الى الذين يحاصرون مخيم جنين نصيحة لهم قبل فوات الأوان.
الى الفلسطينيين من المناضلين السابقين وإلى الوقائيين …
هل لازلتم تذكرون ماذا كنا نسمي جيش سعد حداد وفيما بعد جيش انطون لحد في الشريط الجنوبي اللبناني المحتل؟.
هل لازلتم تتذكرون اننا حاربناهم كما حاربنا الاحتلال وأنهم قتلوا وجرحوا واعتقلوا وعذبوا كثيرين وكثيرات من شعبنا في مخيمات لبنان؟
بعد تحرير الجنوب سنة ٢٠٠٠ فروا مع جيش الاحتلال وصاروا يعملون في خدمته بالضفة الغربية وفلسطين ال ٤٨. بعض الفاشيين اللبنانيين الذين ذبحوا شعبنا في بعض مخيماته وتعاملوا مثلهم ومثل بعضكم الآن مع العدو، يطالبون بعودتهم إلى لبنان.
أيها الذين يوماً ما كنتم آمنتم بالكفاح المسلح وربما بعضكم مارسوه والآن ينبذونه ونسوهه…
إذا كنتم تتذكرون لحد وحداد لماذا لا ترفعون أصواتكم وتقولون لقادتكم أولاً ثم لعجيانكم ولغلمانكم في الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية أن يعودوا إلى رشدهم… وأن يتوقفوا فوراً عن ارتكاب الخيانة الوطنية في مخيم جنين. فأنتم تعرفون أنه لم يعد هناك شيء يحفظ ماء وجه الأجهزة والسلطة وما بقي من المنظمة.. (التي دمرتموها واحتلتموها)… وأنكم صرتم مثل جيش حداد ولحد وربما تمضون باتجاه أن تصبحوا مثل مجموعة حبيقة ومافيا جعجع اللتان ارتكبتا مع شارون وتحت نظره وبرعايته ودعمه واشرافه مجزرة صبرا وشاتيلا. فهل تريدون أن ترتكبوا مثلها في مخيم جنين برعاية نتنياهو وكاتس وبن غفير؟
إن كنتم قاتلتم في لبنان والجنوب وبيروت أو في الانتفاضة الاولى والثانية و\خلتم سجون الاحتلال في يوم من الأيام فهذا لا يعطيكم حق العمالة ولا الخيانة. فلا مكان في فلسطين وبين ظهراني شعبنا لمن يعمل مع الاحتلال.
بحكم معايشتي لكل مراحل غزو ١٩٨٢ في لبنان وبقاءي في بيروت وعدم مغادرتي العاصمة يوم انسحبتم بحراً يمكنني القول أنه ليس كل من كان في لبنان أو تحاصر في بيروت كان مناضلاً ومقاتلاً. كثيرون ممن عادوا مع سلطة اوسلو لا قاتلوا ولا صمدوا ولا استبسلوا كما فعل أبطال مخيم جنين وكما يفعلون الآن. على طل حال فإن بعض مما جاء في رسالتي هذه أخص به الذين كانوا مناضلين وقاتلوا وصمدوا ولهم تاريخ محترم وإن كانوا قلة في هذه الأيام.
أما إلى صغار سلطة “اوسلوستان” وخريجي مدرسة دايتون أقول:
إسالوا في سلطتكم من يكبرونكم سناً ومن عاشوا التجربة اللبنانية حتى خروج الفدائيين من بيروت بعد حصار ال ٨٨ يوماً سنة ١٩٨٢. .. اسالوهم لعله تبقى لدى بعضهم “شوية” ضمير و”كرامة” وشيء من الحس الوطني. فقد يخبرونكم الحقيقة عن بعض قادتكم وجنرالتكم وما أكثرهم على الورق وفي الصور والاستعراضات. قولوا لهم أن يحدثونكم عن الوجوه المشعة في مسيرتنا الثورية… عن الشهداء المقاتلين، القادة الميدانيين العظماء مثل سعد صايل، بلال السيوطي “الأوسط” وعبدالله صيام وعطية عوض ونادر قدري فزع -أبو كفاح فهد- وعامر ارناؤوط وماهر اليماني وأحمد أمين، عن أبطال عين الحلوة وقلعة الشقيف والرشيدية وبرج الشمالي… وعن غيرهم من الشهداء العظام، أبطال الملاحم والمعارك والميادين. هؤلاء كلهم قاتلوا ضد الاحتلال وضد جيش لحد الذي كان يسمى قبل موت سعد بحيش حداد، وهو جيش العملاء أنفسهم الذي صار يسمى جيش لحد.
من يطلق النار على المقاومين وعلى نسوة وفتيات وأطفال وعجزة ومسعفي مخيمات شعبنا، ومن يحاصرها هو بالضبط مثل جيش لحد وحداد ومثل جيش الاحتلال.
في الختام أقول لكم:
من يريد أن يحيا بقية عمره لحدي وحدادي ودايتوني واوسلوي فليطلق الرصاص والقنابل على مخيم جنين.. فليصاصره. فإن قُتِل سيذهب الى النار وإن هو قَتَل فلسطينياً أيضاً سيذهب إلى السعير.
خذوا العبرة من التجربة الجزائرية وتعلموا واستفيدوا فلن ينفعكم سوى شعبكم فيما القيادات الوهمية والجنرالات الكاريكاتورية وعملاء الاحتلال حتماً الى زوال. فلن تبقى في وادي فلسطين إلا حجارته.
٢٩ /١٢/٢٠٢٤
نضال حمد – موقع الصفصاف – وقفة عز