الكتب موجودة فهل هناك قراء؟ – نضال حمد
في رومانيا توزع الكتب مجانا على الناس. توضع فوق الأرصفة وعلى قارعة الطريق كي يأخذها كل محتاج للقراءة، وكل روح تحتاج للتغذية.
في المانيا وفي عاصمتها برلين بالذات وقرب أحد المقاهي الثقافية المجاورة لمنزل الصديق عفيف العلي، رأيت خلال زيارتي الأخيرة كشكا صغيرا كان في السابق كشكا للهاتف، مليء بالكتب بحيث يمكن لأي شخص مطالعتها أو استعارتها. وبالقرب من الكشك مكان هادئ للمطالعة.
في بلادنا العربية تصدر دور النشر كتبا كثيرة ويتعب ويشقى الكُتاب في كتابتها ويدوخون ليجدوا من ينشرها وفي معظم الأحيان ينشرونها على نفقتهم الخاصة، كما فعلت أنا شخصيا ثلاث مرات فقط لا غير. ورغم ذلك كله لا يجدون حتى ما يعوض ثمن طباعتها.
الناس فقراء مطالعة وأمة اقرأ لم تعد تقرأ.
قبل أيام وفي حديث بمجلسه قال الشاعر الامارتي محمد أحمد السويدي وهو صاحب واحدة من أهم دور النشر العربية الجادة. أنه طبع كتباً غاية في الأهمية شاركت في معارض كبرى بدول عربية مثل مصر وغيرها، لكن الكتب لم تتزحزح عن رفوفها في المعارض. وأضاف أنه قام بحملة الكتاب بدرهم واحد فقط فجاءه الذين اشتروا الكتب من دول عربية عديدة وكان بعضهم يأخذها بالجملة. وقيل للشاعر السويدي أن بعضهم يأخذها للمتاجرة بها، فكان رده فليتاجروا بها فهذا قد يساعد على ترويجها وعلى مطالعتها وعلى عودة الناس للقراءة واقتناء الكتب.
عندما أصدرت كتابي الأول (طفولة بين المقابر – دمشق 2008) لم أبع منه أي نسخة. كل النسخ التي وصلتني قمت بتوزيعها مجانا وكهدايا، لا أذكر أن أحدا ما قال لي أو سألني لماذا لا تبيعها، على الأقل كي تستعيد ثمن طباعتها ولا نقول أتعابك الفكرية وعناء الكتابة.
بعدما أصدرت كتابي الثاني (في حضرة الحنين – الصادر سنة 2012) قمت بوضع خطة عمل قررت خلالها انه يجب أن أستعيد تكاليف الطباعة والنشر. ولم أقدم هدايا إلا فيما نذر. نجحت الخطة بسبب تفهم بعض الأصدقاء والمعارف والقراء.
أما كتابي الثالث (فجر العصافير الطليقة – الصادر سنة 2013) المترجم للغة الايطالية فقد بيعت منه نسخا عديدة عوضت عن جزء كبير من تكاليف نشره. أما الآن وكتابي الجديد (خيمة غزة في اوسلو) في طريقه الى الطباعة والنشر فإنني أضع يدي على قلبي، لأن تكاليفه ستكون مرتفعة أكثر من تكاليف الكتب السابقة.
في الختام أقول: إن اشتروه سوف يساعدونني على نشر كتاب جديد وإن لم يفعلوا ذلك سأتبع طريقة اخي الشاعر محمد السويدي أو الطريقتين الألمانية والرومانية في التوزيع.
نضال حمد – اوسلو