المناضل الوطني الكبير أبو الرائد مصطفى في ذمة الله
أبو الرائد عاد الى مخيم برج البراجنة وبقي هناك
ولد رفيقنا فايز محمد مصطفي في قرية الكويكات / قضاء عكا / الجليل بفلسطين المحتلة. عاش في مخيمات لبنان بالتحديد في مخيم برج البراجنة. منذ بداية شبابه التحق بحركة القومنيين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليصبح من قادتها الأوائل وعضواً في مكتبها السياسي. بداية تسعينيات القرن الفائت هاجر الى الدنمارك بعدما ضاقت به الحياة ليستقر هناك. بقي في البلاد الجديدة يواصل نضاله ونشاطه ضمن التجمعات والجاليات والنؤسسات الفلسطينية الملتزمة بثوابت شعب فلسطين. كان مؤخراً يعاني من مرض عضال واجهه بمعنويات عالية وصمود كبير. ثم قرر مؤخراً السفر الى بيروت للقاء ووداع أقاربه ومخيمه ومدينته. لكن القدر إختطفه هذا اليوم في لبنان، لتنته في 22-3-2023 رحلة حياته المليئة بالمحطات الوطنية المشرفة.
الصديق فايز محمد مصطفى – أبو الرائد – رفيق وقائد في ثورة تم غدرها فيما بعد من قبل بعض أبناءها وآخرين تسلقوا عليها وعلى أضرحة الشهداء. بعد أن سُدت الدروب في وجهه ووجوه شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان وسوريا، فبعد كل الطعنات والمؤامرات على شعبنا وثورتنا في لبنان غادره الى الدنمارك ليستقر هناك في تجمعات ومخيمات شعبنا ياسكندنافيا. هناك بالذات التقينا مرات عديدة على هامش نشاطات فلسطينية وسياسية وثقافية واجتماعية. إلتقينا في أوغوس وكوبنهاغن وفي عواصم ومدن أوروبية عديدة. في كوبنهاغن كنت مبعوثاً من قبل اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا لطرح فكرة عقد مؤتمر الاتحاد في الشام تضامناً مع سوريا ومخيمات شعبنا الفلسطيني هناك. لاقت الفكرة إستحسانا من قبل أبي الرائد ورفاقه واخوانه الذين شاركوا في اللقاء. كنا مجتمعين في المقر الذي عمل فيه رفيقنا وصديقنا علي أبو وديع أو أبو سمرة رفيق التجربة البولندية والاسكندنافية كذلك.
التقيت بأبي الرائد في بيروت وصيدا ودمشق وفي مخيمي برج البراجنة ومار الياس مرات عديدة، كانت كلها في مناسبات واجتماعات ولقاءات ونشاطات وطنية. في الشام شاركنا معاً نهاية سنة 2014 في مؤتمر الاتحاد وعدنا معاً من هناك الى بيروت برفقة رفيقنا وصديقنا المشترك محمد ياسين -أبو أحمد -. في دورتموند سنة 2012 إلتقينا على هامش مؤتمر الاتحاد وكذلك في برلين بمؤتمريه الأخيرين. هناك أكدنا معاً ومع رفاقنا على التمسك بثوابت شعب فلسطين وعلى محاربة نهج الفساد والعمالة. بقينا على تواصل دائم عبر مواقع التواصل الإجتماعي حتى الأسبوع الفائت.
في كل مرة كنت أتحدث معه أو ألتقي به ألحظ تمسكه بالجمرة الثورة، بالفكرة الهدف، بكامل تراب فلسطين. مع مرور الأيام والسنوات كان يزداد موقفه تجذراً ومبدئية وتمسكاً بالحقوق الفلسطينية ومعاداة لمن باعوها وتخلوا عنها.
على عهد فلسطين الكاملة يا رفيقي أبو الرائد..
أشهد أنك بقيت حتى آخر يوم في حياتك مناضلاً ملتزماً بكامل تراب فلسطين ورافضاً للعمالة والخيانة. كما أنك كنت قادراً على تسمية من خانوا القضية بأسمائهم وهذه لربي من سمات المناضلين المثقفين، الصلبين، الذين لا يهادنون ولا يساومون.
وداعاً رفيقي أبو الرائد.
نضال حمد
23-3-2023
الأول من رمضان 1444