الهيئة 302: نتائج التحريض غير المسبوق على الأونروا.. يُنذر بالأسوأ
النتائج التي خرج بها المؤتمر الوزاري الدولي حول “الأونروا” والذي عقد في بروكسل في 16 الجاري، يدل على أن تحريضاً غير مسبوقاً يمارس على “الأونروا” دون كلل أو ملل.. ويُنذر بالأسوأ..
لم يعد خافياً، بأن “الأونروا” محل استهداف وتشويه منهجي من الإدارة الأمريكية ودولة الإحتلال وبعض البرلمانيين الأوروبيين ومراكز أبحاث ودراسات متخصصة عربية وغير عربية..
منذ حوالي السنة ويجري التحضير لعقد المؤتمر الوزاري فقد كان مقرراً انعقاده في آذار/مارس 2021، ويرافق التحضيرات جولات مكوكية قام بها المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني وفريقه على كثير من الدول..، ودور كبير لعبه كل من الأردن والسويد لحشد الدعم السياسي والمالي، وعلى الرغم من ذلك استطاعت “قوى الضغط المعادي للوكالة” التأثير على الدول المانحة..
أن يخرج المؤتمر بجمع 38 مليون دولار ويُبقي على عجز مالي للوكالة لسنة 2021 قيمته 60 مليون دولار، بالطبع هذا دون المتوقع، وهدف سُجِّل لـ “قوى الضغط المعادي” بتراجع حالة الستاتيكو للوكالة، ليشمل التأثير بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها الوكالة (الصحة والتعليم والإغاثة والبنى التحتية في المخيمات..)، كذلك التأثير على رواتب الموظفين. تحدثت “الأونروا” عن عدم توفر السيولة النقدية لدفع راتب شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي على الرغم من ما حصلت عليه الوكالة في المؤتمر.
الأموال لدى الدول المانحة وغير المانحة متوفرة وبكثرة، وما يجري في المحيط من أعمال قتالية وما ينفق عليها من أموال..، تفوق حاجة “الأونروا” بأضعاف وأضعاف، لكن تبقى الإرادة السياسية لتلك الدول، وقدرتها على الإنعتاق من تأثير “جماعات الضغط المعادي للوكالة”.
بناء على هذا المعطى فان خطورة استهداف الوكالة، وشطب قرار إنشائها رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة يزداد، ومعها يزداد الإقتراب من تحقيق رؤية جماعات الضغط المعادي لتثبيت شرعية دولة الإحتلال في الأمم المتحدة من خلال شطب القرار 194 الذي تكرر ذكره في القرار 302 لثلاث مرات وأكد على حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات للاجئين الفلسطينيين، فعضوية دولة الإحتلال في الأمم المتحدة مشروطة بتنفيذ قرار العودة.
لذلك يجب إعادة التفكير في أدوات وآليات الحفاظ على الوكالة وحمايتها وتطوير ولايتها إلى حين العودة.
لهذا بالإضافة الى ما يقوم به شعبنا والأصدقاء من فعاليات تقليدية مهمة من عقد للمؤتمرات والندوات والمحاضرات واحياء المناسبات والإعتصامات وأنشطة اللاجئين في المخيمات والتجمعات واصدار البيانات…
تدعو “الهيئة 302″، إلى تبني استراتيجية فلسطينية رسمية وشعبية لمواجهة الهجمة السياسية على “الأونروا” وتجاوز خطاب ردات الفعل والمناشدة والتصريحات الموسمية، معني بهذه الاستراتيجية بالدرجة الأولى منظمة التحرير الفلسطينية والقوى السياسية وقوى المجتمع الأهلي والفعاليات الوطنية، على أن تكون قابلة للمراكمة بتكامل الفعل السياسي والدبلوماسي مع الفعل الشعبي.
وبأن يكون دور فاعل للمؤسسات الفلسطينية وغير الفلسطينية الصديقة في أوروبا وأمريكا والدول العربية والإسلامية والدول “البعيدة” جغرافيا ولها تأثير في الأمم المتحدة ويُستفرد فيها؛ من خلال زيارة سفراء دولة فلسطين والبعثات الدبلوماسية الفلسطينية في تلك الدول، وحثهم والضغط عليهم لتحمل مسؤولياتهم فدورهم شبه مغيب..، والتواصل مع صناع القرار، عدا عن الدور الذي يمكن القيام به من علاقات ثنائية مع بعض الشخصيات المؤثرة وزيارة سفارات الدول المانحة والتأثير عليها، وتزويد تلك السفارات بتقارير دورية عن القضية الفلسطينية عموما وقضية اللاجئين و”الأونروا” وحق العودة بشكل خاص، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين
بيروت في 18/11/2021