المتصهينون الجُدُد في العراق الجديد
نضال حمد
هل يعلم القارئ أن رئيس هيئة محكمة الرئيس المخلوع صدام حسين المدعو سالم الجلبي هو ابن شقيقة احمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر العراقي المعروف بولائه وعمالته للصهيونية والإدارة الأمريكية؟.
كما هو شريك في التجارة والسمسرة وبيع العراق مع شركات صهيونية وأمريكية.
فعلا صدق المثل الشعبي القائل ” ثلثين الولد لخاله” فسالم الجلبي يكاد يسبق خاله احمد الجلبي في العمالة والتصهين. أما الخال احمد الجلبي نفسه فهو غني عن التعريف، حيث تُهم السرقة والاحتيال والفساد والعمالة تلاحقه أينما ذهب. وقد خرج الجلبي من بغداد متسللا كما بريمر ليختفي عن أعين العباد.
تم تعيين المدعو سالم الجلبي قاضيا لمحاكمة صدام حسين وبقية قيادة النظام السابق، والجلبي الصغير شريك أساسي في شركة صهيونية مملوكة لأحد الإرهابيين من المستوطنين الصهاينة ويدعى “مارك زيل” من عصابة “غوش امونيم” الإرهابية. هذه العصابة التي خَرجَت وأنجبت صقور الإرهاب الصهيوني مثل المقبوران مائير كاهانا داعية الترانسفير الشهير، وغولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل.
كان (سالم الشلبي) البالغ من العمر 41 عاما سار على درب خاله احمد الشلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي المتصهين، فأقام علاقات تجارية وشراكة مالية مع شركات وعملاء صهاينة وأمريكان.
أما ” شركة العراق القانونية الدولية” فقد تولت عبر قنوات معينة ومتعددة تلزيم عقود لشركات أمريكية في العراق بعد احتلاله وسقوط نظام البعث. هذا بحسب ما أوردته بعض الوسائل الإعلامية سابقا وحديثا. وفي هذا الصدد جاء في صحيفة الغارديان يوم 23-9-2003 تحت عنوان فضيحة كبرى! أصدقاء وعوائل مجلس الحكم يصبحون سماسرة لبيع العراق :
” مؤخرا كان سالم الجلبي ابن أخ احمد الجلبي الشخص البعيد عن المؤامرة السياسية حول العراق المعلومات القليلة التي ونشرها موقع
IILG
انه سابقا عمل لدى مكتب محاماة في لندن يدعى
” Clifford Chance
ومن المستغرب إن مكتب
Clifford Chance
فى أن يكون سالم الجلبي قد ترك العمل وانه ما زال موظفا لديهم.
قبل الحرب بوقت قصير شارك سالم الجلبي في مؤتمر حول الديمقراطية في العراق والدفع نحو قيام الحرب وتشكيل لجنه قرار نموذج جنوب أفريقيا. بعد ذلك وخلال الغزو رشحه البنتاغون كمستشار في وزاره العدل للعمل في مجموعة غاى غارنر، المشروع الفاشل النحس لاداره العراق.”..
مارك زيل الصهيوني المتطرف، شريك سالم الجلبي العراقي المتصهين، هو أيضا شريك لأحد صقور إدارة بوش المحافظة، وهذا الشريك هو دوغلاس فيث مساعد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، وعملا في شركة محاماة أمريكية – (إسرائيلية) خاصة لها مكاتب في كل من واشنطن وتل أبيب. وقد أسست الشركة “فانتز” للصهيونيين “مارك زيل” و”دوغلاس فيث” بعد انسحاب الأخير من عمله في وزارة الدفاع. حيث قرر العمل عميلا أجنبياً للمصالح (الإسرائيلية) والتركية كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية. كما ويعرف عن فيث تأييده الكبير لحزب ” الليكود”، ومن أهم إنجازاته في خدمة التطرف الصهيوني وقوفه ضد اتفاقية أوسلو وعمله الدؤوب من اجل التخلص منها. حتى أنه أعلن توبيخه لنتنياهو عندما وقع الأخير على اتفاقية واي ريفير.
لدوغلاس فيث أقوال علنية معروفة مثل إن المستوطنات (الإسرائيلية) على الأراضي الفلسطينية قانونية وأن نفط العراق يجب أن يُصدر الى (إسرائيل).
يعتبر دوغلاس فيث من معدي الوثيقة الشهيرة ” الصفقة النظيفة” سنة 1996 والتي طلبت الإطاحة بصدام حسين كخطوة أولى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد حسب الوصفة (الإسرائيلية). وهذه الوصفة هي بالضبط مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تنادي به الإدارة الأمريكية وتعمل لفرضه على الدول العربية والإسلامية، من أجل تقوية (إسرائيل) وتعزيز وجودها الفعلي على حساب العرب والمشرقيين.
أما مارك زيل فهو صهيوني متطرف ينضوي تحت راية عصابات غوش أمونيم المتطرفة، وهو لا يؤمن بأي حوار أو سلام أو تعايش لا مع الفلسطينيين ولا مع العرب، فما الذي جمعه إذن مع سالم الجلبي غير عمالة الأخير للصهاينة والأمريكان؟.
لكن مارك زيل الذي يمقت العرب يعمل مع الجلبي ما دام الأخير يعمل في خدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية في شرق المتوسط وفي البلاد العربية وفي العراق المحتل.
وذكرت صحيفة الحياة اللندنية في عدد اليوم 2 تموز – يوليو 2004 :
“بعد تأسيس شركة بغداد سارع زيل إلى تأسيس فرع لشركة “غولدبرغ اند كو” الصهيونية في الولايات المتحدة. وهذه الشركة تعمل في مشاريع إعادة أعمار العراق، وقد نجحت في تسليم شركات أمريكية عقود بمئات ملايين من الدولارات”… العمل لخدمة الصهيونية وأعداء العرب والعروبة يجري على قدم وساق في العراق المحتل. العراق الجديد الذي خرج عن إطاره العربي ومحيطه الإسلامي ليصبح بقيادة مجلس عملاء الاحتلال ألعوبة بيد كلاب الاحتلال.
لم تعد العمالة (لإسرائيل) سراً في عراقهم الجديد، كما لم يعد التعامل مع الصهيونية كفرا بالعروبة والدين. لقد انتهى زمن مقولة الأئمة التعامل مع (إسرائيل) حرام … وصار التعامل وسيلة للحصول على مكانة ما في مؤسسات العراق الجديد. عراق سلطة الاحتلال وحكومة العملاء المتعددة الوجوه مع أنها كلها وجوه مزيفة لعملة واحدة أيضا مزيفة.
المشكلة ان الذين يسيرون على نهج التبيعة والارتباط ليسوا فقط من زعماء بعض القبائل والعشائر والأحزاب المنضوية تحت معاداة النظام السابق والبحث عن مكاسب جديدة وغنائم كبيرة بعد سقوط النظام. هناك نوعيات من المثقفين الحقيقيين “وهم قلّة قليلة” ومن أشباه المثقفين المتأمركين والمتصهينين والمنتفعين تكفلوا بكتابة رسالة تحية وشكر وتقدير للوحشين بوش وبلير، ولم ينسوا أن يزجوا بإسمين عربيين في الرسالة، سارع الدكتور هيثم مناع فتبرأ من توقيعه هو وزوجته السيدة فيولييت داغر، مدينا الذين زجوا بتوقيعه هو وزوجته .
سوف يترحم العراقيون على أيام صدام حسين بالرغم من كل لعناتها وسوداويتها بالنسبة للمعارضين لحكمه. لأن الذين جاءوا بعده بواسطة الغزو والاحتلال الأمريكي أثبتوا أنهم دمى بيد الصهيونية والاحتلال. ومجموعة من عملاء المخابرات الأمريكية والحاقدين على الأمة العربية. وما محاكمة صدام حسين بقاضي عميل للصهيونية وخفير لشركات الاحتلال سوى تأكيد على أن عراقنا القومي العربي ليس عراقهم المتأمرك، و عراقهم المتصهين ليس عراقنا العربي والإسلامي والمشرقي. وبالتأكيد هذه المحاكمة لن تؤدي إلا للمزيد من التعاطف مع صدام حسين بالرغم من كل أعماله السوداء. لكن من حسنات صدام حسين أنه لم يكن في يوم من الأيام عميلا للموساد الصهيوني، وهذا يشفع له ولو جزئيا في مسرحية المحاكمة التي أعدت صهيونيا وأمريكيا.
المتصهينون الجدد في العراق الجديد
نضال حمد
2004 / 7 / 3