان حسم معركة الغوطة من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه انتزع اهم اوراق الضغط من يد الادارة الامريكية وحلفائها في تحالف الشر الغربي وفي مقدمتهم النظام الارهابي التركي واصبحت القيادة السورية وحلفائها في موقع القوة في أي عملية تفاوضية على مستقبل سورية .
من جانب اخر ان انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه في معركة الغوطة منح القيادة السورية وحلفائها المزيد من فائض القوات التي كانت مرابطة لحماية العاصمة دمشق وبهد الانتصار ودحر العصابات الارهابية ستتوجه هذه القوات السورية والحليفة الى الجبهات الاخرى التي ما زالت تحت سيطرة العصابات الوهابية التكفيرية الارهابية سواء في جبهة الجنوب السوري او جبهة ادلب او جبهة شرق دير الزور حسب اولويات القيادة السورية التي تعمل ليل نهار مع حلفائها لحسم المعركة لاستعادة كل ذرة تراب مقدسة ما زالت مغتصبة من قبل العصابات الارهابية او اسيادها بقيادة العدو الصهيوامريكي وهذا يعني بصريح العبارة ان سورية وحلفائها اليوم وبعد انتصارات الجيش العربي السوري على معظم الجغرافية السورية وخاصة انتصار الغوطة ستضغط على الادارة الامريكية وحلفائها في النظام الطوراني التركي المتصهين بقوة لسحب قواتها المحتلة من المواقع التي تحتلها في سورية والا سيكون خيار مقاومة الاحتلال سيد الموقف كما حصل لقوات الاحتلال الامريكي في العراق او لبنان .
ثالثاً : لا شك ان القصف العشوائي الذي استهدف المواطنين في معظم احياء العاصمة دمشق شكل عامل ضغط كبير على القيادة السورية التي اتخذت قرار الحسم ليس فقط لحماية سكان العاصمة وانقاذهم من مخاطر قذائف وصواريخ العصابات الارهابية التي استهدفتهم في احياء العاصمة ولم تكتفي بذلك بل وضعت هدفا لإنقاذ المواطنين السورين المحتجزين من قبل العصابات الارهابية في الغوطة الشرقية والتي استخدمتهم كرهائن ودرع بشرية لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه خلال معركة تحرير الغوطة وهكذا تجاوز قرار القيادة السورية وحلفائها لحسم المعركة في الغوطة الشرقية مهمة الجيش العربي السوري بالقضاء على البؤرة الارهابية الى الجانب الانساني الحضاري لتحرير سكان الغوطة من ظلم وجور العصابات الوهابية التكفيرية التي استخدمت سياسة التجويع والحرمان من الدواء الماء اسلوبا اجراميا ضد ابناء الغوطة بالرغم من الامكانيات الكبيرة التي تملكها هذه المجاميع الارهابية من اسيادها ومموليهم من بعض انظمة الخليج المتصهينة .
نعم لقد اسقط قرار الحسم في الغوطة الشرقية لسورية وحلفائها الخطوط الحمراء الصهيوامريكية وتحالفهم العدواني الذي توهم ان رسم مثل هذه الخطوط سيعرقل القرات السورية الاستراتيجية في معركة الغوطة التي حملت عناوين مهمة في ادارة الصراع مع العدوان الكوني على سورية ومن اهمها
بأنه لم يعد هناك مكان للنفوذ الإرهابي العدواني الخارجي مهما بلغت قوته وسطوته وخاصة بعد دحر العصابات الوهابية الارهابية وانتصار الجيش العربي السوري وحلفائه في مختلف الجغرافية السورية والذي توج اليوم بالانتصار في معركة الغوطة والذي ترافق مع سياسة المصالحات والتسويات وخروج المواطنين السوريين من معظم مناطق الغوطة لحضن الوطن للتعبير عن مشاعرهم في حبهم للوطن والقائد وقواتهم المسلحة الباسلة رغم الضغوط والقيود واطلاق النار عليهم وقتل بعض الاطفال والنساء والشيوخ بدم بارد لكن الجيش العربي السوري في النهاية حقق اهم الانتصارات على الارهاب والارهابين في الميدان باقل الخسائر البشرية واستعاد الكثير من المخطوفين والاسرى لدى العصابات الارهابية وقد شكلت هذا الانتصارات الميدانية وسياسة المصالحات والتسويات انتصارا للدبلوماسية السورية والروسية في آن معا في مجلس الامن الدولي .
akramobeid@hotmail.com