الميثاق الوطني الذي أقره المؤتمر ضد التجنيد المنعقد في سخنين
الميثاق الوطني الذي أقره المؤتمر ضد التجنيد المنعقد في سخنين
ديباجة:
هذه الوثيقة أعدت بمبادرة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية، بصفتها الهيئة التمثيلية – القيادية – الوحدوية الأعلى للجماهير العربية الفلسطينية ممن بقوا وصمدوا في وطنهم رغم النّكبة التي حلّت بشعبهم الفلسطيني على أيدي الحركة الصهيونية عام 1948، حيث أصبحوا مواطنين في دولة إسرائيل، التي قامت على انقاض شعبهم. إن هذا البقاء والصمود يستند الى قاعدة تقول: إن حقوقنا المدنية والقومية غير مشروطة بواجبات ولاء مفتعلة أو قسريّة، وهي غيرقابلة للمساومة أو المقايضة في هذه البلاد، لأنها تنبع من حقيقة وجودنا التاريخي في وطننا الذي لا نقبل وطنا سِواه، ومن أننا أصحاب الأرض الأصليين، ولا تنبع من المواطنة التي فرضت علينا كنتيجة مباشرة للنكبة.
انطلاقا من الموقع الجيوسياسي وواقعنا المتميز والحساس ، وبصفتنا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني تاريخا، حاضرا ومستقبلا، وطنيا قوميا وحضاريا ، هوية وثقافة، فان الوثيقة تهدف الى مناهضة مشاريع الخدمة العسكرية والمدنية الإسرائيلية كافة، بكل مسمياتها وتخريجاتها وبدائلها، الالزامية والطوعية، على أبناء وبنات شعبنا الفلسطيني في الداخل من قبل المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة.الوثيقة:
نحن الموقعين على هذه الوثيقة، من جميع مركبات لجنة المتابعة من أحزاب وحركات سياسية، سلطات محلية عربية، وهيئات المجتمع الأهلي والمدني كافة، مؤسسات وشخصيات وطنية ودينية من مختلف فئات وأطياف شعبنا العربي الفلسطيني، في الجليل والمثلث والنقب والساحل، ممثلين لكل جماهيرنا الفلسطينية بدون استثناء، حيث نجتمع اليوم الموافق 6 حزيران 2014 في مدينة سخنين، في المؤتمر الوطني الرافض لكل اشكال الخدمة العسكرية والمدنية الاسرائيلية، نعلن التزامنا من خلال التوقيع على هذا الميثاق الوطني بالنضال السياسي والشعبي والقانوني، وباستخدام اشكال النضال الممكنة -الشرعية كافة، لتحقيق الأهداف التالية :
أولا: التمسك بانتمائنا وبهويتنا الفلسطينية، العربية، الثقافية والحضارية، وبأرض وطننا الذي لا نقبل وطنا سواه، وبعودة لاجئي شعبنا ومهجريه، واٌرتباطنا المطلق بشعبنا الفلسطيني تاريخا وحاضرا ومستقبلا. وفي هذا المقام فإننا نؤكد ان كافة مشاريع “الدولة اليهودية” و”يهودية الدولة” التي نرفضها جملة وتفصيلا، إنما تندرج كأخطر المشاريع التي تهدّد وجودنا وبقاءنا وتطورَنا في وطننا، التي بدورها تؤسس لإنتاج مشاريع أخرى، يندرج فيها وبينها مشروع فرض الخدمة العسكرية و” الوطنية ” (المدنية ) على ابناء شعبنا.
ثانيا : إن واجبنا الوطني والأخلاقي والديني والإنساني، الفردي والجمعي، يحتّم علينا الرفض والتصدي الفردي والجماعي لكافة مخططات ومشاريع المؤسسة الاسرائيلية، التي تهدف الى تشويه الشخصية الوطنية لشبابنا ومحاولة أسرَلتِها، وتجريدها من أي ملامح وطنية ثقافية وحضارية تميزها كشعب، عبر المشاريع السابقة واللاحقة التي تجنّد و/أو تهدف الى تجنيد أبناء وبنات شعبنا العربي الفلسطيني في الدّاخل، كوحدة واحدة أو كطوائف منفصلة، تبادر لها المؤسسة الاسرائيلية ، في الأذرع اٌلأمنية الإسرائيلية، العسكرية والمدنية، المعلنة والخفية، وتحت أي مسمى كان، خدمة عسكرية و/أو ” وطنية ” (مدنية ) أو أي من مشتقاتهما أو مسمياتهما او بدائلهما.
ثالثا: الإلتزام الكامل بالوحدة الوطنية الفلسطينية لكل أبناء شعبنا العربي الفلسطيني، بكافة أطيافه الاجتماعية وانتماءاته الدينية والمدنية، الحضارية، الثقافية والسياسية، كصمام أمان أساسي، مبدئي وفعلي، لمواجهة كافة المشاريع السلطوية التي تحاول ان تفرّق وتفتت أبناء ألشعب ألواحد والمصير المشترك على أرض وطننا المقهور، وفي مقدمتها مشاريع الخدمة العسكرية والأمنية بأذرعها المختلفة، الإلزامية منها والطوعية، على اختلاف تخريجاتها ومشتقاتها وبدائلها.
رابعا: وضع خطط عمل استراتيجية من قبل لجنة مختصة من المهنيين والسياسيين، ممثلة لجميع الأطر العربية المعنية، تهدف الى رفع مستوى الوعي الوطني والقومي، لضمان التصدي الناجع لكل مخططات ومؤامرات السلطة الخبيثة، التي تهدف الى سلخ أبنائنا وبناتنا عن شعبهم وتفكيك مجتمعنا وتحويله الى مجتمع طائفي وزج ابنائه في معارك وحروب ضد أبناء شعبهم وأمتهم. اضافة الى النضال من اجل إلغاء كافة قوانين التجنيد القائمة بحق الطائفة العربية المعروفية، ومنع سن قوانين مشابهة بحق أبناء الطوائف العربية الفلسطينية الأخرى، كالطائفة المسيحية والاسلامية، وأن نتصدى لهذه القوانين والمشاريع بكل الوسائل المشروعة ومهما كلّف الثمن، وان نحمي كل من يرفض أي شكل من اشكال الخدمة المدنية والعسكرية، كشعب واحد وموحَّد.
خامسا : المساهمة الفعلية في تنفيذ الخطة الوطنية التوعوية الشاملة للشباب العربي الفلسطيني من خلال تيسير دخول مندوبي لجنة المتابعة والجمعيات والأُطر التوعوية، الفاعلة في الموضوع، الى المؤسسات التابعة للسلطات المحلية العربية.
يدا بيد ، موحدين وبعزيمة لا تلين نحمي أبناءَنا وبناتنا وننتصر لشعبنا ووطننا.
عاشت اللحمة الأبدية لشعبنا ماضٍ وحاضرا ومستقبلا.
شعب عربي فلسطيني واحد، يؤمن بهذه الوحدة، يدافع عنها ويصونها.