الى صديقي الذي غرد قائلاً ” إن أكثرية الناس مع السلطة” – نضال حمد
الى صديق عزيز علق على أحد منشوراتي قائلاً أن أكثرية الناس مع السلطة…
عزيزي يا رفيق الطفولة والشبيبة والنضال والدرب والمخيم والرفض في زمن الرفض، أيام جبهة الرفض كانت قيادة المنظمة لازالت في الصف الوطني وتلك كانت بداية جنوحها نحو سلام “الشجعان”. الذي انتهى بالعمل في خدمة الاحتلال والعدو وضد شعب فلسطين وكفاحه ومكافحيه ومكافحاته.
في تلك الأيام كنا نحن أيضاً نختلف عما نحن عليه الآن. ولم يكن بيننا وجود هام للمتساقطين والمتراجعين والمرتدين عن الثوابت وكامل التراب الوطني وفلسطين الكاملة. كان من المعيب وحتى العار أن نتحدث عن الاعتراف بالعدو أو التطبيع معه أو التفاوض او الصلح او التخلي عن أي ذرة من تراب فلسطين. الآن أي متنازل عن أرض فلسطين وأي ساقط في وحل العمالة أو الخيانة وأي منسق أمني مع العدو يعتبره أزلامه وقبيضته وسحيجته قائداً بحجم الوطن والقضية.
ترى كم من المصطلحات الثورية والوطنية والقومية النبيلة تم تعهيرها وتشويهها وتزييفها في فلسطين ما بعد الأوسلة؟
يا صديقي!
إذا أخطأت المعارضة الفلسطينية في التعامل مع تلك القيادة منذ البدايات ولم تقم بما كان يجب أن تقوم به فعلاً، فهذا لا يعفي تلك القيادة من مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم. وهذا لا يعفي الفصائل من تقصيرها وخذلانها لشعبنا ولجمهورها.
قبل ولادة السلطة الفلسطينية العتيدة من رحم اتفاقية اوسلو التي حركة فتح هي صاحبة فكرتها وسلامها وقيادتها وغالبية عناصرها وأركانها (حتى رئيسها هو رئيس المنظمة وفتح)، كانت أكثرية الناس أيضاً مع فلوس فتح والمنظمة.
هكذا علموا الناس سابقاً وبعد أوسلو علموهم وعلموهن أن الفلوس أهم من أي شيء آخر وأنه إن أرادوا وأردن لقمة العيش عليهم-ن أن يضخوا دمهم-ن في شرايين الهزيمة والاستسلام كي يحيا سلام الشجعان على حساب شعبنا وقضيتنا. علموهم التبعية العمياء وضحوا بهم على مذبح الأعداء.
يا صاحبي!
الذين مع السلطة هم مع فلوسها وأصبحوا رهائن للقمة العيش وهذه سياسة تحبذها السلطة فهي تعشق استعباد الناس. أما أنا وأمثالي من الكتاب الفلسطينيين المؤمنين بكامل تراب فلسطين وبالكفاح الحقيقي، والذين يسيرون على درب الشهيد ناجي العلي ومن كتبوا بالدم لفلسطين، واجبنا أن نرفع صوتنا ونوجه شعبنا نحو فلسطين وليس نحو فلوس الفصائل والسلطة والمنظمة. فلو القصة بالحلال والحرام، لقلت أن فلوس السلطة والمنظمة حرام.
يا صديقي
المعيار فلسطين فقط لا غير، فالفصائل الى زوال أما فلسطين فهي الباقية والتي لا تموت. ومن يريد تحرير فلسطين عليه أن يعمل ويجهز ويناضل ويقدم الغالي والنفيس، ويستعد لتنظيف بيته من رجس الاحتلال ومن يعملون في خدمته. فلا تحرير بدون دم وتضحية ونضال.
نضال حمد في التاسع من تموز – يوليو٢٠٢١