المعركة مستمرة وبحاجة لنفس طويل
“أسقطوا الكفاح المسلح وأسقطوا اللاءات الثلاث “لا صلح لا تفاوض ولا اعتراف”.
فتصالحوا وتفاوضوا واعترفوا وعملوا ولازالوا في حماية الاحتلال ولأجل ديمومته”.
المعركة مستمرة وبحاجة لنفس طويل – نضال حمد
لمن لازالوا يراهنون على المتأوسلين ومشتقاتهم. لقد وصلنا الى نهاية النفق المظلم الذي أدخلونا فيه ولا يوجد ضوء ولا نور في نهاية هذا النفق، إنما مزيد من الظلام والعتمة. إذا أراد الفلسطينيون الذين لازالوا يؤمنون بشعبهم ونضالهم أن يستمروا يمكنهم ذلك لكن بشرط أن يبتعدوا عن أصحاب الحياة مفاوضات وسلام الشجعان، الذي لا توجد فيه شجاعة بل اسقاط للراية وهزيمة وذل وخيانة. إن لم يتعظوا ويغيروا ما في أنفسهم عليهم العوض ولأن النسيان سوف يطويهم فرادى وجماعات، فصائل وأحزاب ومؤسسات وشخصيات وتجمعات واتحادات ولجان وجمعيات. أما نحن جماعة الالتزام بالميثاق وشعار بالدم نكتب لفلسطين، قبل أن يتمكن منا فرويس كورونا اللعين، الذي يقوم بخطفنا واحد تلو الآخر. ربما علينا أن ننتظر من سيأتي من بعدنا ليحمل الراية ويواصل النضال. أقول هذا الكلام لأن قضيتنا أصبحت سوقا للنخاسة من العرب يتاجرون بها غير آبهين بنا.
عندما تتراجع ثقافة المقاومة في الأمة تبرز ثقافة الاستسلام والخيانة التي أسست لها الرجعيات العربية متعاونة مع العدوين الصهيوني والامبريالي الاستعماري، خلال عقود من الزمن إذ لم لم يكن منذ احتل الصهاينة فلسطين سنة 1948 وأكملوا احتلالها مع بقية الأراضي العربية سنة 1967. أوجدت تلك الرجعيات قادة واعلاميين ومثقفين فلسطنييين ارتضوا العمل في خدمتها مقابل المال. فأفسد هؤلاء الثورة الفلسطينية والنضال الفلسطيني. وارتبطوا بالأنظمة الرجعية التي كانت بالنسبة لهم مصدر المال لتخريب الناس.
نتيجة لذلك وصلت القيادة التي كانت تتحكم بالقرار الفلسطيني وبالتمثيل وما يسمى الشرعية الى الهاوية فسقطت بالضربة القاضية في أوسلو وأسقطت معها شعارات كثيرة تربت عليها جماهير الأمة العربية والشعب الفلسطيني. أسقطوا الكفاح المسلح وأسقطوا اللاءات الثلاث “لا صلح لا تفاوض ولا اعتراف”. فتصالحوا وتفاوضوا واعترفوا وعملوا ولازالوا في حماية الاحتلال ولأجل ديمومته. كل هذا الخراب كان سببه تراجعهم عن الثوابت منذ أن تبنوا برنامج سياسي مرحلي يعترف بالعدو الصهيوني. برنامج سلام استسلامي اعترف بالصهاينة وبروايتهم التاريخية وبالتخلي عن الأرض والحقوق الفلسطينية. وهم جماعة 242 و 338 كما كان يسميهم شهيدنا الفنان الخالد ناجي العلي. الذي حذرنا منهم من خلال كاريكاتوراته اليومية على مدار سنين طويلة ومنذ سنوات طويلة.
أما الفصائل الفلسطينية التي كانت تعارض ذلك ولم تستطع ايجاد طريقة لتغيير سلوك قادة منظمة التحرير الفلسطينية وفصيلها الأكبر حركة فتح ومن وقف معهم من الفصائل الأخرى.
غالبية تلك الفصائل الفلسطينية نجدها في هذه الأيام تكاد تخلو من المثقفين التنويريين والناقدين والمستقلين واللا متزمتين، من جماعة الحزب أو الفصيل فوق النقد والتشريح…
المثقفون الحقيقيون أصحاب الرأي الحر ما عاد لهم مكان فيها.
ربما هي تريد سحيجة وليس من ينتقدها ويعارضها ويساهم في تصويب سياساتها وبرامجها ومساراتها. مع أنها هي التي علمتنا منذ الصغر النقد والنقد الذاتي .
شيئ مؤسف فعلاً..
أعرف أن هناك بعض المثقفين هذه الأيام تماما مثل أيام الخالد ناجي العلي يؤثرون في الناس ويثورون الجماهير أكثر من الفصائل. لكن هؤلاء لم يتمكنوا من ايجاد اطار يجمعهم ربما لو وجد كان بامكانه تغيير بضاً من الواقع المر الذي نعيشه.
التعميم بالنسبة لدور الفصائل ليس دقيقاً وليس صحيحاً فليست كل الفصائل في جيب عباس كما لم تكن في جيب عرفات. فهناك من كانوا خارج جيب أبو عمار في أوج سلطته… ومنهم من هم لغاية اليوم خارج جيب وفلوس وزريببة عباس.
على الرغم من ضعف تلك الفصائل وتراجع مكانتها ودورها وشق كل واحد منها الى فصيلين من قبل عرفات سابقاً وقيام عباس لاحقاً باحتضان المنشقين، إلا أنهم مناضلين جديرين بالاحترام والتقدير. هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى فأنا لا أفهم وربما لن أفهم لماذا لا تتوحد تلك الفصائل الصغيرة الرافضة لنهج الاستسلام في فصيل واحد قد تنتج عنه حالة ما تساعد في تحسين وتمتين الوضع الفلسطيني الرافض والمقاوم. وتصبح خطوة نحو توحيد فصائل العمل التقدمي والوطني واليساري والقومي التي مازالت مؤمنة بالميثاق الوطني الفلسطيني. لو تمت هذه الخطوة بالتنسيق مع الشخصيات والمؤسسات والمثقفين الفلسطينيين المؤمنين بنفس النهج لاستطاعوا ايجاد قوة ضغط كبيرة وفاعلة لها امتدادات في كل مكان يوجد فيه فلسطينيون في العالم.
28-09-2020
نضال حمد