المطران حنا: لا نتحدث عن المقدسات بمعزل عن الشعب فالشعب هو سدنة المقدسات وحاميها
سيادة المطران عطا الله حنا: ” لا نتحدث عن المقدسات بمعزل عن الشعب فالشعب هو سدنة المقدسات وحاميها “
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم وفدا من الحجاج الاتين من اليونان وقبرص ورومانيا في كنيسة القيامة في القدس القديمة حيث رحب بزيارتهم للمدينة المقدسة مقدما لهم شرحا تفصيليا عن تاريخ واهمية هذا المكان المقدس حيث انبلج نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم.
وقال سيادته بأن كنيستنا هي ام الكنائس كما وصفها القديس يوحنا الدمشقي ذلك لانها اول كنيسة شيدت في العالم وهي البقعة المباركة التي منها انطلقت رسالة الايمان المسيحي الى مشارق الارض ومغاربها .
المسيحيون في بلادنا متمسكون باصالتهم الايمانية المسيحية المشرقية كما انهم متمسكون بانتماءهم لوطنهم ففلسطين هي وطن لكل ابناء الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين وكلنا ندافع معا وسويا عن هذا الوطن الجريح حتى يستعيد شعبنا حريته وتتحقق ثوابته وامنياته وتطلعاته الوطنية .
المسيحيون في ديارنا ليسوا اقلية او جالية او ضيوفا عند احد فهم اصيلون في انتماءهم لهذه الارض وليسوا بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم وهم يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ارض التاريخ والتراث والقداسة والمقدسات كما انهم يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني الذي قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
نحن كمسيحيين فلسطينيين كنا وما زلنا وسنبقى دعاة محبة واخوة وعدل وسلام رافضين مظاهر الكراهية والعنصرية بكافة اشكالها والوانها .
فمدينة القدس هي مدينة السلام وهي مدينة لها اهميتها السامية في الديانات التوحيدية الثلاث أما الاحتلال فهو يسعى لتهميش الحضور الفلسطيني الاسلامي والمسيحي ويسعى لبسط هيمنته وسطوته واظهار مدينة القدس وكأنها مدينة يهودية فقط وفي هذا تجاهل لتاريخها وهويتها واصالة وعراقة الحضور العربي الفلسطيني المسيحي الاسلامي فيها .
نرفض سياسات الاحتلال الغاشمة في مدينة القدس كما وفي غيرها من الاماكن فبالبارحة كان هنالك عدوان في جنين وفي كل يوم هنالك عدوان جديد والاحتلال يستعمل اسلحته الاتية من الغرب في قتل الفلسطينيين وترويعهم والنيل من معنوياتهم وحضورهم الاصيل والاصلاني في هذه الارض المباركة والمقدسة .
في فلسطين هنالك جرائم مروعة ترتكب بحق الانسانية وفي القدس هنالك استهداف لاوقافنا المسيحية وللحضور المسيحي فاعداد المسيحيين في القدس تتراجع بسبب الاوضاع السياسية والمعيشية والاقتصادية وما يعاني منه المسيحيون يعاني منه كل ابناء الشعب الفلسطيني ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق .
تذكروا بأن القدس ليست فقط المقدسات بل هي ايضا الشعب فكما تأتون من اجل المقدسات وزيارتها والصلاة فيها نرى انه من الاهمية بمكان ان تتعرفوا على معاناة الشعب وما يعاني منه الفلسطينيون في ديارنا من ظلم وقمع واستبداد.
القدس ليست حجارة صماء بل هي الشعب ونحن لا نتحدث عن المقدسات بمعزل عن الشعب ولا نتحدث عن الشعب بمعزل عن المقدسات فشعبنا هو سدنة المقدسات وحاميها في مواجهة الاحتلال والاستعمار العنصري الذي نعاني منه كفلسطينيين.
وضع سيادته الوفد في صورة ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني كما وقدم لهم وثيقة الكايروس الفلسطينية واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .