المرحوم الشيخ ابراهيم غنيم
علم من أعلام المخيمات والعمل الاسلامي في لبنان
ولد الشيح العلامة في صفورية قضاء الناصرة بفلسطين العربية سنة ١٩٢٤. في صفورية ومع أقرانه من جيل تلك الحقبة من زمن ما قبل النكبة تلقى تعليمه الابتدائي في البلدة. ونتيجة حاجة والده للمساعدة لم يكمل تعليمه وتوجه للعمل في الزراعة مع عائلته. بعد فترة من الزمن وتحديدا سنة ١٩٤٧ تزوج وقيل أنه انتقل للعمل في الضفة الغربية. ثم حصلت النكبة وسقطت فلسطين بأيدي العصابات اليهودية الصهيونية الغازية فاضطرت عائلته للنزوح الى لبنان. ثم في وقت لاحق التحق بعائلته الشريدة في مخيم نهر البارد شمالي لبنان.
في ذلك الوقت عاش اللاجئون الفلسطينيون ظروفاً صعبة جداً ولكي يساعد عائلته توجه للعمل في بيروت. هناك تعرف الى الشيخ محمد جنيد العمري وتلقى على يديه أصول العلوم الشرعية والفقهية وأجازه في الطريقة النقشبندية، ولازمه لعدة سنوات.
بحسب ما قرأت في وسائل الاعلام عند بحثي عن سيرة الشيخ غنيم فإنه عندما أصبح متمكنًا ومتمرسًا بالعلوم الشرعية طلب منه شيخه الانتقال إلى قرية (بيت جيدة) في منطقة الضنية، ليتابع ويشرف على تعليم أهالي القرية العلوم الشرعية.
منذ تلك الفترة تفرغ فضيلة الشيخ إبراهيم غنيم لطلب العلم الشرعي ونشر الدعوة الإسلامية. فعاد إلى مخيم نهر البارد وافتتح غرفة سُميت حينها (حجرة) لتعليم أصول الدين، ولتكون مركزاً لطلبة العلوم الشرعية.
كما جاء في موقع إلكتروني صيداوي وآخر اسلامي أنه في العام 1963م، وبناء على طلب من أهالي مخيم عين الحلوة، انتقل للعيش والسكن هناك، وليكون إماما وخطيبا لـ(مسجد الجميزة) الذي تم بناؤه حديثًا في المخيم، وكان له العديد من النشاطات المتميزة في مجالات الخطابة والدعوة ومتابعة أمور الناس.
ثم عمل إماما لـ(مسجد الزعتري) في صيدا، وساهم بشكل كبير بإعطاء الدروس الشرعية داخل المسجد، مما أتاح له التوسع في نشر الدعوة والتعرف على ثلة من المشايخ الأجلاء من أهالي المدينة، والذين أحبهم وأحبوه فلازموه. كما كان مدرسًا للتربية الإسلامية في بعض المدارس الحكومية بتتكليف من إدارة الأوقاف الإسلامية في صيدا.
أصبح فضيلة الشيخ إبراهيم غنيم مرجعاً دينيا وفقهيا واجتماعيا، ومقصدا للعديد من طلاب العلم الشرعي من كافة المناطق اللبنانية، ولذلك نظم دروسا لطلبة العلم الشرعي في بيروت والبقاع والشمال والجنوب.
عمل على بناء مسجد القدس وروضة أطفال القدس في مخيم نهر البارد.
شارك في عدة مؤتمرات إسلامية لدعم القضية الفلسطينية. منها مؤتمر أسبوع المستضعفين في طهران في العام 1982م.
الشيخ إبراهيم غنيم هو رئيس مجلس الشؤون الدينية (مرشد)، وتربطه أفضل العلاقات مع كافة القوى الإسلامية حيث يدعو دائما لتوحيد كلمة وجهود المسلمين.
بعد نكبة مخيم نهر البارد وتقدم فضيلتة بالسن تقلص نشاطه، دون أن يتخلى عن مواقفه ومبادئه في سبيل وحدة الأمة وتحرير فلسطين.
يذكر أن الراحل الشيخ ابراهيم غنيم كان له بصمات في رفد العمل الاسلامي المقاوم، إذ أسس الحركة الاسلامية وترجم كل ذلك بإرسال المقاتلين لجبهات القتال في بيروت والجنوب إبان الاجتياح الصهيوني عام 1982 ليرتقي اثنين من أنجاله شهداء. هذا بحسب بيان نعي صادر عن القوى الاسلامية في لبنان.
صيف عام 1982 حصل الغزو الصهيوني على لبنان، فقام أبناؤه وتلاميذه بواجب الجهاد ضد الغزو الصهيوني، وقضى ابنه عبد الحكيم شهيدا في ميدان القتال دفاعاً عن مخيم عين الحلوة، كما قضى ابنه الآخر عبد الحميد في مخيم نهر البارد.
توفي عن عمر ناهز ال ١٠٠ عام في 27/تشرين اول/2020 ودفن في مقبرة الشهداء الخمسة بمخيم نهر البارد.
رحمه الله وعلينا الوفاء بالثبات على نهج الكفاح المسلح حتى تحرير كل فلسطين.
نضال حمد
١٩-٢-٢٠٢٣