النائب السويدي الفلسطيني جمال الحاج إختار أن يكون مع شعبه وقضيته
لغاية يوم السبت الموافق ٢٧-٥-٢٠٢٣ كنت أعرف النائب السويدي من إصول فلسطينية “جمال الحاج” عبر وسائل التواصل الاجتماعي كصديقين افتراضيين. في ذلك اليوم وبالذات في مؤتمر ومهرجان العودة لفلسطينيي اوروبا، المهرجان الذي يعقد منذ سنة ٢٠٠٣ بشكل منتظم وسنوي، ويشارك فيه آلاف الفلسطينيين المقيمين في أوروبا، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية وعن التوجهات السياسية للقائمين على المؤتمر، فالفلسطينيون هنا يشاركون للتأكيد على تمسكهم بحق العودة وعن رفضهم التخلي أو التنازل عن هذا الحق الشرعي والقانوني والمقدس، الذي تعترف به وتقره أيضا قرارات دولية صادرة عن الأمم المتحدة، التي بدورها كانت هي سبب مباشر في نكبتنا إذ منحت قسماً كبيراً من فلسطيننا لليهود الصهاينة لإقامة دولة يهودية (اسرائيل) على أرضنا وفي وطننا. مما تسبب في كارثة ونكبة للشعب العربي الفلسطيني الذي أصبح مشتتاً ولاجئاً في دول الجوار وفي العالم أجمع. أما نحن الذين اجتمعنا في مالمو السويدية السبت الفائت ومنا النائب جمال الحاج ابن مخيم نهر البارد في لبنان، نحن بدورنا نكون أولاد وأحفاد جيل النكبة، الذين تقر قرارات الأمم المتحدة بعودتهم إلى وطنهم والتعويض لهم ولذريتهم عن سنوات الشتات واللجوء.
جمال الحاج في تحدٍ مؤكدٍ وواضحٍ وصريحٍ لكل الذين شنوا الهجمات على المؤتمر سواء من السياسيين المتصهينين السويديين أو من أصدقاء الأحتلال والمنسقين الأمنيين معه من فلسطينيي “سلام شجعان أوسلو ومؤتمر هرتسيليا، قرر الأخ جمال الحاج حضور المؤتمر حيث شاهدته واستمعت له وهو يلقي كلمة رجولية وطنية تليق بمن ينتمي لفلسطين وبمن رضع من حليب والدته. فكم كان هذا الرجل عظيماً حين قال للذين طالبوه بعدم المشاركة في المؤتمر، قال أمام الآلاف بلهجته الفلسطينية ولغته العربية:
“إن استجبت لرغباتكم فكيف لي أن أنظر بعد ذلك في عيون أمي التي تنتظر العودة… بعد أن تم سلب أرضها وبيتها وفلسطينها وتم تهجيرها من فلسطين وما زالت تنتظر العودة منذ خمس وسبعون عاماً”..؟
لم يكتفِ جمال الحاج بهذا القدر من الكلام إذ شدد وأكد في كلمته على التحرير والعودة والوحدة الوطنية وأن العدو هو الاحتلال. وأنهى كلمته بإعادة قراءة أبيات من الشعر من قصيدة “مديح الظل العالي” للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
حاصر حصارك… لا مفرُّ !
سقطت ذراعك فالتقطها !
واضرِبْ عدوك..لا مفر ..
وسَقَطْتُ قربك، فألتقطني !
واضرب عدوك بي، فأنت الآن :
حرٌّ
حرٌّ
وحرُّ.
هذه الكلمات الملتهبة التي ذكرتني بجراحي أيضاً في مخيمي صبرا وشاتيلا ذكرتني ببيت شعر قريب لقلبي وهو أيضاً من قصيدة لمحمود درويش :”
لَنَا المَجْدُ: عَرْشٌ عَلَى أَرْجُلٍ قَطَّعَتْها الدُّرُوبُ التِي أَوْصَلَتْنَا إلَى كُلِّ بَيْتٍ
سِوَى بَيْتَنَا!
عَلَى الرُّوحِ أَنْ تَجِدَ الرَّوحَ فِي رُوحِها أَوْ تَمُوتَ هُنَا….”
كلمات درويش عن ذراع الفلسطيني التي سقطت في المعركة أهداها النائب جمال الحاج لرئيس المؤتمر الأخ الجريح أمين أبو راشد الذي كان في ثمانينيات القرن المنصرم فقد ذراعه في معارك الدفاع عن مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان.
على كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين والشرفاء والأحرار في السويد وأوروبا الوقوف مع جمال الحاج ضد الحملة التي تطاله لأنه وقف مع شعبه والتزم بقضيته العادلة وبحتمية عودته الى فلسطين الحرة.
نضال حمد
30-5-2023