المطران عطا الله حنا : ان الاحتلال الذي سرق ارضنا واستوطن بلادنا
المطران عطا الله حنا : ان الاحتلال الذي سرق ارضنا واستوطن بلادنا يسعى اليوم لسرقة عقولنا وثقافتنا ومحو ذاكرتنا .
” اولئك الذين شردوا شعبنا واحتلوا ارضنا انما يسعون اليوم لاحتلال ذاكرتنا والنيل من ثقافتنا وطمس معالم انتماءنا لهذه الارض المقدسة “
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا نوجه التحية لشعبنا الفلسطيني في كل مكان في هذا اليوم الذي نستذكر فيه نكبتنا وما حل بنا عام 1948 ورسالتنا ستبقى دوما رسالة الحق والانحياز لعدالة قضية شعبنا والتي نعتبرها اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
ان الاحتلال الذي سرق ارضنا واستوطن بلادنا يسعى اليوم لسرقة عقولنا وثقافتنا ومحو ذاكرتنا .
بالامس القريب سرقوا الارض ونهبوا البلاد والعباد واليوم يسعون لطمس معالم ثقافتنا وتزوير تاريخنا والنيل من انتماءنا لهذه الارض المقدسة .
وكما ان القدس مستهدفة والمقدسات مستباحة هكذا ايضا هي ثقافتنا الفلسطينية التي يراد النيل منها وتشويهها ومحوها ، وهنالك ادوات مرتبطة بالاحتلال والتي تسعى لايجاد جيل جديد من ابناءنا لا يعرفون شيئا عن قضيتهم ولا يعرفون ماذا تعني النكبة ولا يعرفون ماذا تعني القدس بالنسبة الينا .
اولئك الذين احتلوا اراضينا ونكبوا شعبنا هم ذاتهم اليوم الذين يسعون لسرقة ثقافتنا واستهداف انتماءنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الارض المقدسة .
في ذكرى النكبة وامام هذا الكم الهائل من الشهداء والتضحيات التي يقدمها شعبنا الفلسطيني ادعو شبابنا الى مزيد من اليقظة والحكمة والانتباه والحرص فلا نريد لشبابنا ان يكونوا تائهين ضائعين في ظلمات ما يخطط ويرسم لهم بهدف تشويه ذاكرتهم واقتلاعهم من الهوية العربية الفلسطينية التي نفتخر جميعا بانتماءنا اليها .
شبابنا هم امل المستقبل فكونوا على قدر هذه المسؤولية وكونوا في حالة انتباه ويقظة وتحلوا بالصدق والاستقامة والحكمة والمسؤولية والرصانة والانتماء الحقيقي لهذه الارض المقدسة .
نعلم جيدا ان هنالك حالة احباط ويأس يسعى البعض لادخالها الى مجتمعنا ونعلم جيدا بأن الصورة قاتمة والاوضاع ماساوية والمؤامرات تحيط بنا من كل حدب وصوب ، نعلم جيدا بأن اوضاعنا ليست على ما يرام وليست كما كنا نتمنى ان تكون ولكن وبالرغم من كل ذلك لا يجوز لنا ان نقبل بأن يتم اغراقنا في ثقافة الاستسلام والخوف والتردد واليأس والاحباط والقنوط فنحن اصحاب قضية عادلة وقضيتنا هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث فكونوا على قدر هذه المسؤولية .
فلسطين بحاجة الى شبابها وبحاجة الى كل واحد منكم ، فلسطين بحاجة الينا جميعا وعلينا تقع مسؤولية الدفاع عن هذه القضية التي هي قضية شعبنا الفلسطيني الواحد بكافة مكوناته الدينية والحزبية والفصائلية والسياسية .
فلتكن معنوياتكم عالية وافتخروا بانتماءكم للشعب الفلسطيني الذي قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام من اجل ان تتحقق حريته المنشودة ومن اجل ان تسود العدالة في هذه الارض التي غيب عنها العدل والسلام بفعل ما يرتكب بحق شعبنا وانساننا الفلسطيني من ظلم وقهر واضطهاد واستهداف.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى استقباله اليوم وفدا من طلاب جامعة القدس في ابو ديس .