الهُويـــة – بقلم: علي حتر
من أنا؟ من نحن؟ ومن هم؟
.
الهوية مسألة دراسة فلسفية أو أكاديمية، وقد لا يفكر المواطن العادي، في أكثر أنحاء العالم، في حياته اليومية بالهوية، ويعيش دون أن يتذكرها إذا لم يُذكره أحد بها، وكنا قبل سنوات لا نهتم بالهوية الدينية للناس الذين نعيش معهم، في منطقتنا، حتى اكتشف أعداؤنا السياسيون والوطنيون أن الهوية في هذه المنطقة، تشكل عاملا يمكن توظيفه لتحريض الناس على الاقتتال، بكل فئاتهم، لتسهل السيطرة عليهم..
.
المفهوم الفلسفي للهويّة
هنري تاشفيل، وجون تيرنر (باحثان إنجليزيّان في علم النّفس الاجتماعي) استعملا مصطلح الهويّة الشخصية، مقابل الهويّة الاجتماعيّة. وكان القصد من مصطلحهما: الذّاتيّة، الّتي تُعرف الفرد بالمقارنة مع الآخرين.
تعدّدت مفاهيم وتعاريف الهويّة كما أنّ بعض المفكرين قال: إنّ الهويّة هي الإعلاء من شأن الفرد،
كما أنّ آخرين قالوا: إن الهويّة ما هي إلا بطاقة تعريف عن الشّخص وإثبات للشخصيّة،
وغيرهم ينظر للهويّة من منظور وجانب آخر، وذلك باعتقاده أنّها الوعي بالذّات الاجتماعيّة بالإضافة إلى الذّات الثقافيّة،
كما أنّها تعتبر متحوّلة وذلك حسب الواقع ولا تعتبر ثابتة بمنظورٍ أحاديّ،
كما أنّ الهويّة أيضاً اعتبرت أنّها الخصوصيّة الذّاتيّة، كما أنّها تعتبر ثقافةً للفرد، وللغته وعرقه وعقيدته بالإضافة إلى حضارته وتاريخه،
كما أنّ الهويّة هي الّتي يمتلكها الفرد بعد تعدّي سنّ البلوغ المقرّر حسب كلّ دولة؛ فيمكن أن يستحوذ الفرد على هويّة وهي متطلّب إجباري وذلك لإثبات الشخصيّة أيّاً كانت، وبأيّ مكان،
كما أنّ الهويّة تحتوي على العديد من النّقاط التعريفيّة في تذكّر الموقع الجغرافي بالإضافة إلى تاريخ الميلاد والدّيانة، كما أنّها تذكر الاسم والرّقم الوطني وهما أساس التّعريف لدى الشّخص. وهو أساس أمني لا علاقة له بالفكر
الهوية الوطنية هي إلإنتماء للأرض المستقلة المحررة التي تعني الوطن وفقاً للتعريفات التاريخية القديمة والحديثة . الهوية الوطنية هي مجموعة من القيم والأخلاق يجب أن تنعكس أفعالاً بما تعنيه من إستقرار في الوطن والدفاع عنه والتقيد بنظمه وإحترام قوانينه .
الهوية الوطنية تعني الإنتظام العام في المجتمع وفق مبدأ أخلاقي ضمن نسيج مجتمعي متماسك ، قائم على التعاون والمحبة واحترام العادات والتقاليد والإسرة والبيئة والتمسك بالقيم الدينية السائدة واحترام الرأي الآخر ومعتقده ووجهة نظره إن لم تمس القيم والإنتظام العام وسيادة الوطن .
الهوية الوطنية تعني الشعور بالوعي الذي يجب أن نربي عليه أولادنا في حب الوطن والإخلاص له والتضحية في سبيله حفظاً لأهلنا ومستقبل أولادنا ليبقى وطناً منيعاً ضد الفاسدين والمخربين والطامعين والأعداء ، والجهل العدو الأول للوطن .
الهوية الوطنية تعني قيام الدولة بواجياتها نحو المواطن ، التي جاءت نتيجة عقد تاريخي معه .
لذا فإن الإهمال أو التعالي أو الفساد الحكومي والإداري يضعف من نسيج المجتمع ومنْعته ويضع الوطن في خطر التناتش والتناوش والضياع مع تصاعد الرفض والإحتجاح على الممارسات الخاطئة للدولة في تسيب الأعمال الحكومية وإنعدام المسؤولية الوطنية ، التي يقتضيها المنصب أو المركز في الإخلاص والولاء لخدمة المواطن ، التي تعني الولاء للوطن وتحصينه والإخلاص له.
في منطقتنا، تجاوزت الهوية مسألة تعريفها الأكاديمي أو الفلسفي، واستبدلت عمليا بعنوان “توظيف الهوية”!!
في منطقتنا أيضا أصبحت تختلط المفاهيم.. التي يمكن أن تساعد في تحديد الهوية المبنية على الإثنية أو الهوية الوطنية المرتبطة بالجغرافية أو بالعقيدة..
.
هناك الهوية الفردية والهوية الجماعية.
الهوية الفردية بمعناها القانوني هي مجرد تعريف للشخص، وربما جنسه (ذكر أو أنثى) ووظيفته، لكن بمعناها الفكري والسياسي فإنها تذهب أكثر باتجاه تعريف سلوك الشخص ومواقفه، وهي موضوع البحث هنا.
وهناك عدة تعاريف تتعلق بالوضع الطبي والنفسي والمسلكي من حيث المخالفات والسلوك القانوني وغيرها، وعي خارج بحثنا.
.
ما سبق يعني أن الهوية الفردية باختصار هي تعريف الإنسان لنفسه وإعطاؤها قيمة في هذا العالم المكتظ بالبشر، بحيث يحقق احترام الذات،
ويضاف إلى ذلك، تعريف الآخرين للفرد، أصلا ونظريا للتعامل معه ولخدمة حاجاته كإنسان يعيش في مجتمع متكامل..
لكن الآخرين في أكثر الحالات في منطقتنا، يُعرفونه بدقة لأنفسهم، لإتقان محاربته من جهة، ويُعرفونه لنفسه بطريقة تضمن تمزيقه والسيطرة عليه!!!
فهو بالنسبة لنفسه سني عليه أن يصارع الشيعي وكردي عليه أن يصارع العربي وسعودي يجب أن يقاتل اليمني ولبناني يجب أن بصطدم مع السوري وهكذا..
.
أما الهوية الجماعية، فهي تتكون من مجموعة من العناصر …
مثل:
- موقع جغرافي ووطن مشترك
- ذاكرة تاريخيّة وطنية مشتركة
- قومية
- ديانة أو عقيدة أفراد مشتركة
- ثقافة شعبيّة موحّدة
- صفة سياسية
- حقوقٌ وواجباتٌ مشتركة
- وظيفة أو منصب
- اقتصاد مشترك
- لغة مشتركة
- اللون
- الجنس (حيويا)
- الغربة والمنفى
- التشابه المهني
- عسكري أو مدني
- فعال أو سلبي صامت أو الأغلبية الصامتة
- أو من بعض من هذه العوامل وغيرها مجتمعة
- إلخ….
.
سيكون الحديث في هذه الورقة عن الهوية الدينية (العقائدية) والسياسية والأخلاقية.
في كثير من الدراسات والمقالات الموجهة للفقراء وعامة الناس، يتجنب الرأسماليون التعريف الطبقي، مع أن التخلي عن التعريف الطبقي عند التفكير بالقضايا السياسية والفكرية يؤدي إلى أخطاء خطيرة.. فأجد نفسي انا مصنفا مع أفراد العائلة المالكة السعودية ومن يشبهها، في نفس الفئة كعرب مثلا، أو اجد فقراء المسلمين في نفس التصنيف مع نفس العائلة.
.
وفي حين يحاول الفرد أن يستعمل هويته للاعتزاز بنفسه وإعطاء قيمة لذاته وللدفاع عنها، يحاول الرأسماليون (خارج بلادهم) جعل الهوية الفردية ترتبط بعنصر واحد قابل للتوظيف أو عنصرين قابلين للاصطدام عند الدفاع عنهما..
ويقوم هؤلاء الرأسماليون بحملة إعلامية مدروسة ومكثفة للاعتماد على تلك العناصر للعمل وتدمير وتفتيت الدول والدويلات التي صنعوها.
ويعتمدون على تشجيع المظاهر في الهوية كالحجاب والصليب بطرق تحريضية، لجعلها ذات استفزاز تلقائي وهي لا تتعدى كونها حقوقا بسيطة من حقوق الإنسان البسيطة، الذي يتجاوب مع تحريضهم لجهله أساليبهم.
- وهم يجعلون في المكان الذي يستهدفون السيطرة عليه في منطقتنا، من الدين، العنصر الهام في تحديد الهوية.. ليتمكنوا من توظيفه في المعركة التي يخوضونها مع شعوب الأرض ومنهم شعبنا بشكل خاص.
- وفي مكان آخر يجعلون من الإثنية ذلك العنصر، ومن القومية وهكذا..
- وإذا لم تكن الإثنية موجودة يصنعون عناصر لها ويقنعون إنسان منطقتنا بها ثم يحرضونه على الاقتتال بدعوى حمايتها!! كما في الهوية في الحالة السورية اللبنانية والأردنية والفلسطينية، وبعد أن يرسموا حدودا سياسية أمنية مصطنعة بأقلام الرصاص، يصطف أُناسنا على جانبي تلك الحدود ويتبادلون النيران..
- كما يحاول أعداؤنا جعل الحرية (المعادية للأنظمة التي تخالف سياساتهم فقط) شعارا من شعارات متطلبات الهوية.
وفي نفس الوقت يدافعون بقوة عن دكتاتورية الأنظمة التي تتحالف معهم.
.
الطائفية والتعصب الديني في الهوية
تتعدد مفاهيم الطائفية ومجالاتها، ومفاهيم التدين ومجالاته!
وفي المنطقة ، يعتبر الدين هو المجال الأهم، لتوظيفه في الصراعات.
وتتخذ الهوية في منطقتنا نتيجة تحريضه، شكلا من أشكال الرابطة الدينية، يظهر نتيجة تأثير الدين على المجتمع.
وهي في كثير من الأحوال موقف يتبناه حتى الذين لا يفهمون الدين، في مواجهة طائفة أخرى أو أتباع دين آخر.
ويُعرِّف بعض المفكرين الطائفية أنها: “سلوك التعصب لصالح الطائفة التي ينتمي إليها الشخص، تجاه أتباع الطوائف الأخرى بإظهار التباين معهم”، وتعرف أيضاً أنها تمسك الطائفة بمصالحها ومنظومة طقوسها المشتركة وتعصبها في الحق والباطل مقابل الآخرين.
.
أما التعصب الديني: هو عدم سماح إنسان ما أو عدم تحمله أن يتدين أخرون بديانة مختلفة عن ديانته، بمشاعر يمكن وصفها أنها ما فوق الحماس.
.
وإذا تتبعنا التاريخ من بدايته، نجده مليئا بالعنف الذي نتج عن التدين.
حتى المهاتما غاندي الذي كان يدعو للسلام بين أتباع الديانات، من المسلمين والهندوس، قتله أحد أتباع ديانته بسبب دعوته للسلام، (أي ديانة القاتل هي نفس ديانة غاندي).
.
الطائفية هي نزعة سياسية لا علاقة لها بالعقائد الدينية أو المذهبية، وإنما استغلت الخلافات المذهبية لأغراض مصلحية بعيدة عن الدين، وتطورت هذه الخلافات لتصبح تعصبا أعمى أشبه بالعصبية القبلية
الدول السنية التي تعاديها أمريكا برهان على ذلك “الجزائر ليبيا روسيا صدام علي عبدالله صالح تونس
وأخذت مؤخرا أبعادا عنصرية لا تختلف عن الفاشية، والنازية بالمعنى الحديث، ولكن بغطاء ديني ومذهبي، يستخدمها سياسيون علمانيون هم أبعد ما يكونوا عن روح الدين والتديُّن الحقيقي، بل يستغلون أبناء طائفتهم لتحقيق أغراضهم السياسية، ومصالحهم الشخصية المادية، والحفاظ على نفوذهم وسلطاتهم في الدولة على حساب أبناء الطوائف الأخرى. ويستثنى من هذا التعريف أتباع الوهابية من التكفيريين. فالوهابية تعتمد على الفقه، المتزمت بآراء ابن تيميه التكفيرية الذي يكاد ينهي كل قول له بعبارة “يستتاب أو يُقتل”، وآراء مؤسس الحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، في محاربة المختلف عنهم في الدين والمذهب، ويبررون إبادتهم اعتماداً على تفسيرهم التوظيفي للإسلام.
ومن المهم الانتباه إلى أن الفاشية والنازية هي أطوار من الرأسمالية في البلدان المتقدمة صناعيا وتجلت في الصراع الإمبريالي على اقتصام العالم. اما الطائفية في محيط النظام العالمي وخاصة في الوطن العربي وتحديدا في فراخها الخليجية فهي في تشكيلات اجتماعية اقتصادية ريعية غير صناعية بعد.
إنها حالة قيام أنظمة هذه البلدان بالتخلص من فائضين :
- الفائض المالي وذلك بتسخيره للإرهاب في الوطن العربي والعالم
- والفائض البشري الشبابي الذي تتم تعبئته بالوهابية والتخلص منهم برميه في آتون الصراع الطائفي والمذهبي.
أي ان النازية والفاشية لا ترتكزان على الدين بل على مصالح طبقية راسمالية تحديدا، بينما الطائفية تستغل الدين سياسيا.
لذا دائما أكتب قوى الدين السياسي وليس الإسلام السياسي لأن هذه النظمة والقوى تستخدم الدين كدستور سياسي لها. كما أن هناك قوى دين سياسي في المسيحية أي المحافظين الجدد وكذلك دين سياسي في اليهودية.
أما العنصرية، فهي العداء للبشر والتمييز ضدهم بسبب الاختلاف في الانتماء العرقي، وهو مدان وفق جميع الشرائع والقوانين الدينية والوضعية.
إن العنصرية من جانب كالدين مسألة ثقافية. ومن جانب آخر هي حصريا أداة للطبقات الحاكمة في تسخير الطبقات الشعبية لتحقيق وتبرير سيطرتها على أمم أخرى، اي ان اساسها مادي. ولكن حين تتم مواجهتها بقوة كما في جنوب افريقيا يتم التخلي عن العنصرية مما يؤكد أنه صنعة لا طبيعة.
العنف الذي أنتجه التدين
الدين اليهودي..
هذا العنف بدأ مع التوراة (كتاب الدين اليهودي)، حيث يقول اليهود إنه بدأ بأمر إلهي مباشر كما في النص التالي في سفر التثنية، الإصحاح 13:
“6 واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفها انت ولا اباؤك 7 من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره 9 بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية . 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك 12 ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفوها 14 وفحصت وفتشت وسالت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد. 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لابائك 18 اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ جميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لتعمل الحق في عيني الرب الهك”
.
وفي سفر الخروج إصحاح 32، يقول الله:
” 10 فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ”
.
وفي سفر الخروج 17: 16 قَالَ الله: “لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْر” (دور هنا تعني “جيل”)
والعماليق هم نحن..
.
وفي سفر يشوع 6: 21 يصف قتل أهل أريحا وحتى أنعامهم:
“21 وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ”
.
ورغم أن الدين المسيحي لا يحمل أي دعوة إلى العنف في صفحات الإنجيل.. إلا أن حروبا كثيرة دارت بين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت ، لأسباب قيل للمواطن العادي إنها دينية طائفية، وأهمها حرب الثلاثين سنة في أوروبا في الفترة 1618 ̰ 1648، والتي قتل فيها أكثر من ثمانية ملايين مسيحي، واشتركت فيها كل الدول الأوروبية حتى الدولة العثمانية المسلمة ساندت بعضا منها ضد الآخرين!!
.
كما أن المسيحيين في المنطقة وبالتحديد في لبنان (جعجع والكتائب) خلطوا التعصب الديني والموقف السياسي في عملية صبرا وشتيلا 1982
واليوم تبني حكومة سايكس بيكو جدارا للفصل حول مخيم عين الحلوة!!
.
Many factors are responsible for this religious fanaticism and insecurity in the society.
These include; religion itself, differences in interpretation of the doctrine within religions, aggressive evangelisms, the claim to monopoly of religious truth and poverty.
.
المتدين المتعصب يعتقد أن ديانته هي الصحيحة وغير قابلة للمناقشة ولا يتقبل من أتباع الديانات الأخرى أن يتبعوا غيرها.
حتى أصبح دينه هويته التي تتفوق على وطنيته!!
.
أسباب التعصب متعددة، وبعد القناعة بتفوق ديانة المتعصب على غيرها، يعتقد أيضا أن أتباع الديانات الأخرى مُقصِّرون في عبادة الإله، وأنهم مخطئون لا يستحقون الجنة، وأن واجبه الأخلاقي والإيمان يفرض عليه تبشيرهم وتغييرهم بأي وسيلة كانت.
والديانات التوحيدية هي الأكثر تأثيرا في هذه المسألة، حتى أن الحكام في كثير من الأحوال، يلجؤون لاتهام التعصب الديني، بتحميله أسباب المشاكل الاجتماعية والفقر والبطالة والتقصير بالتعليم، ولا يقتربون من نصوص الكتب المقدسة كما في التوراة، التي توصي بالعنف والقتل، وتوصي على لسان الله أن عبادة أي إله غير يهوه هي أكبر الخطايا التي يمكن أن يرتكبها إنسان.
.
القضايا تؤدي إلى إيقاظ الطائفية وليس العكس
في منطقتنا تتحول الطائفية إلى صراع، بسبب توظيف الأعداء لها سياسيًا، فتقتتل الطوائف المختلفة، بالتجاوب مع التحريض الغربي واليهودي الخفي والعلني، وبسبب تحريض المحليين من وكلاء الغرب واليهود.
ويقول الكاتب عبد اللطيف فاروق، في بحث عنوانه (الطائفية… قراءة فى المفهوم ودلالاته):
“