المرحومة عمتي عطرة حمد – أم فؤاد حسين – الحلقة الأولى
بقلم نضال حمد
قبل أكثر من أسبوع كتبت مقالة عن المرحومة خالتي عطرة علي حمد – أم محمد حمد- التي توفيت قبل سنوات في مخيم عين الحلوة بلبنان وكنت اثناء الكتابة أرى عطرة خالتي ومعها عطرة عمتي أمامي وبين الكلمات والجمل والعبارات.
أما اليوم فها أنا أكتب لكم-ن عن عمتي عطرة أحمد حمد – أم فؤاد حسين – التي توفيت يوم أمس الثلاثاء في 14-3-2023 في دير حنا بالجليل، حيث أنها في أعقاب النكبة استقرت هناك مع عائلة زوجها المرحوم عبد النايف.
على ما أذكر فقد سمعت من أبي رحمه الله أن شقيقته أم فؤاد وزوجها ومعهما نجلهما فؤاد غادرا اثناء نكبة ال 1948 الى لبنان لكنها عادا بعد أشهر واستقرا في دير حنا. بقيا هناك حتى نهاية رحلة حياتهما. ربما هذا كان من أفضل القرارات المصيرية التي أتخذاها في حياتهما رحمهما الله.
كانت عطرة أم فؤاد أيقونة من أيقونات الصفصاف ودير حنا، إذا قلت عطرة في الدير يعرفها أهل الدير كلهم. حصل معي عدة مرات أن ذكرت اسمها أمام ناس من دير حنا وأمام أصدقاء من الدير التقيت بهم في دول أوروبية عديدة، فكانوا يعرفونها على الفور، ثم يقومون بايصال تحياتي وسلاماتي لها.. كما كان الصديق الشاعر شفيق حبيب أحد هؤلاء الأصدقاء الذين ذهبوا الى عمتي وحيّوها وقالوا لها لك سلام من نضال إبن شقيقك أبو جمال.
فتحت عيني على الدنيا على رؤية خالتي عطرة وبنفس الوقت على سماع إسم عمتي عطرة التي لم ألتقِ بها في حياتي سوى مرتين. كان جدي “أبو نعيم” يحلم قبل موته يحلم ويتمنى لقاء إبنته عطرة التي طالما فكر بها وبغربتها في الوطن، لكنه للأسف الشديد كما ستي غزالة توفي دون أن يحقق حلمه بالعودة الى الصفصاف وبلقاء عمتي هناك أو في دير حنا. بعكس جدي فقد تمكن اخوتها من اللقاء بها بداية سنوات السبعينيات من القرن الفائت حيث حصل عمي محمود النعيم – أبو محمد – على تصريح وزارها وكذلك والدي ابو جمال، ثم فيما بعد إلتقت بعمي الأصغر المرحوم علي النعيم -أبو حسين-. فقد تحقق حلم جدي على أيدي أولاده حيث صانوا أمانته ووصيته بعدم نسيان شقيقتهم عطرة، التي هي أيضاً لم تنساهم وكانت تساعدهم وكذلك فعل أولادها طوال سنوات العذاب. اما هم فلم ينسوا عطرة شقيقتهم التي عادت مع زوجها عبد النايف الى بيتها وأرض شعبها حيث كانت غادرت مجبرة في أعقاب سقوط الصفصاف والجليل وأجزاء شاسعة من أرض فلسطين.
قبل ولادة كيان “اسرائيل” على أرض فلسطين بعشرات السنين ولدت عمتي عطرة أحمد حمد أو كما يقول أهل البلدة “عطرة النعيم” نسبة لجدي أحمد – أبو محمود حمد – الذي عاش ومات وهو يعرف بلقب “أبو نعيم”. توفيت عن عمرٍ ربما ناهز ال 97 عاماً. عاشتها كلها من البداية حتى النهاية على أرض فلسطين وفي الصفصاف ومن ثم في دير حنا. منذ النكبة سنة 1948 وحتى وفاتها يوم أمس في الرابع عشر من آذار مارس 2023، لم تلتقِ بوالدتها (غزالة عزام من بلدة الجش) ووالدها اللذان توفيا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كيف التقيت سنة 1982 لأول مرة في حياتي بعمتي عطرة؟
سوف أحدثكم عن ذلك في الحلقة الثانية من سيرة أيقونة الصفصاف ودير حنا عطرة أحمد حمد – أم فؤاد حسين – تتبع الحلقة الثانية.
نضال حمد
15-3-2023